أقيمت جنازة الملكة إليزابيث الثانية، في 19 سبتمبر 2022، في وستمنستر آبي، وتم دفنها في كنيسة الملك جورج السادس، وهي ملحق بكنيسة القديس جورج في قلعة وندسور، وقد وارى الثرى جثمانَها في هذه الكنيسة الخاصة بدفن الملوك، والاحتفاء بمناسباتهم. فمنذ القرن التاسع عشر، كانت مكان الدفن المختار للعائلة الملكية، واستضافت حفلات الزفاف المتعددة، بما في ذلك حفل زفاف هاري وميغان، دوق ودوقة ساسكس، عام 2018.
هذه الكنيسة، تمَّ إنشاؤها في قلعة وندسور من قبل النظام الملكي البريطاني، حيث تشع جدرانها بالتاريخ والتقاليد الملكية، لكنها لم تكن مكاناً لدفن الملوك ورفاقهم قبل القرن التاسع عشر، إذ في القرن الخامس عشر كانت وستمنستر آبي مكان الراحة والاستجمام المفضل للملوك.

 

 

ويعود تاريخ هذه الكنيسة إلى أواخر العصور الوسطى، أي إلى عام 1475، في عهد إدوارد الرابع، واستغرق تشييدها أكثر من 50 عامًا، وتعتبر اليوم من أفضل الأمثلة على الطراز القوطي العمودي في البلاد.
وتحمل هذه الكنيسة قدرًا كبيرًا من التاريخ والتقاليد الملكية، العامة والخاصة، إذ داخل أسوار قلعة وندسور عاشت الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب معًا، وكانت كمكان عبادة لصاحبة الجلالة والعائلة الملكية، واستضافت العديد من حفلات الزفاف، والنصب التذكارية الملكية.

 

 

وهي، أيضاً، المكان الذي أقيمت فيه جنازة دوق إدنبره الأمير فيليب، قبل دفنه في المدافن الملكية، إلا أنه يوم أمس تم نقل جثمانه ليُدفن في كنيسة الملك جورج السادس التذكارية، ليرقد بجانب زوجته الراحلة.
كما أن هذه الكنيسة تُعد المثوى الأخير لوالدي الملكة الراحلة، الملك جورج السادس والملكة إليزابيث الأم، وكذلك تم دفن رماد شقيقتها الأميرة مارغريت هناك، حيث كانت من أفراد العائلة الملكية القليلين الذين تم حرقهم.
وانضم إليهم، أيضاً، عدد من أفراد العائلة الراحلين الآخرين، ومنهم الملك هنري الثامن، وزوجته الثالثة جين سيمور، وتشارلز الأول، والملك جورج الثالث، والملك جورج الرابع، والملك وليام الرابع، والملك إدوارد الرابع، والملك هنري السادس، والملك إدوارد السابع، والملكة ماري.
ومن بين الملوك العشرة، تم دفن خمسة في أقبية تحت الجوقة، بينما تم دفن الخمسة الآخرين في مقابر بالكنيسة.

 

 

من تزوج في كنيسة القديس جورج؟
وكما كانت مدفناً للملوك، اختارها العديدون لإقامة زفافهم، فمنذ عهد الملكة فيكتوريا، قال العديد من الأزواج الملكيين وعود زواجهم في سانت جورج، وندسور، بمن في ذلك الأميرة يوجيني وجاك بروكس بنك، في أكتوبر 2019، والأمير إدوارد، وإيرل ويسيكس، وصوفي ريس جونز في عام 1999.
وربما كان الأكثر شهرة، هو زفاف دوق ودوقة ساسكس، هاري وميغان، في مايو 2018.
وتبلغ سعة الكنيسة القوطية 800 شخص، مقارنة بـ2000 في وستمنستر آبي، ما يجعلها خيارًا شائعًا لحفلات الزفاف الملكية.

 

 

قلعة وندسور
وبالعودة إلى قلعة وندسور، التي تعد أكبر قلعة مأهولة في العالم، إذ تضم ما يقارب الـ500 شخص يعيشون ويعملون هناك، فقد تم بناء القلعة في الأصل من قبل النورمانديين بعد معركة هاستينغز عام 1066، حيث كانت في البداية مصنوعة من الخشب على طراز "موتي وبيلي".
وقد جرى بناؤها لتتمتع بإطلالة جيدة على نهر التايمز، وفوق غابة وندسور، التي كانت منطقة صيد شهيرة في ذلك الوقت.

 

 

ورغم أن وليام الفاتح بناها، فإن هنري الأول هو أول ملك عاش في تلك القلعة، وانتقل إليها عام 1110، وقد أحب حفيده، هنري الثاني، القلعة كثيرًا، وأجرى بعض التجديدات عليها.
وأمضت الملكة فيكتوريا والأمير ألبرت سنوات عديدة سعيدة هناك، فقد كان مكان إقامتهما المفضل، وعندما مات ألبرت، ارتدت فكتوريا الأسود كل يوم لبقية حياتها، حتى أشار إليها البعض باسم "أرملة وندسور".
ويبلغ سمك الجدار الخارجي للقلعة نحو 7 أمتار، بينما تحتوي القلعة على منافذ عديدة إلى النهر وأبراج وأنفاق، وتضم في داخلها شققاً وأجنحة سكنية للعائلة الملكية، إذ تضم نحو ألف غرفة.
وهناك معلومةٌ عن المطبخ الكبير في قلعة وندسور، الذي يعد أقدم مطبخ في البلاد، إذ خدم حوالى 32 ملكاً، وتقول هذه المعلومة إن الساعات الموجودة فيه متقدّمة بـ5 دقائق، لضمان حصول الأسرة الملكية على طعامها في الوقت المحدد.

إقرأ أيضاً: الملكة إليزابيث تظهر خلال أسبوع الموضة في لندن.. رغم رحيلها