إذا أردت أن تعرف صورة المجتمع، فانظر إلى وضع المرأة فيه، فهي الأم والمعلمة والعالمة والفنانة.. وفي الفن، استطاعت المرأة الإماراتية أن تكون في كل الفنون، مثل: الموسيقى، السينما، الدراما، والتشكيل. وحينما نشير إلى المرأة في دولة الإمارات، ندرك حجم التطور والحقوق التي حصلت عليها، مثل: الرسم، والتصميم، والكتابة، وغيرها. من هنا، ليس غريباً أن تطلق سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، حفظها الله، ليوم المرأة الإماراتية لعام 2022، شعار «واقع ملهم.. مستقبل مستدام»، الذي يحمل في معانيه قصة نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة في رحلة تمكين المرأة، التي بدأت في 2 ديسمبر 1971.

وفي إطلالة بانورامية، نشير - خلالها - إلى نساء شكلن نخلة البلاد، وضوءها الحقيقي، حيث استطاعت المرأة أن تضيء الحياة، بالصوت والغناء، والإخراج، والموسيقى، وأن ترسم بريشتها مستقبل هذا المكان.

  • نايلة الخاجة

الفن السابع.. السينما:

تشكل السينما اللغة البصرية والجمالية، التي سحرت المرأة، وهي تقف وراء الكاميرا، لتسجل قصصاً وحكايات تعكس هوية المكان، وقد برزت كثيرات، لكن تستوقفنا اليوم تجربة المخرجتين: نجوم الغانم، ونايلة الخاجة.

تعتبر نايلة الخاجة، من أولى السينمائيات الإماراتيات، إذ تمكّنت من دخول عالم صناعة الأفلام،  وفازت بالعديد من الجوائز، وهذا يشكل تحدياً حقيقياً، لأن المجتمع لم يكن يتقبّل فكرة عمل المرأة بالمجال السينمائي. واستطاعت أن تكون حاضرة في المهرجانات، من خلال أفلام، قصيرة، ومتوسطة، وطويلة، ومن هذه الأفلام: «حيوان» الذي أطلت به في 2016، ومن قبله «جيران»، و«عربانة»، وغيرها.

إقرأ أيضاً:  إليازية المنصوري: القلب رمز علامتي
 

ونايلة تعاونت مع الشاعر عارف الخاجة في أوبريت «أحلام زايد»، احتفالاً باليوبيل الذهبي للدولة، ولأنها تمتلك شغف الفن، فإنها لا تركن، فها هي تمضي بخطوات واثقة نحو فيلمها الجديد «باب»، الذي يمثل باكورة أفلامها الروائية الطويلة، حيث تقف فيه إلى جانب المخرج الإماراتي مسعود أمر الله (الأب الروحي للسينما الخليجية)، وتتعاون فيه مع الموسيقار الهندي أيه آر رحمان، الحائز جائزتَيْ: «الأوسكار»، و«غولدن غلوب».

  • نجوم الغانم

شاعرة السينما الإماراتية:

حينما نقول نجوم الغانم، نحتار إلى أين نشير: السينما، أم الشعر، أم الطاقة الإيجابية التي تمتلكها، فهي التي استطاعت أن تصل - من خلال السينما - إلى منصات عربية وعالمية، وأن تحقق الكثير من النجاح، والأهم أنها انطلقت من موضوعات الحياة والناس على أرض الإمارات، مرة للرجل في فيلم «ما بين ضفتين»، وأخرى للمرأة في أفلام وثائقية، وهكذا استطاعت أن تكون اللغة البصرية، لغة حياة شعرية لا مثيل لها.

توالت أعمالها الشعرية والسينمائية، مثل: «الحديقة»، و«آيس كريم»، و«ما بين ضفتين»، و«المريد»، و«الحمامة».. وكلها أفلام أخرجتها برؤيتها الثقافية الخاصة، واستطاعت أن تترك بصمة حقيقية عن صورة المرأة الإماراتية بقوتها وحضورها وخيالها المشع، ما جعلها تستحق لقب «شاعرة السينما الإماراتية».

  • الفنانة أحلام

أحلام مغنية الخليج الأولى:

لأن الغناء صوت الحب والأرض، استطاعت الفنانة أحلام أن ترسم طريقاً مكللاً بالنجاح، وأن تأخذ الأغنية الإماراتية إلى أفق النجاح، بصوتها الخاص، المشحون بمشاعر الحب واللوعة والانتظار، وأن تكون للأغاني الوطنية بصمة خاصة في تجربتها.

وتتميز أحلام بصوتها العذب الذي يصل إلى القلب، بصدقها في الأداء والمواقف، وقد بدأت تجربتها منذ أن كانت طفلة، طرحت ألبومها الغنائي الأول، الذي حمل اسم «أحبك موت»، ثم ألبومها الثاني «مع السلامة» عام 1996. فمن منا لا يعرف أغنية «تدري ليش»، التي نالت إعجاب العالم العربي، وشكلت ميلاد هذه الفنانة، التي تمتلك حساسية عالية بألوان صوتها المختلفة.

وقدمت أحلام، عبر مسيرتها الفنية 15 ألبوماً غنائياً، هي: «أحبك موت»، و«مع السلامة»، و«كيف أرضى»، و«ما يصح إلا الصحيح»، و«طبيعي»، و«مختلف»، و«لعلمك بس»، و«أحسن»، و«الثقل صنعة»، و«هذا أنا»، و«موعدك»، و«ابتحداك»، و«يلازمني خيالك»، و«فدوة عيونك».

