تقود دولة الإمارات سباق دول مجلس التعاون الخليجي نحو النجوم، وفقاً لتقرير جديد بعنوان "تكنولوجيا الفضاء في الخليج العربي"، أصدرته اليوم شركة SpaceTech Analytics، وهي شركة تابعة لمجموعة المعرفة المتعمّقة Deep Knowledge Group.

وأطلقت الإمارات 16 قمراً اصطناعياً حتى الآن، إذ تخطط أيضًا لإطلاق قمر اصطناعي آخر، ومجموعة من أقمار الرادار الصغيرة.

ويكشف التقرير عن التطورات الرئيسية في 40 شركة ذات صلة بالفضاء، و14 مستثمراً رئيسياً، و11 مركزاً للبحوث والتطوير، و37 قمراً اصطناعياً أطلقتها منطقة دول مجلس التعاون الخليجي حتى الربع الثالث من عام 2022. ويوفر التقرير تحليلات متعمقة لجميع الجوانب الرئيسية للنظام البيئي لتقنية الفضاء في المنطقة.

في يوليو 2022، أعلنت وكالة الإمارات للفضاء عن التزامها طويل الأمد بالابتكار، من خلال إطلاق صندوق الفضاء الوطني، بقيمة تتجاوز 810 ملايين دولار، وذلك بهدف تشجيع إقامة شراكات عالمية في دولة الإمارات.

التعاون الدولي

يتطرق التقرير إلى العديد من المشاريع التعاونية، بين الشركات الموجودة في دول مجلس التعاون الخليجي، والمنظمات الدولية. على سبيل المثال، عقدت شركة AzurX، وهي شركة استثمار فضائية مقرها الإمارات، شراكة مع AstroAgency، وهي شركة تسويق فضائية اسكتلندية، لدعم شركات الفضاء المحلية.

الإمارات على سطح القمر

يعد مشروع الإمارات لاستكشاف القمر الأول من نوعه في المنطقة، حيث يعتزم مركز محمد بن راشد للفضاء إطلاق مركبة فضائية إلى سطح القمر في الربع الرابع من عام 2022. وبالشراكة مع شركة iSpace اليابانية، سيقوم الإماراتيون ببناء العربة الجوالة - مركبة الهبوط Hakuto-R - في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي، ما يجعل الإمارات أول دولة عربية تطلق مهمة إلى القمر.

مراقبة الأرض وسط المخاوف المناخية

باستخدام صور الأقمار الاصطناعية التجارية، تكشف مرئيات الأرض عن معلومات أساسية تُستخدم في قطاعات، مثل: رسم الخرائط وإدارة الكوارث وإدارة الطاقة والموارد الطبيعية والتخطيط والتطوير الحضري وحتى الأمن والمراقبة.

حقق السوق العالمي للأقمار الاصطناعية التجارية 5.2 مليارات دولار في عام 2021، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 11.5٪ على أساس سنوي، ليصل إلى 5.8 مليارات دولار في عام 2022. ومع زيادة المساعدات الحكومية، من المتوقع أن يصل حجم هذا السوق إلى 12.4 مليار دولار، بحلول عام 2032.

تمثّل المخاوف المتزايدة، بشأن تغير المناخ والتدهور البيئي والكوارث، بعض العوامل التي تدفع نمو سوق الأقمار الاصطناعية التجارية على مستوى العالم.

نمو حجم البعثات الفضائية من العالم العربي

يستعرض التقرير مشاريع فضائية إضافية قيد التطوير، في كل من: السعودية وقطر والكويت والبحرين وعمان. وتمتلك السعودية والإمارات وقطر والبحرين وكالات فضاء خاصة بها، تعمل بكامل طاقاتها، مع مجموعة من المشاريع في طور الإعداد. ويشكل ذلك دلالة على التزام دول مجلس التعاون الخليجي بسباق الفضاء، وتقديم مثال للدول التي ترتاد الفضاء بنجاح، ما يشير إلى مستقبل واعد مليء بالإمكانيات.

توجهات مستقبلية

يكشف التقرير عن بعض الاتجاهات، التي ترسم خارطة طريق تطورات الفضاء على صعيد المنطقة. ويشمل ذلك تصنيع الأقمار الاصطناعية الصغيرة باستخدام التكنولوجيا الجديدة، وتعزيز نطاق وعمليات الأقمار الاصطناعية المتنقلة، وزيادة الدعم المالي للسياحة الفضائية، ونقل الصور العالية الدقة، ومراقبة الأرض، والبحث والتطوير، واستكشاف الفضاء، وغيرها.