لا يوجد شيء أكثر إحباطاً من الاستيقاظ مبكراً، رغم النوم في ساعات متأخرة، بعد ليلة مليئة بالأرق والإرهاق، لذلك سوف نقدم لكِ مجموعة من الأسباب، التي ستدفعكِ للاستيقاظ مبكراً، وكيفية السيطرة على ذلك.
 
 لماذا الاستيقاظ مبكراً؟
 إذا كنتِ تستيقظين باستمرار في الصباح الباكر، فإن إيقاع الساعة البيولوجية الخاص بك متقطع، وهذه هي دورة الـ24 ساعة التي تمليها الساعة الرئيسية، والمعروفة أيضاً باسم منظم ضربات القلب اليومي.
 وخلال النهار، ترسل هذه الساعة إشارات لإبقائنا مستيقظين، بينما في الليل تحفز الساعة على إطلاق هرمون النوم المسمى الميلاتونين، ويجب أن ترسل باستمرار إشارات عبر الدماغ لإبقائنا نائمين حتى الصباح.
 ومع ذلك، فإن هذا الجزء من الدماغ حساس بشكل لا يصدق لعوامل مختلفة، وبالتالي فإن أصغر تغيير في الضوء أو درجة الحرارة يمكن أن يتسبب في إحداث فوضى مؤقتة في ساعة الجسم الداخلية، من الأرق إلى عادات النوم السيئة، وهذا هو السبب الذي يجعلك تستيقظين مبكراً جداً في الصباح.
 
 أسباب الاستيقاظ مبكراً رغم النوم متأخراً:
 1 . أنت تعانين القلق
 القلق هو أحد أكبر الأسباب التي تجعل ما يقرب من 35٪ منا يعانون الاستيقاظ طوال الليل، وفقًا لبحث أجرته كلية الطب بجامعة ستانفورد. 
 والقلق ينشط نظام القتال أو الهروب لدينا، وهذه الحالة مثالية لمحاربة الاقتراب من الخطر، لأنها تجعلنا في حالة تأهب مفرط ومستيقظين، ويعتقد العلماء أن حوالي 70٪ من المصابين باضطرابات القلق يعانون أيضاً الأرق.
 إن أجسامنا تطلق الكورتيزول بشكل طبيعي، للمساعدة في إيقاظنا في الصباح كجزء من إيقاع الساعة البيولوجية، التي تسمى استجابة إيقاظ الكورتيزول، جنباً إلى جنب مع ارتفاع مخاطر الأرق، ويُظهر هذا أن الأشخاص الذين يعانون القلق لديهم مستويات أعلى من الكورتيزول في الصباح، وبالتالي سيكونون بطبيعة الحال أكثر عرضة لاضطراب إيقاع الساعة البيولوجية، والاستيقاظ في وقت مبكر من الصباح. 
 
 2 . تغيرات مرتبطة بالعمر
 مع تقدمنا في السن، يقل عدد الساعات التي يمكننا النوم فيها، وأحد العوامل المساهمة في ذلك هو انخفاض مستويات هرمون النوم الميلاتونين.
 وهذا يقلل من قوة واتساق ساعة الجسم الداخلية في الدماغ، وهو أمر ضروري لتنظيم توقيت نومنا، وهذا يعني أن دورات النوم والاستيقاظ الطبيعية لدينا غالباً تصبح أقل انتظاماً مع تقدمنا في السن.
 
 3 . الأرق
 إذا واصلت الاستيقاظ في الصباح الباكر، فمن المحتمل أنك تعانين الأرق، لأنه اضطراب نوم شائع جداً حيث يعاني الناس مشاكل إما في النوم أو في البقاء نائمين.
 بشكل عام، يمكن تقسيم الأرق إلى فئتين: الأرق الحاد الذي يميل إلى أن يستمر لمدة يومين أو أسابيع، ويحدث في الأغلب بسبب الإجهاد، أو الأرق المزمن، وهو حالة صحية طويلة المدى قد تسبب مشاكل في النوم عند الأطفال.
 
 4 . مرحلة انقطاع الطمث
 إلى جانب التعرق الليلي والإرهاق، إن الاستيقاظ في وقت مبكر جداً من الصباح، هو أحد الأعراض الأكثر شيوعاً لانقطاع الطمث.
 لذا، إن العديدات من النساء يعانين فقدان النوم، ويصبح النوم أو الحفاظ على النوم المريح تحدياً، كما يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية إلى فرط نشاط الجسم.
 
 5 . إيقاع الساعة البيولوجية غير متوازن
 يمكن أن تحدث اختلالات الساعة البيولوجية لعدد كبير من الأسباب، لكن اللاتي يعملن في نوبات والمسافرات لمسافات طويلة هن الأكثر شيوعاً.
 
 6. تناول الكافيين في وقت متأخر جداً
 في حين أن زيادة الكافيين في الساعة 3 مساءً طريقة شائعة للتغلب على فترة ما بعد الظهر، فإن معرفة كمية الكافيين المفرطة وتجنبها في وقت لاحق من اليوم أمر ضروري، إذا واصلت الاستيقاظ مبكراً.
 والكافيين منبه يجعل من الصعب عليك النوم، أو العودة إلى النوم بعد الاستيقاظ، والأهم من ذلك أن متوسط عمر الكافيين هو 5-7 ساعات، وهذا يعني أنه بعد هذه المدة من آخر فنجان قهوة، لايزال نصف الكافيين في نظامك.
 
 كيف تتوقفين عن الاستيقاظ مبكراً
 إذا واصلت الاستيقاظ في الصباح الباكر بسبب حالات، مثل: الأرق وانقطاع الطمث والقلق وغيرها، يمكن إصلاح ذلك عن طريق مجموعة من الخطوات، منها الآتي:
 
 1 . تغيير بيئة نومك
 من أولى الخطوات التي عليكِ اللجوء إليها، تغيير بيئة النوم، مثل: الأضواء الساطعة أو الأصوات العالية، لأنها ترسل إشارات إلى ساعتنا الداخلية بأن الوقت قد حان للاستيقاظ.
 
 2 . تغيير روتين نومك
 اتباع روتين جيد لوقت النوم هو جزء أساسي من إنشاء روتين نوم صحي، يمكن أن يحسن النوم بشكل كبير، إذ إنه ينطوي على تحديد وقت للنوم والاستيقاظ، وتجنب أي تغييرات جذرية في جدول نومكِ. 

إقرأ أيضاً: أخطاء الآباء تنعكس على الأبناء سلباً في شبابهم