كثيرون منا لا يتركون هواتفهم حتى للحظات، فهم دائمو البحث عن الأخبار الجديدة في كل المجالات، ولعل أكثر فئة من هؤلاء هم العاملون في وسائل الإعلام المختلفة، فعليهم أن يبقوا على اتصال مباشر مع ما تبثه الوكالات الإخبارية العالمية، ليقوموا بمعالجته وبثه للجمهور.
وسواء كنت عاملاً في وسائل الإعلام أو متلقياً لأخبارها، تخبرك دراسة حديثة، نشرت الشهر الماضي، في مجلة "هيلث كوميونيكيشن"، بأن معظم متتبعي الأخبار، خاصة السيئة منها، عانوا مستويات عالية من القلق والتوتر.
وتفيد الدراسة، التي شملت ألف شخص، بأن الاستمرار في التعامل مع الأخبار السيئة والمحبطة، التي تخص أخبار الحروب والكوارث والأمراض، ينعكس سلباً على الصحة العقلية والجسدية، وهذا الأمر بدأ الباحثون ملاحظته جراء العزلة الإجبارية، التي اجتاحت العالم بسبب جائحة "كورونا". 
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة والباحث في جامعة تكساس للتكنولوجيا، برايان ماكلوغلين، إن متتبعي الأخبار السيئة قد يجدون أنفسهم بعدة فترة يدورون في حلقة مفرغة، فبدلاً من الخروج من هذه الحالة، ينجذبون إليها فيصبحون مهووسين أكثر بالأخبار، ويتحققون من التحديثات على مدار الساعة، للتخفيف من ضغوطهم العاطفية، لكن ذلك لا يُجدي نفعاً؛ فكلما هرولوا وراء الأخبار، بدأت بالتدخل في جوانب أخرى من حياتهم، مشيراً إلى أن العاملين في حقل الإعلام من بين أكثر المتضررين. 
وتؤكد الدراسة، ذاتها، أن تعود الشخص على روتين معين لمدة 30 يوماً، يعني أنه قد يصاحبه مدى العمر، إن لم يرغب شخصياً وبقرار ذاتي في أن يغير هذا الروتين، مدللة أن جائحة "كورونا" كانت دافعاً للكثير من الأشخاص لتبع الفيروس وانتشاره وتأثيره ومحاولات السيطرة عليه، ما جعلهم يفقدون السيطرة على أنفسهم، ويقضون معظم الوقت في تتبع الجديد. 
ويتطلب الهدوء والاتزان، والحفاظ على الأعصاب، البعد عن كل ما يثير القلق والتوتر، لذا يمكن أن يتجنب الشخص الانغماس أكثر في مسببات القلق، لكن على الصحافيين، المطلوب منهم التعامل مع هذا النوع من الأخبار، أخذ فترة من الراحة بين كل مجموعة أخبار، وعدم الانغماس بها طيلة الوقت.
وينصح الطب النفسي الأشخاص، الذين يعانون القلق والتوتر والانفعال، باتباع الخطوات التالية: 
- التنفس ببطء: عند التعرض لأي موقف يؤدي للتوتر أو الانفعال، إن أبسط طريقة للسيطرة على النفس تكون من خلال التنفس ببطء، وذلك بأخذ خمسة أنفاس عميقة شهيقاً وزفيراً، وتخيل أن التوتر يغادر الجسد خارجاً مع الزفير.
- الصبر: ممارسة النشاطات في وقت الفراغ تجلب الهدوء والسكينة للنفس، مثل: السير في حديقة بعيدة عن الضجيج والفوضى، أو السير الهادئ في طريق طويل دون صحبة، كما أنّ اختيار الوقوف في آخر طابور الانتظار عند الذهاب للبقالة مثلاً يُهذب النفس، ويساعد على التمرن على الصبر وتحمل الضغط.

إقرأ أيضاً: عوامل الخطر الكامنة وراء الأوردة المتضخمة (الدوالي)