سحرت الثورة التكنولوجية عقول الناس، حيث بات العالم على مرمى كبسة زر كما يقولون، إذ وفرت ثورة الاتصالات عالماً لم يكن مألوفاً قبل بضع سنوات. لكننا، اليوم جميعاً، أمام خطر بقاء أبنائنا متسمرين أمام الشاشات، ومسحورين بالقدرة الهائلة للمنصات الرقمية على إدخالهم في عوالم افتراضية، لا حد لها ولا ضوابط.
ووسط التقديم التكنولوجي الهائل، برزت بعض التطبيقات الرقمية، التي تسمح بوصول الناس إلى نظرائهم في مختلف بقاع الأرض بسهولة شديدة، ومنها تطبيق "تيك توك" الصيني الشهير، الذي ظهر للعلن عام 2016.
ولا يمكن السيطرة، اليوم، على المواد التي تظهر على هذا التطبيق، خاصة في ظل الدخول الهائل من قبل مستخدميه إليه، وعرضه صورهم وفيديوهاتهم، التي لا يمكن وضع حد لانتشارها، خاصة في ظل المغريات التي يقدمها التطبيق لمستخدميه، من ربح الأموال والهدايا، لمن يقومون ببث مباشر على صفحاتهم الخاصة، فكلما زادت المشاهدات حصل المشترك على أموال أكثر، اعتماداً على تفاعل المشاهدين، وعددهم.

 

 

ورغم أن مشرفي الموقع يقومون بإزالة المشاركات العنصرية، والجنسية الصريحة، والمشاهد العنيفة، بعد نشرها مباشرة، فإن مخاطر هذا التطبيق لا تتوقف عند حد معين.
ومن أكثر الفيديوهات التي تلقى الانتشار الهائل والواسع، فيديوهات الفتيات المراهقات، اللاتي يقمن بالرقص عبر حساباتهن الشخصية، وهن يرتدين ملابس غير محتشمة، وبعضهن لا يتجاوزن العشر سنوات، راغبات بتقليد ما يشاهدن على التطبيق.
وغالباً يريد الأطفال تقليد ما يرونه على المنصة، مثل مقاطع فيديو الرقص المثيرة، التي تحمّلها نساء راشدات؛ لأن هذا المحتوى يحصل على أكبر عدد من الإعجاب. لذا، يسعى الصغار منطقياً إلى تقليد مقاطع الفيديو الشهيرة هذه، على سبيل التسلية مع الأصدقاء، ولأنهم سمعوا أن مثل هذه الفيديوهات تجلب المزيد من المال لأصحابها. 
ورغم أن منشئي التطبيق اقترحوا، مؤخراً، خاصية إشراف الأهل، بحسب ما ذكرته وكالة "ABC" الأميركية، فإن هذا الخيار يتيح تحديد الفترات الزمنية لاستخدام "Tik Tok"، كما يتيح تحديد المستخدمين الذين يمكنهم الاتصال بطفلكم (من دون رؤية المحتوى). وبهذه الطريقة، يمكنكم التأكد من عدم اتصال أي شخص غريب بطفلكم، إلا أن هنالك الكثير من المضايقات، لايزال المراهقون يتعرضون لها بشكل يومي.
وكشفت دراسة، أجراها معهد إبسوس، صدرت العام الماضي، أن 9% من الأطفال تعرضوا للتحرش الإلكتروني منذ عام 2018. وتقول دراسة أبسوس إن "تيك توك" ومواقع التطبيقات المشابهة، ملعب سهل للمتحرشين والمستخدمين غير السويين أخلاقياً، الذين لا يتوانون في ابتزاز الأطفال والمراهقين، والتنمر عليهم بأوصاف وصفات مزعجة وعنصرية.

إقرأ أيضاً: رهاب الأماكن المكشوفة والمغلقة بين باربرا سترايسند وسونام كابور