دائماً هنالك قائد واحد لكل فريق، قائد لا مدير، فالمدير هو الشخص الذي يركز على تخطيط وتنظيم وتنسيق الموارد لإدارة المهام وتحقيق النتائج. أما القائد، فهو ملهم بالدرجة الأولى، ويحفز ويؤثر على كل من حوله، ما يدفع الناس إلى الإنجاز، وتحقيق أهدافهم وغاياتهم أثناء العمل، وصولاً إلى الصورة الكبرى، وهي النجاح الدائم والمتواصل، والسعادة بهذا النجاح. 
وغالباً ينسى القادة أنفسهم، ويسخرون كل وقتهم لخدمة فريقهم، والسمو به لأعلى المراتب والدرجات، ليس هذا فحسب فقد أثبتت الدراسات المتكررة أن مستويات التوتر لدى القادة أعلى من أي وقت مضى، وأكثر بكثير من غيرهم.
لكن كيف بإمكانك أن تكون قائداً نجاحاً توازن بين نجاحك وفريقك وعملك وحياتك التي هي ملكك، فالذي يستطيع فعل هذا هو القائد الحقيقي والناجح، وتالياً بعض التغييرات الصغيرة في أسلوب الحياة، التي يتوجب عليك إجراؤها كقائد، وستمكنك من التغيير بشكل كلي، علماً بأن الكثير من القادة جربوها، وأثبتت نجاحاً كبيراً:

 

 

عليك الحصول على نصر واحد بشكل يومي 
لا ضير إن كان هذا النصر صغيراً، لكن عليك الاحتفال به، وإبرازه، وليس من الضروري أن يكون نصرك داخل عملك، بل احتفل بنصرك في حياتك الشخصية، أو في أمر آخر، وستنال دفعة معنوية كبيرة، وشعوراً مختلفاً في الحياة.
يقول فيني أندريتش، وهو رائد أعمال ناجح، والشريك المؤسس لشركة "سبيس جوي" (Spacejoy)، في تصريحات نقلتها مجلة "فوربس" (Forbes): "كان التغيير الأكبر والأبسط الذي أجريته، هو أنني بدأت بالاحتفال بفوز صغير واحد على الأقل كل يوم".
ويوضح: "نسمع الوالدين يقولان لطفلهما الصغير: ممتاز وأحسنت مليون مرة كل يوم لأشياء صغيرة يفعلها الطفل. وبالمثل، يحتاج رائد الأعمال إلى هذا التقدير للمضي قدماً، وقبل أن أبدأ يومي، أقضي 10 إلى 15 دقيقة كل صباح في الاحتفال بأشياء حققتها في اليوم السابق". 

وأضاف: "على سبيل المثال، قمت بالأمس بتجميع دراجتي، وهو شيء لم أفعله من قبل، ورغم أن الأمر بسيط، ويمكن لأي شخص القيام به، فإنني توقفت لحظة للاحتفال به. ما لم نقدر هذه الأشياء الصغيرة في حياتنا اليومية، من الصعب المواصلة، وتحقيق المكاسب الكبيرة، احتفل بهذه اللحظات الصغيرة، ولاحظ كيف سيكون حالك اليوم أفضل من أمس". 

مارس الرياضة بانتظام
من المعروف، والمثبت علمياً، أن القوى الذهنية ترتبط دائماً، وبشكل وثيق، بمستوى اللياقة البدنية، خاصة إذا علمنا أن التمارين الرياضية المنتظمة تؤدي إلى زيادة عدد خلايا الدماغ في منطقة تسمى "الحُصين"، وهذه المنطقة مرتبطة بشكل مباشر بالتعلم والذاكرة.
كما للتمارين الرياضية دور كبير في تخفيف مستويات القلق والتوتر، والحد من الإرهاق، ما يمكنك من التفكير بشكل متوازن، واتخاذ أفضل القرارات دائماً.
وكما قلنا، سابقاً، يعاني معظم القادة مستويات توتر عالية. وبالتالي، فإن ممارسة الرياضة بانتظام تعد أمراً حتمياً لإكمال المسيرة بنجاح وتميز وقيادة مميزة.

 

 

خصص وقتاً لنفسك 
إياك أن تترك العمل والتفكير في مشاكله يستهلكان كل وقتك وطاقتك، فإذا فعلت ذلك فستجد نفسك يوماً ما من دون طاقة، أو قدرة على المواصلة.
لذا، يتوجب عليك تخصيص وقت لحياتك وعائلتك، ونفسك على وجه الخصوص، قد يكون للقراءة أو الخروج مع الأصدقاء أو ممارسة ما تحب.
يمكنك التأمل، أو الصلاة، أو ممارسة الرياضة، أو القراءة، أو قضاء بعض الوقت مع زوجتك أو أطفالك، بدلاً من ذلك، لكن لا تبدأ يومك مع الإنترنت، واحرص على أن يكون صباحك بعيداً عنه بعض الوقت. 

التعلم المستمر 
لا تعتقد أنك تعرف كل شيء، واحرص دائماً على تعلم كل ما هو جديد، ولا تتوقف عن القراءة؛ فالقائد الناجح دائماً يجمع بين المعرفة من مجموعة متنوعة من المصادر، ومن أهمها الكتب التي هي تراكم خبرات الآخرين، لهذا إن القراءة جزء أساسي من حياة أي قائد ناجح.
كل هذه الأنشطة تسمح للقادة بتوسيع آفاقهم. وفي الواقع، إن الإبداع يزداد عندما يكون عقلك دائماً في حالة تحفيز، ويعرف القادة الناجحون أن هناك، دائماً، المزيد لاكتشافه.

لا تخشَ الفشل
القائد الناجح لا يخشى الفشل إطلاقاً، وحتى لو فشل حقاً؛ فإنه يعتبر ذلك طريق النجاح، فالقادة الناجحون يحولون الخوف من الفشل إلى دافع إيجابي يقودهم إلى التخطيط والتركيز، والاستعداد بشكل أفضل.