أطلقت دار «شوميه» الفرنسية العريقة، على هامش أسبوع باريس للهوت كوتور، مجموعة كاملة من المجوهرات الفاخرة المستوحاة من عالم البحار، وهي المرة الأولى بتاريخ الدار العريقة، التي تأسست عام 1780. وتحمل هذه المجموعة اسم «أوند إي ميرفاي» Ondes et Merveilles وهي تُشكّل دعوة، لمن سيتزينَّ بها، للسفر إلى آفاق تستحضر جميع العناصر المكوّنة لعالم البحار: من مداعبة الأمواج للشواطئ إلى البحث عن كنوز في أعماق البحار، ومن نداء السفن إلى التيارات التي تجوب المياه.

وتشكل مجموعة «أوند إي ميرفاي» الجديدة امتداداً لمجموعة «تورساد دو شوميه» آخر مجموعات الدار من المجوهرات الفاخرة التي تنسج قصيدة حقيقيّة تحتفل بإيقاع الحياة وحيويتها، لتبتكر مجموعة لغة فريدة خاصة بالبحر. وهذا الموضوع يبعث، أيضاً، الحركة في عقد «ديفيرلانت» الذي يلتقط حركة الأمواج من خلال التفاعلات بين الأحجام، والتصميم، والترصيع بقطع الألماس. وتواكب مجوهرات المجموعة حياة النساء العصريّات تماماً كما تفعل سواها من مجموعات الدار: من المجوهرات الخاصة بالرأس، إلى تصاميم «توا إي موا»، والتيجان التي تمّ تصميمها بشكل يُسهّل ارتداءها بأسلوب عصري. 

تتجلّى تصاميم القطع القابلة للتحوّل في مجموعة متنوعة من الأساليب لتتفوق على بعضها بعضاً في التصميم والطابع الأنثوي: مجوهرات الرأس تتحوّل إلى بروش، العقد الطويل يتحوّل إلى قصير، الأقراط المُتسلّقة على الأذن التي يمكن ارتداؤها بأساليب مختلفة، وحبة من الألماس يبلغ وزنها 6,05 قراريط قادرة على التحوّل من خاتم يغطّي عظمة الإصبع إلى خاتم سوليتير.

تسافر بنا قطع مجموعة «أوند إي ميرفاي» التسع والستون إلى زوايا الأرض الأربع، وتتلوّن الرحلة بتدرجات الأحجار المستوحاة من ألوان البحار. ولكلّ منها قصته الخاصة التي يخبر بها، لكنها جميعاً تنقل عاطفة متأتية من لقاء مع المتخصصين بالأحجار الكريمة في الدار. 

يقوم حرفيو مشغل الدار في 12 فاندوم بتكريم المهارة الحرفيّة في تنفيذ المجوهرات من خلال هذه التصاميم، كيف لا وهم الأوصياء على الإرث، والمؤتمنون على نقل المهارة، وقد استطاعوا بما يتمتعون به من براعة أن يلتقطوا هذه العناصر البحريّة بكل أشكالها، ويوسّعوا نطاق الروابط التي تجمع بين الدار والبحر. كان جوزف شوميه، مؤسس الدار، يعتزّ بأنه ابن قبطان، ويعود إليه الفضل في انتقال الدار إلى مقرّها الرئيسي في 12 فاندوم. تمّ تزيين هذا المكان تكريماً لمالكه، البارون بودارد دو سان جايمس، أمين الصندوق العام للبحريّة، تحت قيادة لويس السادس عشر. ويحتوي هذا المقرّ الخاص على صالون فاخر تتزيّن أرضيته الخشبيّة ببوصلة على شكل وردة وزخارف تُمثّل الصواري، الأشرعة، المراسي، وسرطان البحر. ومن المستحيل عدم رؤية صدى مفردات «شوميه» المشبعة بالشلالات، قطرات الماء التي تحيي التيجان، الإكسسوارات التي تزيّن الصدر، البروشات، الأمشاط، ومجوهرات الرأس.

بعد مرور 115 عاماً على تمركز دار «شوميه» في موقع 12 فاندوم، تُطلق مجموعة «أوند إي ميرفاي دو شوميه» فصلاً جديداً من فصول هذا الإبداع المستمر القادر على تحويل الإلهام من أحد عناصر الطبيعة إلى الاحتفاء بالأنوثة المعاصرة. 

الطبيعة تجمع بين «شوميه» والفنان الإماراتي أحمد العريف

بهدف تسليط الضوء على أهمية الطبيعة كمصدر إلهام في الشرق الأوسط عموماً، والإمارات خصوصاً، تتعاون دار شوميه مع الفنان الإماراتي المتعدد التخصصات، أحمد العريف، ضمن فعاليات «المعرض النباتي» (VÉGÉTAL)، الذي يقام في العاصمة الفرنسية بمدرسة الفنون الجميلة من 16 يونيو إلى 4 سبتمبر 2022، برعاية مارك جينسون. 

ويتبلور التعاون بين «شوميه» وأحمد العريف في فيلم قصير غامر، يأخذنا في رحلة بصرية إلى روائع الطبيعة، ويتحدث الفنان خلاله عن الطبيعة ملهمته، وعن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قال مرة: «أعطوني زراعة، وخذوا مني حضارة». ويتم عرض هذا الفيلم إلى جانب أعمال فنانين عالميين آخرين في «المعرض النباتي»، الذي تشارك دار شوميه في تنظيمه.

ويجمع أحمد العريف - في أعماله الفنية - بين الرموز التاريخية، والوسائط المعاصرة، التي تمثل أهمية الثقافات والتراث الماضي. ويشتهر العريف باستخدامه تقنيات مختلفة، منها: تأثيرات المشهد لتمثيل المعرفة التاريخية بصرياً في الفن الرقمي، وتركيب الفيديو، ومزج الصور. كما شارك في معارض عالمية عدة، وعرضت أعماله في متحف اللوفر أبوظبي.

ويحتفي المعرض بالطبيعة الخالدة للنباتات بجميع أشكالها الفنية، ويجمع بين الرؤى والعصور والتقنيات مع إبداعات «شوميه» وتصاميمها النباتية كنقطة انطلاق. ويتضمن حوالي 400 عمل، ومصنوعات يدوية تمتد إلى أكثر من 5000 عام، وتخلق حواراً مفتوحاً بين الرسم والنحت، والمنسوجات والتصوير الفوتوغرافي والأثاث، وما يقرب من 80 قطعة مجوهرات من «شوميه»، وغيرها من دور المجوهرات.