هناك العديد من الطرق، التي يمكن من خلالها الوصول إلى الطبيعة، والاستمرار في تلقي الفوائد، حتى لو كنت تعيش في مدينة. ويمكن أن يساعد الذهاب في نزهة في الحي، وإضافة المزيد من النباتات إلى منزلك أو مكتبك، والحصول على المزيد من ضوء الشمس، في تحفيز الشعور بالارتباط بالطبيعة، فالوجود في الهواء العليل، ومسطحات خضراء على مد النظر، يساهم نفسياً بطرد الهموم وتقليل نسبة العصبية والضغط النفسي.
وهو ما أكدته دراسة نشرتها، مؤخراً، جامعة طوكيو، مشيرة إلى الآثار الإيجابية التي يمكن أن تحدثها الطبيعة والبيئة المحيطة على الصحة العقلية والجسدية، حيث أجرى الباحثون مراجعة منهجية لـ301 مقالة أكاديمية، تغطي 62 دولة، حول المساهمات غير المادية، أو غير الملموسة للرفاهية التي توفرها الطبيعة.
وتخلص الدراسة إلى أن التواصل مع الطبيعة يوفر فرصاً للترفيه والتسلية والوفاء الروحي والتنمية الشخصية والعلاقات الاجتماعية والتجارب الجمالية، وأظهرت الدراسات السابقة أن الانخراط في مثل هذه الفرص يمكن أن يوفر فوائد، مثل: تحسين الصحة البدنية والعقلية، والتماسك الاجتماعي، والشعور بالمكان.

ومن أبرز النقاط التي توصلت إليها الدراسة: 
- التماسك: تطوير علاقات إنسانية ذات مغزى، من خلال التفاعلات مع الطبيعة.
- التكوين: عندما تتغير عناصر مثل الحالة المزاجية والموقف والسلوكيات والقيم على الفور، أو على مدى فترة قصيرة، بعد التفاعل مع الطبيعة.
- الرضا: الشعور بأن توقعاتك واحتياجاتك راضية، من خلال التفاعلات مع الطبيعة.
- التعالي: الحصول على الفوائد المتعلقة بالقيم الدينية أو الروحية بعد التفاعل مع الطبيعة.

 

 

عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع الطبيعة والبيئة، يمكن تحفيز هذه الآليات بطرق مختلفة. على سبيل المثال، نزهة لطيفة في الغابة، أو المساعدة في تنظيف الشاطئ، أو استكشاف مدينة جديدة، أو البحث عن التوت، فكلها أنشطة تحفز الشعور بالاتصال.
ولاحظ الباحثون، أيضاً، أنه قد يحدث تقاطع للآليات، ما يزيد تأثيرها. على سبيل المثال، إن الاهتمام بالطبيعة من خلال نشاط ترفيهي قائم على الطبيعة، مثل البستنة، سيشمل الآليات المعرفية والتطورية.
ووجد، أيضاً، أن التحفيز لا يأتي فقط من العالم الخارجي. ولعدة قرون، كان معروفًا لبناة المعابد في جميع أنحاء العالم أن أسقفهم العالية تدفعنا نحو التفكير المجرد، ومشاعر الرهبة.
ويوفر الوجود في الهواء الطلق في بيئات مختلفة مجموعة من الفوائد، وهذه الفوائد لا يتم تسهيلها فقط من خلال المحفزات البصرية، لكن أيضاً من خلال الأصوات والروائح وجميع الحواس الأخرى، ونتيجة لهذه التأثيرات، أفاد المشاركون في الدراسات البحثية السابقة بفوائد، تشمل: انخفاض مستويات التوتر، تقليل القلق والاكتئاب، تحسين احترام الذات، وتعزيز الثقة بالنفس. 
وسواء كنت في منطقة حضرية أو محاطة بالريف، هناك الكثير من المناطق الاقتصادية والاجتماعية، التي يمكن أن تؤدي إلى تحسين الرفاهية، فالطبيعة في كل مكان حولنا، وإذا تمكنا من احتضان ما نصل إليه، فسنجد فوائد أقرب مما كنا نتوقعه.

 

 

فعلى سبيل المثال، يمكنك ممارسة هواية أو نشاط جديد يسمح لك بقضاء المزيد من الوقت في الخارج، مثل: مراقبة الطيور أو البستنة أو التجذيف أو مجرد الذهاب للركض. إذا كنت في المدينة، فيمكنك المشي لمسافات طويلة في حي جديد، والانخراط في محيطك.
وإذا كنت عالقاً في مكتب، فيمكن تصميم الديكورات الداخلية حيث تقضي يومك. قد تحاول: إضافة المزيد من النباتات الداخلية، واستخدام أثاث مصنوع من مواد طبيعية مثل الخشب، والسماح بأكبر قدر ممكن من أشعة الشمس وتعليق الصور والأعمال الفنية للأماكن الطبيعية.

إقرأ أيضاً: أفضل الأحجار الكريمة لامرأة برج العذراء