في وقت كان من الصعب فيه على الفتاة بالمملكة العربية السعودية مجرد التفكير في قيادة سيارتها، وظل لسنوات حلماً يراود الكثيرات، كانت الشابة السعودية فاطمة البلوشي تحلم بركوب الدراجات النارية، التي كانت تعتبر - في ذلك الوقت - من الرياضات الذكورية. والمدهش أن الحلم تحول إلى حقيقة، وأصبحت من أولى الفتيات اللاتي استطعن الحصول على رخصة قيادة دراجة نارية، وممارسة هوايتها داخل المملكة، وبالتالي تشجيع الأخريات.. «زهرة الخليج» التقت فاطمة البلوشي؛ لتسرد لنا قصتها مع رياضة ركوب الدراجة النارية، والتحديات التي قابلتها، وما ترنو إليه مستقبلاً؛ فكان الحوار التالي:

• كيف كانت بداياتك في عالم الدراجات النارية؟

- بدأ شغفي بركوب الدراجة النارية بحلم وأمنية في مرحلة الطفولة؛ لذلك كنت أجمع الملصقات، والممغنطات التي كانت على شكل دراجات نارية في مرحلة المراهقة. بعد ذلك، بدأ مساري العملي وبداية استقلالي، حيث عبرت لوالديّ عن رغبتي في تعلم قيادة الدراجات النارية، وقد تحمسا جداً، وشجعاني على الفكرة. وبدأت رحلة التدريب بدعم من والديَّ، وقد كانت والدتي تحضر التدريبات معي في مملكة البحرين عام 2009، بحكم عمري في ذلك الوقت، ثم بدأت مزاولة القيادة بعد استخراج الرخصة والسماح بقيادة الدراجات النارية في المملكة عام 2019.

الفترة الأصعب

‎• ما التحديات التي واجهتك، وكيف استطعت تخطيها؟

‎- لم أواجه الكثير من العقبات والتحديات، لاسيما أنني قائدة دراجات هوائية سابقة، وسبق لي الترحال بها؛ فأنا مغامرة، ولم أواجه تحديات جديدة على الصعيد التقني في ترحالي أو مواصلاتي. لكن الخروج من الصورة النمطية لقائدة الدراجات النارية في الخليج، وإظهار صورة مشرفة، سواء بتمثيل وطني الحبيب المملكة العربية السعودية في مسيرات اليوم الوطني، أو استكشاف شمالها وجنوبها على دراجتي؛ الفترة الأصعب التي مرت بي.

• ما الشروط التي يجب توافرها في سائق الدراجة النارية؟

- لا توجد شروط معينة يجب أن تتوفر في سائق الدراجات النارية، فكل شخص يمكنه قيادة الدراجة النارية باحترافية، ذكراً أو أنثى، ومن كل الأعمار، المهم فقط أن تكون لديه الرغبة في ذلك، وأن يكون لديه الشغف، الذي يحفزه على تطوير هوايته مثل أي رياضة أخرى.

‎• ماذا أضافت إليك تلك الرياضة؟

- أضافت إليَّ الكثير؛ فهي متنفس، ومتعة، ووسط اجتماعي جميل، ووسيلة مواصلات حماسية.

خطط مشوقة

• هل رياضة ركوب الدراجات النارية تحظى بشغف نسائي؟

- نعم؛ فهناك الكثيرات اللاتي يمتلكن الحلم نفسه، ولديهن الشغف نفسه، والكثيرات استطعن تحويل الحلم إلى واقع يمارسنه بانتظام في المملكة العربية السعودية وخارجها.

إقرأ أيضاً:  آمنة الحداد: «رفع الأثقال» لا تفرق بين رجل وامرأة
 

• هل تلقى هذه الرياضة اهتماماً من نساء المملكة؟

- نعم؛ فهناك الكثيرات من النساء، اللاتي يرغبن في قيادة الدراجات، ويجدن فيها سعادتهن، خاصة في الرياض، وفي هذا الموسم سأجتمع معهن بخطط جميلة ومشوقة.

‎• ماذا تقولين لمن يرددن: «لاتزال هناك أنواع من الرياضات لابد أن تبقى حكراً على الرجال»؟

- «لا تحملن الرجل أكثر من طاقته»؛ فهناك رجال يخشون - في الأساس - قيادة الدراجات النارية، وهناك الكثير من الرياضات، التي لا يفكرون أصلاً في اقتحامها.

‎• ما أحلامك المستقبلية، التي لم تتحقق بُعْد؟

- أستطيع أن أقول إنني قد حققت أحلامي، لكنني أسعى إلى البحث عن أحلام وطموحات جديدة دائماً.