إلى جانب المسؤوليات السياسية والاجتماعية، التي كان يحملها بصفته أمير ويلز، كان الملك البريطاني الجديد تشارلز الثالث، يحمل مسؤوليةً كبيرة تجاه البيئة، إذ إن له تاريخاً طويلاً من الحملات، التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة بشكل أفضل، والزراعة العضوية، والتصدي لتغير المناخ، لذا إنه يُعد واحداً من دعاة حماية البيئة. 
وبصفته أمير ويلز، فقد كان حسابه على "إنستغرام"، يعرض عادةً صورًا تظهره وهو يدعم القضايا البيئية في بريطانيا وخارجها، إلى جانب صور الاجتماعات الرسمية، والواجبات الملكية الأخرى. 
ومن الأمور، التي كشفت عنها تلك الصور، قيام تشارلز بزراعة الأشجار، وكذلك الإشارة إلى الفاكهة والخضروات العضوية، التي كان يقوم بزراعتها وحصادها من مسكنه في كلارنس هاوس، والزهور الملونة التي تنمو في الحديقة بمنزله المفضل في غلوسيسترشاير، غرب إنجلترا. 
حتى إن إحدى تلك الصور التقطت الملك تشارلز، الذي منح الآن لقب أمير ويلز لابنه ووريثه وليام، في زيارة إلى مستنقعات المنغروف المهددة، والموجودة في منطقة البحر الكاريبي. ليس ذلك فحسب، بل إنه ألقى أيضاً الكلمة الافتتاحية في قمة المناخ (COP 26)، التي أقيمت في اسكتلندا العام الماضي، وحث قادة العالم الجالسين أمامه على مضاعفة جهودهم، لمواجهة الاحتباس الحراري، قائلاً: "لقد نفد الوقت حرفياً". 

 

كما زرع تشارلز حديقة مفتوحة للجمهور، بالإضافة إلى مزرعة عضوية بالكامل، والتي كان المزارعون متشككين في نجاحها بالبداية، إلا أنها أصبحت تدريجيًا عملاً ناجحًا، وتبيع منتجاتها تحت العلامة التجارية "Duchy Organic". 
وكذلك، قام بتعديل سيارته، وهي سيارة "أستون مارتن"، مملوكة لأكثر من 50 عامًا، لتعمل على فائض النبيذ الأبيض الإنجليزي، ومصل اللبن من عملية صناعة الجبن. 
ولعدة سنوات، نشر تشارلز بصمته الكربونية السنوية، بما في ذلك السفر غير الرسمي، والتي بلغت 490 طنًا في العام حتى مارس 2022، أي أنه كان ذا شفافية عالية مع الناس، حول ما يسببه للبيئة بسبب سفراته. 

 

وعن المسؤولية التي يحملها تشارلز، قال بوب وارد، من معهد "غرانثام" لأبحاث تغير المناخ والبيئة، إنه منذ أول خطاب عام كبير للملك حول هذا الموضوع عام 1970، بدا أنه يحاول رفع الوعي حول جميع جوانب البيئة، مضيفاً: "لقد كان في نواحٍ كثيرة متقدماً على الوعي العام، والوعي السياسي"، بشأن هذه القضية. 
ورغم أن مواقفه الصاخبة بشأن تلك القضايا البيئية أثارت بعض الانتقادات، بأنه يبتعد عن القواعد الدستورية، التي ترى أن العائلة الملكية يجب أن تظل محايدة سياسياً في جميع الأوقات، وتعهداته مراراً وتكرارًا بالبقاء مخلصًا للممارسات الدستورية، فإنه لا يرى الأسباب البيئية والمحافظة على البيئة على أنها سياسية بشكل علني، ما يعني أن مواقفه تلك من المرجح أن تتوافق بشكل جيد مع البريطانيين الأصغر سنًا، الذين يهتمون بالبيئة. 

 

لا يتحمل هذا الأمر
على صعيدٍ آخر، أثار فيديو متداول للملك تشارلز الاستغراب والانتقادات من رد فعل الملك تشارلز العصبية على قلم، حيث أظهر مقطع الفيديو انفعاله الشديد، عندما انسكب حبر القلم الذي معه على إصبعه، ليقول بعدها إنه لم يعد يتحمل هذا الشيء اللعين، الذي يحدث له دائماً. وفي لقطة أخرى، يظهر انفعال الملك عندما لم يتمكن من إزاحة الورقة، التي أمامه، وطلب بأسلوب انفعالي جداً إزالة علبة القلم، التي كانت تعيق تحريكه للورقة. وجرى تداول الفيديو على نطاقٍ واسع، بسبب ردة فعل وإيماءات وجه الملك الجديد.