لكل زوجين شخصيتان مختلفتان ومنفردتان، وهذا هو الأساس في نجاح العلاقة بين الطرفين، فكل منهما يكمل الآخر، ويعوض النقص في شخصية شريكه، لكن حتى ينجح هذا الاختلاف؛ يجب أن يتحلى الزوجان بتوافق فكري.
والتوافق الفكري هو الشرارة بين الأشخاص الذين تتشابه أدمغتهم، وعادةً يكون الأشخاص ذوو التوافق الفكري يقرؤون كتباً مماثلة، ويشاهدون أفلاماً وثائقية مماثلة، ويستهلكون منافذ إخبارية مماثلة، وغالباً تكون لدى الأشخاص المتشابهين فكرياً نشأة أو تجارب ثقافية، والتوافق الفكري ليس دائماً رومانسياً، ولا يوجد فقط بين الأزواج، لكن يمكن أن يوجد أيضاً بين الأصدقاء والزملاء والمعارف، وتكون الرغبة في دخول محادثة مع شخص معين مدفوعة بتحقيق محادثة جيدة، وتحفيز فكري فقط.
ومن المنطقي أنك قد ترغبين في مشاركة الاهتمامات والأفكار مع شريكك، لكن من المهم ملاحظة أن ما قد تعتقدين أنه رغبة في التوافق الفكري، يمكن أن يخفي تفضيلات غير واعية، حسب المستوى المادي، أو العرقي، أو القدرة والقوة. 
هل تبحثين عن دليل على أنك وشريكك، أو شريكك المحتمل، أو صديقك متوافقان فكرياً؟ هناك خمس علامات تشير إلى وجود توافق فكري مع شخص ما.

 

 

1. محادثاتكما سهلة: 
هل يمكن أن تقضيا ساعات متتالية في الحديث، أم تبحثين باستمرار عن سؤالك التالي؟ إذا كان الأمر الأول، فهذا يعني أنكما متوافقان فكرياً، حيث يمكن للأشخاص المتوافقين فكرياً التحدث معاً، مع ترك مساحة للتفكير، ووجهات نظر مختلفة، وأسئلة أعمق.

2. لا تكوني قلقة بشأن الاختلاف: 
هل سبق لك أن أخفيت وجهة نظرك الفعلية خوفاً من الاختلاف؟ إذا كنت كذلك، فالعلاقة بينكما لا تتمتع بالتوافق الفكري، إذ إن القدرة على تكوين وجهات نظر مختلفة، والاستمرار في الحديث عن الموضوع، علامة على التوافق الفكري، ووجود التعاطف، والفضول، والتحقق من الصحة، واحترام وجهات النظر المختلفة.

3. متحمسة لسماع وجهة نظره: 
من المحتمل أن يكون هذا هو الشخص الذي تريدين التحدث معه، فإذا وجدت نفسك ترغبين في التحدث إلى شخص ما، أو كنت متحمسة بشأن مواضيع مستقبلية مع شخص ما، فهذا يشير إلى أن محادثاتك عميقة ومُرضية، ووأنكما متوافقان فكرياً.

4. تتعلمين شيئاً في كل مرة تتحدثان فيها: 
التوافق الفكري لا يوجد فقط بين الأشخاص الذين يعرفون ذات الأشياء بالضبط، حيث يمكن أن يوجد أيضاً بين الأشخاص الذين يتعلمون باستمرار من بعضهم، ومن خلال بعضهم.
إذا كان بإمكانك الإجابة بـ"نعم" عن أيٍّ من الأسئلة التالية، فقد تكونين متوافقة فكرياً مع شخص ما:
- هل تفكير هذا الشخص يمثل تحدياً لي؟ 
- هل يجبرني هذا الشخص على التفكير في الأشياء بطرق جديدة؟ 
- هل يعلمني هذا الشخص أشياء؟ 

 

 

5. لديكما روح الدعابة المشتركة 
إن روح الدعابة المشتركة تدل على التوافق الفكري، وعندما يمكنك أن تضحكي على ذات الأشياء مثل شخص ما، فهذا يعني أن هناك أرضية فكرية مشتركة.

