تعيش المملكة العربية السعودية، منذ سنوات، حالة من الانفتاح الاجتماعي الراقي والهادئ، وإن دلَّ هذا التطور الجميل على أمر; فإنما يدل على القيم الرفيعة، التي تربى عليها السعوديون. ورافق هذا الانفتاح، الذي شمل مجالات ونواحي الحياة كافة، تطورٌ حتميٌّ في حقول الفن والثقافة والترفيه; حيث أصبحت المواسم الترفيهية في المملكة علامة بارزة ينتظرها العالم بفارغ الصبر، ولم يكن ليكتمل المشهد دون دعم الوجوه الشابة في شتى الميادين; فأصبح هناك فنانون شباب يغنون، ويمثلون، ويعزفون الموسيقى، ويبدعون على وسائل التواصل الاجتماعي. في التقرير التالي، نضيء على مجموعة من الوجوه الفنية الشابة التي برزت، خلال السنوات العشر الأخيرة، والتي شاركت في اليوم الوطني السعودي على مدار تجربتها. 

 

 

داليا مبارك

برزت موهبة الغناء لدى داليا مبارك في عمرٍ مبكر، بتشجيع من والدها، وكانت لها مشاركات أثناء مراحل الدراسة، وفي الحفلات العائلية، وشاركت في أوبريتات عدة، منها «سند الخير» وهي في الرابعة عشرة من عمرها، حيث لمعت فكرة الغناء في مخيلتها، واستطاعت الترشح لأن تكون ضمن المواهب المشاركة في أول مواسم برنامج اكتشاف المواهب «آراب جوت تالنت». لكن وفاة والدها، لاحقاً، حرمتها الذهاب إلى بيروت; فقررت - بعد سنوات - أن تتعلم أصول الموسيقى في أحد المعاهد المتخصصة في دبي.

عام 2014، أطلقت داليا، عبر «يوتيوب»، أغنية «قلبت الطاولة»، من ألحان فايز السعيد، ونجاح هذه الأغنية قادها إلى تقديم أغانٍ منفردة عدة، منها: «في نظرة عيونك»، و«مع خالص الأشواق»، و«عرين العشق»، و«تاج الفخر»، و«قدر قدر»، و«دمعة غلا»، و«فارق عن الناس»، و«بيني بينك». وفي عام 2016، تعاقدت داليا مع شركة روتانا، التي أنتجت لها أول ألبوماتها بعنوان «من الآخر»; فحقق نجاحاً كبيراً على مستوى الخليج العربي.

 

عايض

هو أحد مشاهير شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية، حيث اقتحم عالم الشهرة وظهر لجمهوره في 2015، عندما أطلق أغنية «نسيتني»، عبر تطبيق «إنستغرام»، والتي تمت إعادة توزيعها ونشرها في يناير عام 2016، وحققت 8.5 ملايين مشاهدة عبر «يوتيوب». وذاع صيته، عندما نشر أغنية بعنوان «ساقي العطش»، التي وصلت إلى 21 مليون مشاهدة، ونجاح هذه الأغنية قاده إلى تقديم أغنيتَيْ «قليل الشوف»، و«مودي خوش»، ويُعرف عايض باستخدامه العديد من الآلات، والأساليب الصوتية. وتأثّر هذا التنويع بلونه الموسيقي الواسع النطاق، واهتمامه بالثقافات المختلفة.

وفي عام 2016، صدر أول ألبوم له تحت عنوان «عايض 2016»، وأنتج ثلاث أغانٍ منفردة، حصدت المراكز الأولى عربياً، أبرزها «في أمان الله»، التي احتلت المركز الأول لأسابيع عدة، كأعلى مشاهدة في دول الخليج العربي بأكثر من 8.5 ملايين مشاهدة، وحصلت على المركز الأول عربياً على موقع «أنغامي»، لمدة 6 أسابيع متتالية.

 

 

إبراهيم الحجاج 

ممثل سعودي و«ستاند آب كوميدي»، وشريك مؤسس في «بيت الكوميديا»، وعازفٌ موسيقي منذ طفولته أيضاً، بدأ مسيرته ببرنامج على «يوتيوب»، وبعدها التحق بجمعية الثقافة والفنون بالدمام، وبدورات تمثيل محلية مع مخرجين مسرحيين محليين، ثم حالفه الحظ حينما أقام مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي دورات التمثيل والفنون الأدائية، بالتعاون مع معهد مسرح الشباب البريطاني (National Youth Theatre).  التحق، عام 2015، بدورة التمثيل والفنون الأدائية، بالتعاون مع أكاديمية المسرح بالشرق الأوسط بالشارقة، وبدأ مسيرته بالمسرح، وأبرز أعماله مسرحية «حبل غسيل» الارتجالية، التي أقامت أكثر من 100 عرض في المملكة، والعديد من المسرحيات والمهرجانات.  بدأ إبراهيم الحجاج مسيرته في التلفزيون، وشارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية، وفي تلك الفترة أسس، بالتعاون مع شركة «بلاك لايت»، وشريكه طلال العنزي، «بيت الكوميديا»، وهو أول نادٍ كوميدي بالمملكة العربية السعودية. وقدم «بيت الكوميديا» أكثر من 100 عرض منذ تأسيسه في 2018، وعروضه تقام بشكل دوري، والحجاج عازف متمكن على الجيتار والعود، وأيضاً يعزف على آلة الهارمونيكا.

