يسعى كل الناس ليعيشوا في أسر مستقرة، توفر لهم حياة هانئة لا صعوبات بها.
وعلى الرغم من أن معظم الناس لا يتمتعون بطفولة مثالية، بسبب الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية، فإنهم يحافظون على حد معين من الرفاهية والعيش الكريم، كما يدفعون أبناءهم ليكونوا أفضل منهم تعليمياً وصحياً ونفسياً.
وعلى النقيض من ذلك، هنالك أزواج يعيشون في دوامة من المشاكل وعدم التفاهم وغياب الحوار، ما ينعكس سلباً على الأطفال الذين ينتظرهم مستقبل قاتم، إن نشؤوا في ظل عائلة مفككة، فأخطاء آبائهم ستنعكس عليهم بالتأكيد.
كل المشاكل والمعيقات والحرمان التي يعيشها الطفل، ستنعكس عليه في حياته المقبلة بصورة نفسية كبيرة، قد تنسحب معه مستقبلاً على عائلته الخاصة، بحيث يكرر ما كان يلاقيه مع أطفاله. ومن أبرز المشاكل، التي قد يتعرض لها الطفل، وتواجهه مستقبلاً:

تكوين صورة سيئة عنه:
كيف يمكن أن تكون نفسية الطفل الذي عاش ضائعاً بين أبويه، عندما يخرج إلى الحياة المجتمعية الأكبر؟
نشوء الطفل في عائلة مفككة سيجلب له صدمات متتالية، عندما يبدأ في مقارنة نفسه بالآخرين، والتعرف إلى طريقة حياة زملائه وعلاقتهم بعائلاتهم، ما سيؤدي بالتأكيد إلى دخوله في اضطرابات نفسية تؤثر عليه، وتنعكس على من هم حوله.

الشعور بالشبع وفقدان الشغف:
سيعشر الطفل تالياً بأنه ضعيف في المواجهة، وسرعان ما يفقد شغفه تجاه الأشياء التي يحبها، كونه لم يتعلم من والديه ما يجعله قوياً في المواقف الحاسمة.
وسيتذكر الطفل، دائماً، أنه يخشى تجربة الأشياء، لأنه ببساطة لم يتعلم كيف يجربها، وكيف يتعامل معها، فدائماً سيلاحقه صراخ والديه ونظراتهم المقلقة.

كبت المشاعر:
من أخطر الأشياء التي ستؤثر على الطفل، لاحقاً، عدم قدرته على التعبير عن مشاعره.
ودائماً سيذكر أن كل كلمة كانت تقال في منزل عائلته، كان يقابلها الانفعال والصراخ وعدم التقدير، ما يدفعه لكبت مشاعره في نفسه، فيقع ضحية تنمر أقرانه، وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه أمام من يعتدي عليه.

الهروب:
معظم من تعرضوا لمشاكل أسرية في صغرهم، يرغبون بإثبات ذاتهم بعيداً عن من يعرفونهم.
وأولى الخطوات التي يلجؤون إليها هي التعرف إلى أشخاص بعيدين، لا يعرفون شيئاً عن ماضي العائلة، وعادة يكون الأصدقاء الجدد، هم أصدقاء السوء الذين يصطحبونكم إلى فكرة تعاطي الكحول والمخدرات، هرباً من الواقع المظلم.

معاناة مالية:
لا يوجد طفل عاش مشاكل أسرية، إلا وفقد الاستقرار المالي.
لذا، يسعى لتعويض ما فاته صغيراً بالإنفاق بلا وعي، وبلا حساب، على مشتريات غير ضرورية، دون التفكير في أبعد من النقطة التي يوجد بها، ما يسبب له أزمات كثيرة لاحقاً.

إقرأ أيضاً: 10 زيوت أساسية استخدميها في جلسة تدليك لطفلكِ