لماذا قد ترغبين في خلق التوافق الفكري؟ 
من المؤكد أن بعض الأشخاص المتوافقين فكرياً متوافقون بهذه الطريقة دون الكثير من العمل. وبعبارة أخرى، إن التوافق الفكري يأتي بسهولة.
لكن التوافق الفكري يمكن بالتأكيد تعزيزه من قبل الأشخاص الذين لا يمتلكونه في أول لقاء.. كيف؟ عن طريق استهلاك ذات الوسائط، ثم التحدث عنها. بعد كل شيء، التوافق الفكري هو كل شيء عن وجود محاور ثقافية مماثلة للتواصل من خلالها.
وقد تتساءلين عن سبب كون التوافق الفكري أمراً تريدين تعزيزه، خاصةً إذا كنت بالفعل متوافقة عاطفياً أو روحياً مع شخص ما.

نصائح محددة لتنمية التوافق الفكري في علاقتك؟ 
1. تشاركا بعض الأشياء معاً: 
إذا كنت ترغبين في تعزيز التوافق الفكري مع شخص ما، ففكري في قراءة الكتب معاً أو مشاهدة الأفلام معاً، لكن لا تكتفي بمشاهدة أو قراءة ذات الأشياء، بل تحدثي عنها، ويمكنك تنظيم ذلك من خلال نادٍ رسمي للمشاهدة أو القراءة. أو يمكنكما تحديد نقاط المناقشة أثناء أو بعد تناول العشاء، بعد مشاهدة فيلم وثائقي. ولا يلزم أن تكوني رسمية بشكل مفرط حيال ذلك. يمكنك أن تقولي شيئاً، مثل: "مرحباً، كنت أرغب في قراءة هذا الكتاب، فهل ترغب في قراءته في ذات الوقت؛ حتى نتمكن من التحدث عنه؟". 

 

 

2. اذهبا للأحداث معاً: 
أفضل طريقة لتوسيع ما تتحدثين عنه؟ قومي بتوسيع أنواع الأحداث التي تذهبين إليها، مثل: الأفلام، وعروض الأوبرا والمسرح، والمتاحف، وغير ذلك من الأحداث الثقافية.

3. تعلما شيئاً جديداً معاً: 
إذا كنت ترغبين في تنمية توافقك الفكري، فاجعلي من أولوياتك الاستمرار في التعلم، واستكشاف الموضوعات المختلفة معاً، ما سيفتح لك فرصة لتعزيز علاقتكما، والتواصل بشكل إبداعي، وإثارة شغف جديد، في مراحل مختلفة من التعلم، وتعلم مهارة جديدة أو البحث عن موضوع جديد لن يكون مفيداً لك فقط في سياق علاقتك، بل سيكون مفيداً لك بشكل عام. وبشكل عام، يعد التعرف إلى الأشياء الجديدة مفيداً لصحتك العقلية ورفاهيتك، وتعزيز مساعيك الفكرية الفردية يمكن أن يكون مجزياً ومحفزاً. وفي الواقع، حتى إذا كان شريكك لا يريد أن ينضم إليك في مساعيك الجديدة، فيمكنك أن تتأكدي أنك إذا جلبت الطاقة الإيجابية من خلال تعلم مهارة جديدة في علاقتك، فقد تكوني قادرة على تسخيرها لبدء علاقة أعمق.
من خلال التعلم (المتبادل)، والاستكشاف المشترك، والتوافق الفكري مع شخص ما، يمكنكِ أن تشعري بالرضا، ويمكن صقل التوافق الفكري من المشاركة في التجربة والقراءة المشتركة للكتب، ومشاهدة الأفلام، وزيارة المتاحف والأحداث التاريخية، وغير ذلك. وبعد كل شيء، التوافق الفكري ليس النوع الوحيد من التوافق، ولا يعني غياب التوافق الفكري أنكما لا تمتلكان مشاعر مشتركة.

إقرأ أيضاً: 5 أسباب تجعلكِ تقضين الكثير من الوقت في الهواء الطلق