وسط‭ ‬هدوء‭ ‬رائع‭ ‬وطبيعة‭ ‬خلابة،‭ ‬يكسو‭ ‬اللون‭ ‬الأخضر‭ ‬جنبات‭ ‬المكان،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الطيور‭ ‬المختلفة،‭ ‬والحيوانات‭ ‬البرية،‭ ‬التي‭ ‬تنتشر‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬ساحر‭ ‬مذهل‭. ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فقط‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬مشاهدته‭ ‬في‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬جرين‭ ‬بلانيت‮»‬،‭ ‬القبة‭ ‬البيولوجية‭ ‬الحيوية‭ ‬المصغرة،‭ ‬داخل‭ ‬مبنى‭ ‬زجاجي‭ ‬صمم‭ ‬على‭ ‬طراز‭ ‬الأوريغامي،‭ ‬والتي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬‮«‬سيتي‭ ‬ووك‮»‬‭ ‬بدبي،‭ ‬ويمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬في‭ ‬تقاطع‭ ‬طريق‭ ‬الوصل‭ ‬وشارع‭ ‬الصفا؛‭ ‬إذ‭ ‬تبعد‭ ‬15‭ ‬دقيقة‭ ‬سيراً‭ ‬على‭ ‬الأقدام‭ ‬من‭ ‬محطة‭ ‬مترو‭ ‬برج‭ ‬خليفة،‭ ‬لكنها‭ ‬تمنح‭ ‬الزوار،‭ ‬أيضاً،‭ ‬فرصة‭ ‬خوض‭ ‬تجربة‭ ‬تفاعلية‭ ‬استكشافية‭ ‬في‭ ‬الغابات‭ ‬والمناطق‭ ‬الاستوائية،‭ ‬فقد‭ ‬صُمم‭ ‬المشروع؛‭ ‬ليكون‭ ‬بمثابة‭ ‬نظام‭ ‬بيئي‭ ‬مغلق،‭ ‬يستحضر‭ ‬عالم‭ ‬الغابات‭ ‬الاستوائية‭ ‬المذهل،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3000‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬النباتات‭ ‬والحيوانات،‭ ‬حول‭ ‬أكبر‭ ‬شجرة‭ ‬اصطناعية‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

وفي‭ ‬بداية‭ ‬الرحلة،‭ ‬يبدأ‭ ‬الزوار‭ ‬تجربتهم‭ ‬في‭ ‬الطابق‭ ‬الرابع،‭ ‬وينزلون‭ ‬ببطء‭ ‬عبر‭ ‬المنطقة‭ ‬الحيوية‭ ‬عبر‭ ‬مسار‭ ‬متعرج،‭ ‬وتتاح‭ ‬لهم‭ ‬خلالها‭ ‬فرص‭ ‬فريدة؛‭ ‬لمشاهدة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحيوانات‭ ‬الغريبة‭ ‬والاستوائية‭.‬

 

 

طوابق‭ ‬القبة

تتألف‭ ‬القبة‭ ‬البيئية‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬طوابق،‭ ‬هي‭: ‬الطابق‭ ‬الرابع‭ (‬طابق‭ ‬المظلة‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬تشكل‭ ‬المظلة‭ ‬سقف‭ ‬الغابة‭ ‬المطيرة،‭ ‬وتمتص‭ ‬معظم‭ ‬ضوء‭ ‬الشمس،‭ ‬وتهطل‭ ‬منها‭ ‬الأمطار،‭ ‬إذ‭ ‬ترتفع‭ ‬حوالي‭ ‬30‭ ‬إلى‭ ‬45‭ ‬متراً‭ ‬فوق‭ ‬سطح‭ ‬الأرض‭. ‬وستجد،‭ ‬هنا،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الطيور،‭ ‬وكهف‭ ‬الخفافيش‭ ‬الشهير،‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬خفافيش‭ ‬‮«‬سيبا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬بيئتها‭ ‬الطبيعية‭ ‬المريحة‭.‬

