تعد وجبة المعكرونة، على اختلاف طرق تحضيرها، مرغوبة جداً من قبل معظم الناس حول العالم، لأسباب متعددة منها: سهولة تحضيرها وطعمها الشهي، لكن الكثيرات من السيدات يقاومن رغبتهن بالتهام أكبر قدر ممكن من المعكرونة خشية زيادة أوزانهن، أو يمارسن التمارين الرياضية بقوة وانتظام بعد كل وجبة معكرونة مليئة بالكربوهيدرات. 
لكن هل تساءلنا يوماً: لماذا يتمتع الإيطاليون بالرشاقة وانخفاض معدلات السمنة، ويعيشون لعمر أطول مقارنة بالشعوب الأخرى، على الرغم من أنهم يتناولون المعكرونة يومياً تقريباً، خاصة أن المعكرونة من الأكلات المفضلة في إيطاليا، وتعد هي والبيتزا أشهر وجبتَيْ طعام هناك؟ 
تُقدَّر الحصة الاعتيادية من المعكرونة غير المطبوخة، في الولايات المتحدة الأميركية لكل شخص، بـ113 غراماً للمرة الواحدة. وغالباً يتناولون حصة أخرى، وأحياناً أكثر، لتبلغ الكمية المتناولة نحو 226 غراماً من المعكرونة المطبوخة. أما في إيطاليا، فيتناولون عادةً من 28 إلى 42 غراماً من المعكرونة الجافة، أي ما يعادل 57 إلى 85 غراماً من المعكرونة المطبوخة. وفي المطاعم الفاخرة، غالباً تكون الوجبة أصغر، ولا يتناولون حصة ثانية أيضاً.
ويوضح المؤشر الجلايسيمي (مؤشر نسبة السكر، وهو نظام لتصنيف الأطعمة، التي تحتوي على كربوهيدرات على مقياس يراوح من 0-100، وفقاً لمدى رفع مستويات سكر الدم "الغلوكوز" عند تناولها) مدى ارتفاع مستويات السكر في الدم بعد تناول وجبة من الطعام، ويعكس مقدار كمية السكر التي يحصل عليها الجسم بعد تناول وجبة الطعام. عند تناول حصص متساوية من المعكرونة، أو الخبز أو الأرز أو البطاطا، فإن المعكرونة تسبب أدنى ارتفاع في مستويات السكر في الدم وإنتاج الإنسولين. 

 

 

ويعزى ذلك إلى أن المعكرونة المطبوخة على الطريقة الإيطالية تتمتع بكثافة أكبر، لهذا تُهضم وتُمتص بشكل أبطأ، فكلما طالت مدة طهي المعكرونة، قلت كثافتها، وزاد تأثيرها على ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد تناولها.
وتعتمد الطريقة الإيطالية في طهي المعكرونة على تقليل وقت الطهي إلى ما لا يزيد عن سبع إلى ثماني دقائق، إذ تُرفع عن النار عندما تنضج، وهي لاتزال في حالة مطاطية (آل دينتي)، من دون الانتظار حتى تصبح المعكرونة طرية.
وغالباً يقدم الإيطاليون المعكرونة مع البروتين، ووفرة من الخضروات المطبوخة بزيت الزيتون والأعشاب والتوابل، إضافة إلى بعض الفاكهة للتحلية بعد الوجبة. ويتبع الإيطاليون حمية البحر الأبيض المتوسط، وهي النظام الغذائي الأكثر فاعلية في إنقاص الوزن وتحسين الصحة، إذ تساهم في الحماية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية والسكري من النوع الثاني والموت المبكر.
ويعتمد هذا النظام على استهلاك نسبة عالية من الخضروات والفواكه والحبوب غير المكررة والبقوليات، والدهون الصحية، مثل: زيت الزيتون والبذور والمكسرات، واستهلاك كمية معتدلة من منتجات الألبان (كالجبن والزبادي) والأسماك والنبيذ، وكميات منخفضة من اللحوم الحمراء والبيضاء والقليل من البيض. كذلك، يهتم الإيطاليون بتناول الأطعمة الموسمية والمحلية والطازجة، الغنية بالمغذيات، مثل: الألياف والفيتامينات والمعادن، في حين قد يركز النظام الغذائي في البلدان الأخرى على تناول نفس الأطعمة طوال العام، من دون الاهتمام بكونها طازجة أو موسمية أو ذات جودة عالية.

إقرأ أيضاً: خطوات حاسمة تُسرّع عملية خسارة الوزن