شغفها بريادة الأعمال والأزياء، قادها إلى ترك وظيفتها، وإنشاء علامتها التجارية الخاصة، وتحقيق حلمها بابتكار تصاميم أنيقة وفاخرة وعملية، للمرأة العصرية، القوية والواثقة بنفسها. سابرينا محيي الدين، لبنانية الأصل، انتقلت من لبنان للعيش في دبي، حيث انطلقت في رحلتها بعالم الأزياء، مُوَاجِهَةً التحديات، ومتغلبة على الصعوبات، لتكتب قصة نجاح فريدة، وتواصل حلمها بإيصال علامتها التجارية إلى العالمية، بتشجيع دائم من والدها. في لقائنا معها، تحدثنا سابرينا، المؤسس والمدير الإبداعي لعلامة "Lili Blanc"، عن رحلة تميزها ونجاحها، وطموحها على الصعيدين الشخصي والمهني، ونصيحتها للفتيات الشابات، الراغبات في أن يكنَّ رائدات أعمال. 

* ولدت في لبنان، وانتقلت لاحقاً للعيش في دبي، ما الذي أضافته تلك الخطوة إلى حياتك؟ وماذا عن رحلة تميزك ونجاحك؟

- دبي هي المدينة التي احتضنت أحلامي وشغفي وعزمي على النجاح، فهي مدينة الأحلام وأرض الفرص. أعيش فيها  منذ أكثر من عشر سنوات، وفيها أتيحت لي الفرصة للبدء برحلتي.

أنا ممتنة لتجاربي السابقة في عالم الأعمال، لكن انتمائي الحقيقي هو إلى قطاع الموضة. التحقت ببعض دورات الموضة؛ لتوسيع معرفتي بصناعة الأزياء، والتعرف إلى التفاصيل الإبداعية للتصميم والخياطة، وكيفية التعامل مع الأقمشة. أستطيع القول بأن الدخول مباشرة في عملية تأسيس وتطوير علامة تجارية، والانغماس في تجارب مع الفريق، وفهمي لما أريد تحقيقه والوصول إليه، ساعدتني كثيراً على تطوير مهاراتي وخبراتي بهذا المجال. أنا اليوم سعيدة بمكان وجود علامتي التجارية، وأتطلع إلى نقلها إلى مستوى عالمي، وأتمنى أن تصل يومًا ما إلى موطني لبنان.

* ما الذي تطمحين إليه على الصعيدين الشخصي والمهني؟

- على المستوى الشخصي، أعمل دائمًا على تطوير نفسي، وأدفع نفسي لتحقيق المزيد، من خلال تطوير مهاراتي، واكتساب خبرات جديدة. ومهنياً، أطمح بالتأكيد إلى إيصال علامتي التجارية إلى السوق العالمي. وحققت علامة "Lili Blanc" الكثير في المنطقة، والتعليقات التي أحصل عليها رائعة جداً ومشجعة، ومن هذه المحطة الأولى أطمح للوصول إلى العالمية. 

* ما نصيحتك للمرأة الراغبة في تأسيس مشروع؟

- العمل بجدية من أجل تحقيق هذا المشروع، من خلال أولاً إجراء بحث تفصيلي عن السوق والمنتج، ووضع خطة عمل واضحة وقابلة للتنفيذ، وأهم شيء أن تؤمن بنفسها وبخطتها. عليها أن تحلم بشكل كبير، لكن بطريقة واقعية، والشيء الأخير الذي أود إخبارها به، هو أن تكون دائمًا واثقة بنفسها، وألا تدع الخوف والتردد يقفان عقبة بينها وبين نجاحها.

* كيف تتعاملين مع العالم الافتراضي؟

- أعتبر العالم الافتراضي مهمًا جدًا، فهو نقطة الاتصال الرئيسية في الوقت الحاضر. لكن مثل أي شيء آخر في هذا العالم، له مزاياه وعيوبه، وكل شيء يعتمد على الطريقة التي نقرر بها استخدام مثل هذه المنصة الكبيرة والقوية. وإذا تم استخدامه بشكل صحيح، فيمكن أن يكون أحد أفضل الأشياء التي تحدث لأي شخص، لأنه سيكون مفيدًا، سواء عندما يتعلق الأمر بالأعمال، أو حتى الأمور الشخصية.