أما‭ ‬الطابق‭ ‬الثالث‭ (‬المنطقة‭ ‬المتوسطة‭)‬،‭ ‬فيعتبر‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬الغابة‭ ‬المطيرة،‭ ‬حيث‭ ‬تتميز‭ ‬الأشجار‭ ‬عادةً‭ ‬بأوراقها‭ ‬الكبيرة‭ ‬لامتصاص‭ ‬إضاءة‭ ‬الشمس‭ ‬التي‭ ‬تدخل‭ ‬عبر‭ ‬المظلة،‭ ‬وتوجد‭ ‬هنا‭ ‬مساحة‭ ‬مفتوحة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الأعلى،‭ ‬وضوءُ‭ ‬شمسٍ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أرضية‭ ‬الغابة‭ ‬أدناه،‭ ‬وستجد‭ ‬هنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القرود‭ ‬والزواحف‭.‬

ويتميز‭ ‬الطابق‭ ‬الثاني‭ (‬أرضية‭ ‬الغابة‭ ‬المطيرة‭) ‬بأنه‭ ‬رطب‭ ‬وهادئ‭ ‬وداكن،‭ ‬وبالكاد‭ ‬يصل‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬ضوء‭ ‬الشمس‭ ‬إلى‭ ‬الأرض،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬الطوابق‭ ‬الأخرى‭ ‬الأكثر‭ ‬إشراقاً‭ ‬وحيوية،‭ ‬ويمكن‭ ‬هنا‭ ‬مقابلة‭ ‬السلحفاة‭ ‬الحمراء‭ ‬القدمين‭.‬

الكثير‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الحياة‭ ‬البيئية‭ ‬سيشاهده‭ ‬الزائر‭ ‬في‭ ‬الطابق‭ ‬الأول‭ (‬الغابة‭ ‬المطيرة‭ ‬المغمورة‭)‬،‭ ‬وتكتمل‭ ‬الغابة‭ ‬المطيرة‭ ‬المغمورة‭ ‬بحوض‭ ‬أسماك‭ ‬عملاق،‭ ‬مليء‭ ‬بأنواع‭ ‬السمك،‭ ‬مثل‭: ‬‮«‬أرابيما‮»‬،‭ ‬و«أروانا‮»‬،‭ ‬ونحو‭ ‬1000‭ ‬من‭ ‬أسماك‭ ‬‮«‬البيرانا‮»‬‭.‬

أما‭ ‬الطابق‭ ‬الأرضي‭ (‬ممر‭ ‬المخلوقات‭ ‬الليلية‭)‬،‭ ‬فقد‭ ‬أطلقت‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬جرين‭ ‬بلانيت‮»‬،‭ ‬مؤخراً،‭ ‬فيه‭ ‬تجربة‭ ‬المخلوقات‭ ‬الليلية‭ ‬الأسترالية؛‭ ‬لتنقل‭ ‬الزوار‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬مميزة‭ ‬عبر‭ ‬بيئة‭ ‬متعددة‭ ‬الأنواع،‭ ‬منها‭: ‬أسرة‭ ‬‮«‬اللوريس‭ ‬البطيء‮»‬،‭ ‬و«ليس‭ ‬مونيتور‮»‬،‭ ‬وزوج‭ ‬من‭ ‬أفاعي‭ ‬‮«‬الأصلة‭ ‬البورمية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬يمتد‭ ‬طولها‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬أمتار،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬وزغة‭ ‬توكاي،‭ ‬والضفادع‭ ‬البحرية،‭ ‬وحيوان‭ ‬الولب،‭ ‬وطائر‭ ‬كوكابورا،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬9‭ ‬أفاعٍ‭ ‬كبيرة،‭ ‬لديها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬72‭ ‬مولوداً‭.‬

 

 

