من المتعارف عليه، صحياً، أن على المرء شرب من 6 إلى 8 أكواب من الماء الصافي يومياً، وذلك لإشباع حاجة الجسم من السوائل. والكثير من الأشخاص، الذين يتعرضون للألم في مناطق مختلفة من أجسامهم، يؤكد لهم الأطباء حاجتهم لشرب الماء بكثرة.
لكن هل سمعتم عن أن شرب الكثير من الماء يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض "تسمم الماء"! 
هذا ما توصلت إليه دراسة حديثة، نشرتها الأكاديمية الأميركية الوطنية للطب، ما يلخص الحكاية التي توصل فيها الباحثون إلى إمكانية إصابة الرياضيين والجنود بتسمم الماء، رغم أن هذا التسمم يعد نادر الحدوث!
تقول الدراسة إن شرب الكثير من الماء (فوق المستوى المحدد) يؤدي إلى التسمم! وتعرف هذه الحالة باسم (التسمم المائي)، وتعريفه: اضطراب في وظائف المخ ناتج عن شرب الكثير من الماء، كما يؤدي شرب الماء بكثرة إلى زيادة كمية الماء في الدم، ما يخفف الشوارد، خاصة الصوديوم، في الدم.
وتزيد الدراسة: "إذا انخفضت مستويات الصوديوم عن 135 مليمول، لكل لتر (مليمول/ لتر)، فهذا يعني نقص صوديوم الدم، ويساعد الصوديوم في الحفاظ على توازن السوائل داخل الخلايا وخارجها، وعندما تنخفض مستويات الصوديوم بسبب الاستهلاك المفرط للمياه، تنتقل السوائل من الخارج إلى داخل الخلايا، ما يؤدي إلى تضخمها، وعندما يحدث هذا لخلايا الدماغ، يمكن أن يكون خطيراً ومهدداً للحياة".

 

 

ولتسمم الماء أعراض، أيضاً، فشرب كمية كبيرة من الماء، يعرض خلايا الدماغ للانتفاخ، مسبباً الصداع، الغثيان، والتقيؤ. كما يمكن أن تؤدي حالات التسمم الشديد بالماء إلى أعراض أكثر خطورة، مثل: النعاس، ضعف العضلات أو التشنج، زيادة ضغط الدم، الرؤية المزدوجة، الالتباس، عدم القدرة على تحديد المعلومات الحسية، وصعوبة في التنفس.
وعلى الرغم من أن تسمم المياه أمر نادر الحدوث، ومن الصعب جداً استهلاك الكثير من الماء عن طريق الصدفة (بحسب الدراسة الأميركية)، فإن حدوث الوفاة بسبب الإفراط في تناول الماء، قد يكون مع الأشخاص المشاركين في الأحداث الرياضية أو تدريبات التحمل، أو الأشخاص الذين يعانون حالات صحية عقلية مختلفة.
وتؤكد الدراسة أنه من الصعب استهلاك الكثير من الماء، الذي يؤدي لأضرار شرب الماء بكثرة عن طريق الصدفة، وهناك تقارير عديدة عن الوفاة بسبب الإفراط في تناول الماء، والأشخاص المعرضون لخطر الوفاة بسبب تسمم المياه هم المشاركون في أحداث رياضة التحمل أو التدريب العسكري من الجنود، ومن غير المرجح أن يموت الشخص الذي لا يمارس نشاطاً بدنياً سريعاً بسبب شرب الكثير من الماء.
ويحدث التسمم بالماء عندما يشرب الشخص كمية من الماء أكثر مما تستطيع الكلى التخلص منه عن طريق البول، وكمية الماء ليست العامل الوحيد، فالوقت يلعب أيضاً دوراً، ووفقاً للأرقام الواردة في دراسة أجرتها الأكاديمية الأميركية الوطنية للطب عام 2013، يمكن للكلى التخلص من 20 إلى 28 لتراً من الماء يومياً، لكن لا يمكنها إزالة أكثر من 0.8 إلى 1.0 لتر كل ساعة، ولتجنب نقص صوديوم الدم، من المهم عدم شرب المزيد من الماء أكثر مما يمكن للكلى التخلص منه، وأفاد مؤلفو الدراسة بأن أعراض نقص صوديوم الدم يمكن أن تتطور إذا شرب الشخص 3-4 لترات من الماء في فترة قصيرة، رغم أنهم لا يعطون تقديراً زمنياً محدداً.
ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) الأميركية، لا توجد إرشادات رسمية حول كمية المياه التي يحتاجها الشخص لشربها كل يوم، ويختلف المقدار المناسب، اعتمادًا على عوامل، مثل: وزن الجسم، ومستوى النشاط البدني، والمناخ، وما إذا كانت النساء يُرضعن. في عام 2004، أوصت الأكاديمية الأميركية الوطنية للطب بأن تستهلك النساء اللواتي تراوح أعمارهن بين 19 و30 عاماً حوالي 2.7 لتر يومياً، والرجال من نفس العمر حوالي 3.7 لترات يومياً.
في حين لايزال بعض الأشخاص يتبعون قاعدة 8×8، التي توصي بشرب ثمانية أكواب، سعة 8 أونصات من الماء يومياً. ومع ذلك، لم تثبت الأبحاث صحة هذه المقادير، والاعتماد على العطش قد لا يصلح للجميع، وقد يحتاج الرياضيون وكبار السن والنساء الحوامل، على سبيل المثال، إلى شرب المزيد من الماء كل يوم.

إقرأ أيضاً: علامات تشير إلى أن دورتك الدموية سيئة