* من أين تحصلين على الدعم والتشجيع؟

- يعود الكثير من الفضل إلى والدي، فهو مصدر قوتي وإلهامي. إنه الداعم الأول والأخير لي، وله تأثير كبير في حياتي، فالمرأة التي هي أنا اليوم، ثمرة الأدوار الكثيرة التي أداها من أجلي. إنه الشخص الذي آمن بي وبنجاحي، وهو أيضًا الذي ساعدني على الحلم، وربما الأهم من ذلك، علمني كيف أحقق أحلامي.

* سابرينا محيي الدين، اليوم، ما الذي تقوله لنفسها في سن المراهقة؟

- أود أن أشكر نفسي الأصغر، أريد أن أشكرها على إيمانها وحلمها دائمًا بأنها ستحقق يومًا ما كل ما تفكر فيه. لقد وثقت بالعملية، ولم تهمل ما يقوله لها عقلها وقلبها. إنها جزء كبير من شخصيتي، ومن دون كل قوتها وإيمانها، لم أكن لأصبح الشخص الذي أنا عليه اليوم. وأود أن أخبرها بأن جزءاً كبيراً من أحلامها قد تحقق.

* أخبرينا عن إنجازاتك في مجال ريادة الأعمال؟

- أصبحت رائدة أعمال، بهدف إنشاء عالم من الاحتمالات اللانهائية للنساء أجمع. رسمت طريقي، وكتبت قصتي وفق أسلوبي الخاص الذي أردته أن يكون بهذا الشكل. رحلتي الريادية ترتكز على رغبتي الراسخة في الإبداع، وعزمي على التغلب على العقبات الشخصية والاجتماعية، وحبي لمساعدة مجتمعي، وبالطبع سعيي لأن أكون مستقلة.

المال هو آخر شيء فكرت فيه عند بدء مشروعي، فقد أردت أن أكون مصدر إلهام لجيل الشباب، بحيث يعرفون أنه بمجرد أن يفكروا ويبذلوا بعض الجهد في شيء ما، فإنه سيتحقق.

* ما القصة وراء إطلاق اسم "ليلي بلان" على علامتك التجارية؟ من تكون "ليلي بلان"؟

- منذ الصغر، ألهمتني زهرة الزنبق (Lili)، وهو الاسم الذي اعتاد والدي أن يناديني به. وزهرة الزنبق، بحسب ما كان يخبرني به والدي، زهرة قوية، فحيث تنمو تبعث جمالها، وتنثر قوتها. لهذا السبب، قررت الاتصال بعلامتي التجارية، وأطلقت عليها اسم هذه الزهرة "Lili Blanc". أما الآنسة ليلي، فهي ترمز إلى كل امرأة قوية وجميلة ومستقلة.

* كيف ترسمين أهدافك؟

- الأهداف بالنسبة لي مهمة جداً، لأنها تجعلنا نتقدم للأمام، وهي مصدر الإيمان والقوة للاستمرار في التحرك وعدم الاستسلام. لطالما كان وضع الأهداف في الحياة جزءًا من شخصيتي، فكل فكرة تطرأ لي أدرسها وأتفحصها أكثر من مرة قبل بدء تنفيذها، وهي خطوة من ضمن خطة أكبر أضعها لنفسي، وهي تحقيق أهدافي.. الواحد تلو الآخر.

إقرأ أيضاً:  يارا بن شكر: الموضة ليست دائماً جادة
 

* من الشخصية النسائية التي أثرت بك؟

- كل امرأة من حولي أعتبرها مؤثرة في حياتي. لكن الشخص الذي يلهمني أكثر من غيره هو "أنا". ألقي نظرة إلى الوراء، فأرى جميع الإنجازات التي حققتها والتقلبات التي مررت بها؛ للوصول إلى ما أنا عليه اليوم، فيتملكني شعور بالفخر.

أنا فخورة بما أنا عليه اليوم، وبما أنجزته، وسأكون فخورة أيضًا بما سأحققه في المستقبل.