كهف‭ ‬الخفافيش

تعتبر‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬جرين‭ ‬بلانيت‮»‬،‭ ‬أيضاً،‭ ‬موطناً‭ ‬لأول‭ ‬كهف‭ ‬للخفافيش‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬إنشاء‭ ‬بيئة‭ ‬شبيهة‭ ‬بالموطن‭ ‬الطبيعي‭ ‬لخفافيش‭ ‬‮«‬سيبا‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬البيئات‭ ‬المريحة‭ ‬ذات‭ ‬الإضاءة‭ ‬المنخفضة،‭ ‬التي‭ ‬تعيش‭ ‬فيها‭. ‬

تعتبر‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬جرين‭ ‬بلانيت‮»‬‭ ‬وجهة‭ ‬تعليمية‭ ‬وترفيهية‭ ‬مميزة،‭ ‬تتيح‭ ‬للضيوف‭ ‬فرصة‭ ‬استكشاف‭ ‬النباتات‭ ‬والحيوانات‭ ‬الرائعة‭ ‬على‭ ‬كوكب‭ ‬الأرض،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رحلة‭ ‬استكشافية‭ ‬غامرة‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬الاستوائية‭. ‬وتهدف‭ ‬هذه‭ ‬المنشأة،‭ ‬الفريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها،‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬بأهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬التوازن‭ ‬الدقيق‭ ‬للطبيعة،‭ ‬وإلهام‭ ‬الضيوف‭ ‬الاهتمام‭ ‬بقيمة‭ ‬أقدم‭ ‬النظم‭ ‬البيئية‭ ‬الحية‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬

تقدم‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬جرين‭ ‬بلانيت‮»‬‭ ‬3‭ ‬برامج‭ ‬تعليمية،‭ ‬مخصصة‭ ‬للأطفال‭ ‬من‭ ‬سن‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬إلى‭ ‬14‭ ‬سنة،‭ ‬مستوحاة‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي‭ ‬لوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭. ‬ويمكن،‭ ‬أيضاً،‭ ‬للزوار‭ ‬مقابلة‭ ‬‮«‬فلافي‮»‬،‭ ‬أول‭ ‬‮«‬قط‭ ‬دُبّي‮»‬‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ويُطلق‭ ‬على‭ ‬فصيلته‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬القط‭ ‬الدُّبّي‮»‬؛‭ ‬بسبب‭ ‬رأسه‭ ‬الشبيه‭ ‬بالقطط،‭ ‬وجسمه‭ ‬الشبيه‭ ‬بالدب،‭ ‬ولديه‭ ‬ذيل‭ ‬مثل‭ ‬القرود‭.‬

 

 

‭ ‬حيوانات‭ ‬مهددة‭ ‬بالانقراض

وتستضيف‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬جرين‭ ‬بلانيت‮»‬،‭ ‬أيضاً،‭ ‬أنواعاً‭ ‬من‭ ‬الحيوانات‭ ‬المهددة‭ ‬بالانقراض،‭ ‬منها‭: ‬توأم‭ ‬‮«‬الطمارين‭ ‬قطني‭ ‬الرأس‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تصنيفه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬القردة‭ ‬من‭ ‬‮«‬العالم‭ ‬الجديد»؛‭ ‬إذ‭ ‬شق‭ ‬طريقه‭ ‬عبر‭ ‬المحيط‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬30‭ ‬مليون‭ ‬سنة،‭ ‬وهو‭ ‬حيوان‭ ‬مهدد‭ ‬بالانقراض،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬آكل‭ ‬النمل‭ ‬أو‭ ‬‮«‬دفر‭ ‬الحراج‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬عمره‭ ‬العامين،‭ ‬حيث‭ ‬يتعلم‭ ‬هذا‭ ‬الصغير‭ ‬السير‭ ‬على‭ ‬الحبال،‭ ‬ويستقر‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬الجديد‭ ‬بالغابة‭ ‬المطيرة‭ ‬الداخلية‭.‬

إقرأ أيضاً: ما "حمام اللبن" للأظافر الذي اعتمدته زندايا في حفل "إيمي"؟