نثرت الكندي: كنت قدوة لأخواتي في التمريض

الإصرار على تحقيق الحلم واتباع الشغف.. هذا ما فعلته، حرفياً، نثرت مالك الكندي، عندما تخطت نظرة المجتمع السلبية إليها، وهي في بداية مشوارها بمهنة التمريض، واستطاعت أن تتدرج في مناصبها حتى أصبحت مدير تمريض تنفيذياً بمستشفى الكورنيش في أبوظبي. ولم يتوقف شغفها عند هذا الحد، لكنها استكملت دراستها؛ لتحصل

الإصرار على تحقيق الحلم واتباع الشغف.. هذا ما فعلته، حرفياً، نثرت مالك الكندي، عندما تخطت نظرة المجتمع السلبية إليها، وهي في بداية مشوارها بمهنة التمريض، واستطاعت أن تتدرج في مناصبها حتى أصبحت مدير تمريض تنفيذياً بمستشفى الكورنيش في أبوظبي. ولم يتوقف شغفها عند هذا الحد، لكنها استكملت دراستها؛ لتحصل على ماجستير في إدارة الجودة.. التقتها «زهرة الخليج» لتضيء على مسيرة نجاحاتها الملهمة؛ في الحوار التالي:

• أين درست التمريض، وما المؤهلات التي حصلت عليها؟

- درست في معهد التمريض بدبي، حيث حصلت على دبلوم التمريض العام؛ لعدم وجود جامعات تمنح بكالوريوس التمريض في هذا الوقت، وبعد أن عملت لمدة 8 سنوات التحقت ببرنامج التجسير إلى بكالوريوس العلوم في التمريض بكلية فاطمة بأبوظبي، بالتعاون مع جامعة جريفث الأسترالية، ثم التحقت بجامعة ولونجونج بدبي؛ لأحصل على درجة الماجستير في إدارة الجودة. 

• لماذا اخترت دراسة مهنة التمريض بالذات؟

- في فترة طفولتي، تمنيت الالتحاق بمهن عدة، معظمها كانت تصب في خدمة المجتمع. وقد انحصرت أمنياتي في اختيارين: الالتحاق بكلية الطب أو التمريض. ومع مرور الوقت، أصبحت لديَّ قناعة ورغبة في أن أصبح ممرضة؛ لشعوري بأن الممرضة أقرب للمرضى، تساعدهم وتسهر على راحتهم، وهي أكثر تفهماً لحاجاتهم، وهذا بالضبط ما كنت أرنو إليه، وأيقنت أن التمريض مهنة سامية، ولا يمكن مقارنتها بأي مهنة أخرى.. ومن هنا بدأ مشواري. 

• كيف كانت نظرة المجتمع والمحيطين؟

- والدي ووالدتي هما اللذان شجعاني على دراسة التمريض، وهذا بالنسبة لي كان كافياً؛ كي أمضي قدماً في هذه المهنة، ولا أذكر أي اعتراض صريح من المحيطين، لكن كنت أشعر بنظرة الناس لي، ولم أشعر وقتها بالراحة. لكن مع الوقت، وبعد مواقف إيجابية عدة، بدأوا يقتنعون بأهمية وجودنا، ومن ثَمَّ بدأوا يرتاحون لنا، خاصة ونحن نسهر على رعايتهم وعائلاتهم، وأشعر بالفخر لأن 3 من أخواتي دخلن التمريض مثلي، وكنت بالنسبة لهن قدوة ومثلاً أعلى. 

• ما التحديات والصعوبات التي واجهتك؟

- خلال فترة الدراسة كنت بعيدة عن عائلتي، وكان هذا أكبر تحدٍّ بالنسبة لي، ورغم ذلك استطعت اجتيازه؛ لأنه علمني الاعتماد على النفس، وكانت الدراسة صعبة إلى حد ما، وأتذكر أنني أوشكت على الانسحاب من دراسة التمريض، والالتحاق بدراسة أخرى. لكن الحمد لله، بفضل أهلي ومعلماتي، استطعت أن أستكمل دراستي.

إقرأ أيضاً:  7 عادات.. مارسيها وستمتلكين مهارات قيادية
 

• هل واجهتك حالات صعبة، قمت بمساعدتها وعلاجها؟

- في قسم الطوارئ بأحد المستشفيات، قمنا بإنعاش طفل غريق، كان قد توقف الأطباء عن إنعاشه، وذلك لتعدي الوقت المسموح به للإنعاش. والحمد لله عادت إليه نبضات قلبه، وركضنا به إلى «العناية المركزة»، وكان طبيب التخدير في حالة ذهول، وتعجب وهو يتسلم الطفل منا؛ ليستكمل رعايته، معلقاً: «كيف فعلتم ذلك؟! أنتم مجانين»، وهو يبتسم، وكنا جميعاً في غاية السعادة.

• هل أنت راضية عن وجود المرأة الإماراتية في مجال التمريض؟

- جزئياً راضية؛ لوجود الدعم الكبير من قبل حكومتنا الرشيدة. أما الجزء الباقي فهو حاجتنا إلى عدد أكبر من كادر التمريض الإماراتي في الدولة؛ لتصبح هذه المهنة مستدامة. حالياً، تتكلف الدولة الكثير على الممرضين من الجنسيات الأخرى، والذين لا يستمرون معنا إلا لفترة قصيرة، ثم يبحثون عن الهجرة إلى دول أخرى.

• مَنْ ملهمتك؟ وإلى من توجهين كلمة شكر في يوم المرأة الإماراتية؟

- والدتنا سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية (أم الإمارات)، ملهمتنا جميعاً، فقد رسخت مفهوم تمكين المرأة في الدولة بجميع المجالات. وملهمتي الثانية وقدوتي هي والدتي، فهي معطاءة إلى أبعد الحدود، ونحن نسميها الممرضة الخامسة بالبيت؛ فنحن بناتها ممرضات بالدراسة، وهي صارت ممرضة بالممارسة؛ حيث إنها ترعى والدي المقعد منذ أكثر من عشرين عاماً.