وتميزت في الغناء الوطني بأكثر من 20 أغنية، منها: «دولتي الإمارات»، و«وطن السعادة»، و«وطن التسامح»، واستطاعت أن تكون في لجنة تحكيم أهم برامج مسابقات الغناء، منها: «ذا فويس»، و«آراب أيدول».

إيمان الهاشمي.. الموسيقى روح المكان:

الموسيقى لغة الشعوب، لغة الحب والسلام. من هنا، ليس غريباً أن تسجل المرأة الإماراتية صورة من صور التميز، وهو ما تقوم به الفنانة إيمان الهاشمي، التي أبدعت الكثير من المقطوعات، وشكّلت حضوراً حقيقياً في أعراس الوطن، إلى جانب حضورها في كتابة شذرات تعكس الحكمة، وتحمل رسائل الحب والسلام والتسامح، وهو ما نتابعه من خلال «السوشيال ميديا»، إنها نموذج للمرأة المؤثرة، التي تترك في كل مكان كلمة أو موسيقى على آلة البيانو.

بدأت إيمان تجربتها من المدرسة، وكان أول ظهور رسمي لها، عام 2001، في المجمع الثقافي بأبوظبي، فقد لحنت «بابا زايد»، وعرفت معنى الصوت، فجمعت الموسيقى رائحة الشرق والغرب ببعد أوبرالي، كما لها أكثر من 300 لحن، وتعتبر أول ملحنة أوركسترا إماراتية، وقد  سعت - من خلال مؤلفاتها الموسيقية التي تبثها يومياً عبر منصات عدة - إلى التخفيف عن مرضى فيروس كورونا، فقدمت مقطوعة «خط الدفاع الأول»، ومقطوعة «مسبار الأمل»، وعملت مع فنانين عديدين من أكثر من 10 دول مختلفة، للعزف معاً عبر وسائل التواصل المرئية، فقد اعتبرت الموسيقى واجباً إنسانياً من أجل تخطي هذه الأزمة، التي يمر بها العالم بأسره، وقد تم قبولها في ترشيحات «أوائل الإمارات»، كأول ملحنة للأوركسترا في الإمارات.

  • الفنانة سميرة أحمد

إماراتيات في الدراما الخليجية:

دخلت المرأة كل منصات الفن، وحققت نجاحاً حقيقياً، لاسيما في التمثيل، وتجسيد سيناريوهات وشخصيات في الدراما الإماراتية والخليجية. من هذه الوجوه الممثلة أمل محمد، التي استطاعت أن تترك بصمتها في أكثر من 20 عملاً درامياً، جسدت خلالها شخصية البنت، والزوجة، والمرأة في حالاتها، وصورها المتعددة.

ووقفت الفنانة سميرة أحمد على المسرح، في أدوار متعددة، منها: مسرحية «أحمد بن ماجد»، وشاركت في مهرجانات متعددة، إلى جانب حضورها العالي في الدراما التلفزيونية، وصنعت خلال هذه المسيرة أرشيفاً غنياً بالأعمال الفنية المميزة في المسرح والدراما، طوال مسيرة فنية استمرت 40 عاماً. وقد بدأت من المسرح الشعبي في دبي، وشهدت تقديم أكثر من 20 مسلسلاً محلياً وخليجيا، ولاتزال في ألق الحضور، واليوم تتميز في دور الأم، وأدوار كثيرة أخرى، وقد استطاعت أن ترسم - من خلال أدوارها - صوراً متعددة للمرأة الإماراتية.

وتعتبر الفنانة فاطمة الحوسني واحدة من الممثلات الخليجيات، وأحد الوجوه الناجحة في الدراما التلفزيونية، وقد بدأت مشوارها الفني حينما كانت في العشرين من عمرها، وقدمت خلال مسيرتها أكثر من 50 عملاً، بعد مشاركتها في مسلسل «دارت الأيام». وقامت، خلال مشوارها الفني، بأداء أدوار عدة، تنوعت بين الفتاة المراهقة والأم والمرأة الشريرة، وهي عضو في مسرح دبي الأهلي.

وحينما نقول الممثلة هدى الغانم، يحضر المسرح، والدراما والسينما. أيضاً تحضر أعمال كثيرة تابعها الجمهور الخليجي والعربي، وكانت في أدوارها المتعددة حاضرة بقوة. ففي المسرح، بدأت هدى الغانم مسيرتها الفنية بمسرحية «خريطة مربطة» عام 1991، ثم مسرحيات: «البقعة»، و«راعي ألبوم عبرني»، و«عائلة نص كم»، وغيرها من الأعمال المسرحية، لتصبح ممثلة مسرحية تمتلك تنوع الأداء والصوت، والأهم الوقوف أمام الجمهور بنجاح لا مثيل له. وتميزت، أيضاً، في الدراما التلفزيونية، منها: «حاير طاير»، و«طماشة»، و«بنات شما»، و«أوراق الحب»، وأعمال كثيرة أخرى، تحمل رائحة المكان والتراث، والحياة التي نعيشها اليوم، ونالت الكثير من الجوائز.