 

 

هدى الفهد

سبق أن طرحت المطربة هدى الفهد عدداً من الأغنيات المنفردة على «يوتيوب»، حيث تمتلك قناة خاصة بها، وتتمتع بعدد مشتركين لا بأس به. كما طرحت، في شهر سبتمبر 2021، فيديو كليب تحت عنوان «هي بس»، تزامناً مع احتفالات اليوم الوطني السعودي الـ91، وتم عرض الكليب على قناتها الرسمية على «يوتيوب»، ويعتبر الكليب الأول لها بعد توقيعها عقداً مع شركة روتانا.

وتعتبر هدى الفهد من الفنانات السعوديات القادمات بقوة نحو الساحة الغنائية، ومن المقرر أن تطرح عدداً من الأغنيات خلال الفترة المقبلة، بعد حصولها على نسب عالية من الاستحسان، وأبدى العشرات إعجابهم بصوتها الراقي والمتميز.

يذكر أن وقوفها بجوار المطرب الكبير عبادي الجوهر محطة كبيرة، سوف تساعدها في مسيرتها المقبلة، وأيضاً إعلان الجهات المسؤولة عن اليوم الوطني السعودي الـ91 ضمها، لإحياء إحدى الحفلات شكّل دعماً كبيراً لها.

 

 

هدية شيخ البساتنة

عشقت الشابة هدية شيخ البساتنة، منذ طفولتها، الموسيقى التي ترى فيها أسلوب حياة، يجب أن ينشر ويصبح ثقافة للجميع، وشقت طريقها بموهبة العزف على البيانو بالتعليم الذاتي، وبالتحاقها بدورات تدريبية متخصصة خارج السعودية إلى أن حققت طموحها، وأصبحت أول مدربة سعودية للعزف على البيانو في جدة. وتقدم البساتنة دورات متنوعة للمقامات الموسيقية والعزف للأطفال والكبار، بجمعية الثقافة والفنون بجدة، ولديها اهتمام بالمقطوعات الموسيقية الخاصة بالأطفال، لكنها تعزف، أيضاً، المقطوعات الخاصة ببيتهوفن، وموزارت.

 

لمى خالد

بدأت لمى الغناء في طفولتها عبر «السوشيال ميديا»، مقدمةً أغنيات باللهجتين: المصرية والخليجية، وأيضاً اللغة التركية، وشاركت في مهرجانات عدة، منها مهرجان إمارة الباحة، واستضافها الفنان أحمد حلمي في برنامجه «نجوم صغار»، وحصدت 16 مليون مشاهدة في «يوتيوب»، كما صدر لها كليب «رمضان» في 2017، و«فرحة العيد»، و«جابوه» مع محمد الشريف، و«أمي يا غلا الدنيا»، و«آهاتك»، من كلمات الأمير خالد بن سعود الكبير، وهي تحاول إيصال رسالتها بصوتها وفنها، قائلةً: «أسعى إلى أن أكون كالغيم شيئاً لطيفاً خفيفاً في الحياة، وأعتقد أن مستقبلاً مزهراً ينتظرني وزملائي الشباب، الذين سيكونون أمل بلادي، وسنخدم معاً الفن السعودي، وأتمنى أن أجد اهتماماً بموهبتي من الجهات المعنية، مثل: وزارة الثقافة، وهيئة الترفيه».

 

عبدالعزيز الشريف

أطلق أغنية «يا قلب» عام 2012، وأوبريت «جدة غير» في 2013، مع الفنان السعودي محمد طاهر، وعلي عويس، وأغنيات: «عيدك يا وطن»، و«أصبح»، و«مربرب»، التي حصدت خمسة ملايين مشاهدة، و«هيا تعال» التي شاهدها ثمانية ملايين، وكليب «تخليني»، و«سمعني حبيبي» من ألحانه، و«الزعامة» المهداة إلى نادي الهلال، و«القصيرة» التي شاهدها أربعة ملايين، و«عوفه» من ألحان وكلمات عبدالله سالم، الذي جمعه به أيضاً دويتو «واعزاه»، و«فراقك عسل»، كما شارك في برنامج «آراب أيدول» للمواهب، إضافة إلى حفلات خارجية في: البحرين ومصر وفرنسا وسويسرا وبريطانيا. وفي «موسم الرياض» ضمن مهرجان الدرعية، كشف أنه يتطلع إلى تقديم مزيدٍ من الأغنيات الوطنية، خاصةً بعد النجاح الكبير الذي حصدته أغنية «فوق السحايب».

 

 

سوسن البهيتي

احترفت سوسن الغناء بالعربية والإيطالية والإنجليزية والفرنسية والروسية، وشاركت عام 2007 في مسابقة موسيقية بالجامعة الأميركية بالشارقة، وحققت بتصويت الجمهور المركز الأول، كما غنت الأوبرا الألمانية في 2008 بترشيحٍ من أستاذها في الجامعة، ونجحت في هذا الفن رغم ما يتطلبه من شروط صوتية معقدة، حيث تدربت على يد مدربين من أميركا وألمانيا وبلجيكا; لتصبح أول مغنية أوبرا سعودية ومدربة صوتٍ، وقدمت موهبتها في مسرحية «صيف 840» لمنصور الرحباني بالشارقة، وشاركت في حفلٍ بدبي، وأطلَّت في 2019 بأول حفلٍ موسيقي لها في بلادها عبر أوبرا «لا سكالا» الإيطالية، كما شاركت في موسم جدة، وفي فيلم «أنا وأنتو جدة» الوثائقي للحديث عن الفن والموسيقى والترفيه في المدينة الساحلية السعودية، وأدت النشيد الوطني في السفارة السعودية ببرلين; احتفالاً باليوم الوطني، وأحيت حفلاً في موسم الرياض، وتم اختيارها لتمثيل السعودية في معرض «إكسبو 2020 دبي».