وصف الفنان المصري، خالد سليم، إجراءه عملية جراحية بأحباله الصوتية بالقرار الأصعب، الذي اتخذه في حياته. 

وفصل سليم، خلال ظهوره في برنامج "من القلب"، الذي يقدمه الإعلامي نور الدين اليوسف، طبيعة مرضه، الذي استلزم اتخاذ قرار جريء بالخضوع لهذه العملية، فقد عانى مشكلة صحية بأحباله الصوتية استمرت معه على مدار عام كامل، وكان يشعر، دائماً، بخلل في صوته حتى إنه لم يكن يتمكن من إكمال جملة طويلة بنفس واحد، وكان يضطر للتوقف خلال تأديته أي مشهد تمثيلي به جمل صوتية طويلة.

وأكمل أنه، وبعد مراجعة العديد من الأطباء على مدار ثلاثة شهور دون فائدة، تم تحويله لأخصائي أحبال صوتية، وشرح له وجود تجمع دموي على أحد الأحبال، وخيره بين العلاج وإجراء العملية، وكان قراره دون تردد هو إجراء العملية، كونه قد تعب من هذه المعضلة كثيراً، وأراد حلاً جذرياً لها.

وأضاف أنه، وبعد إجراء الجراحة منع من الكلام لمدة أسبوعين كاملين، ثم تعافى كلياً، وعاد له صوته كما كان في السابق، مبيناً أنه مر بفترة صعبة جداً وحرجة، عندما أخبره الطبيب بوجود ورم في الحنجرة، لكن تبين لاحقاً أنه ورم حميد.

آلمني تنمر أصدقائي

تسبب العلاج الخاطئ الذي تلقاه خالد سليم في تغير كامل في شكله، خاصة أنه كان يتناول أدوية تسببت له بزيادة كبيرة في وزنه، وكان عندما ينظر في المرآة يقول: "مش أنا"، مؤكداً أنه تعرض كثيراً للتنمر، من قبل الجمهور والأصدقاء، لكنه تألم بشكل كبير من تنمر أصدقائه له.

واستذكر خالد إصابة والدته بسرطان الثدي مع بداية عام 2021، والفترة الصعبة التي عاشها حتى تماثلها للشفاء بشكل كامل، بعد عدة أشهر من العلاج واستئصال الورم والغدد المسببة له.

سر تسميته ورسالته لوالده

كشف الفنان المصري عن سبب تسميته "خالد"، فقال إن والده كان مدرباً لألعاب القوى في دولة الكويت، وصادف عام ولادته أن فاز أحد اللاعبين، واسمه خالد، بميدالية ذهبية في إحدى المسابقات الدولية، ومن فخر والده بإنجاز اللاعب قرر تسمية ابنه باسمه "خالد".

كما وجه رسالة إلى والده المتوفى، قال فيها: "إنت وحشتني قوي، وكنت محتاجلك جداً المرحلة اللي فاتت"، مكملاً أنه يريد أن يشعر بفرحة والده معه، وأن يتلقى منه تلك الرسالة التي كان يرسلها له دائماً عندما يبارك له نجاح أحد أعماله، ويعبر عن فخره به، كما أنه يريد أن يطلب منه السماح في حال قد كان خذله بأي أمر، مستكملاً كلامه: "البيت وحش من غيرك"، ومؤكداً أنه يقوم بزيارة قبر والده بشكل يومي، ويدعو له، ويقرأ له سورة الفاتحة.

البدايات

استذكر خالد بدايته التي كانت مع الغناء، خلال دراسته الجامعية، وكان يقدم بعض الحفلات التي تلاقي نجاحاً كبيراً داخل الجامعة، ثم قام بتسجيل أول ألبوم له بعنوان "حاجة تانية"، وشعر بردود الفعل الإيجابية من قبل الجمهور، ما شجعه على إصدار ألبومه الثاني، الذي كان خاصاً بفيلم "السلم والثعبان"، وأحس الناس بصدق ما قدمه.

ويكمل: "لم يكن المنتجون يعرفون شكلي، وإنما يسمعون صوتي فقط، وخلال عرض فيلم (السلم والثعبان)، الذي كنت حاضراً فيه بصوتي. عندما رآني المنتجون أعجبوا بشكلي، وطلبوا مني القيام بالتمثيل، لكني رفضت ذلك، فقد كان كل تركيزي في ذلك الوقت منصباً على إثبات نفسي كمطرب، لكن بعد عدة سنوات قررت خوض هذه التجربة وبدأت أتلقى دروساً في التمثيل حتى أظهر بشكل لائق، وقد استفدت كثيراً من عملي مع المخرجة كاملة أبو ذكري، والمخرج محمد ياسين، اللذين كان لملاحظاتهما وتوجيهاتهما دور كبير ومهم في مسيرتي الفنية".

قصتي مع وردة الجزائرية

"أعتبر نفسي أصغر التلاميذ في مدرسة وردة الجزائرية".. بهذه العبارة بدأ خالد سليم سرد قصته مع الفنانة الكبيرة وردة الجزائرية، والتي جاءت بعد تقديمه أكثر من عمل مع الملحن صلاح الشرنوبي، الذي اتصل به في إحدى المرات وأخبره بشكل مفاجئ بأن وردة تريده معها في مسلسلها، قائلاً إن الدنيا لم تسعه من الفرح في ذلك الوقت، حتى إنه كان يريد القفز من الطابق العاشر حيث يسكن، وأعلن فوراً للشرنوبي أنه مستعد أن يوقع على بياض للعمل مع وردة.

إقرأ أيضاً:  ظهور نادر لبنات الراحل هشام سليم
 

وأضاف: "تقابلنا في اليوم التالي بمنزلها، وكان استقبالها رائعاً، وكان مؤلف المسلسل الأستاذ يوسف المعاطي، ومخرجه الأستاذ أحمد صقر، حاضرين في ذلك اللقاء، وبدأنا نقرأ السيناريو، وأحبني الجميع بفضل الله، وكنت فعلاً كطفل صغير ينتظر أن يحصل على أجمل شيء في الدنيا".

اختفى أصحاب الأذواق.. وحضر أصحاب المال

يصف خالد سليم الفن هذه الأيام بأنه بات مختلفاً، بسبب طريقة تناوله، وأن القائمين عليه لم يعودوا من أصحاب الأذواق، وإنما من أصحاب الأموال، لذا بدأت أنواع غريبة من الفن تظهر في هذا الزمن. مؤكداً أنه لم يتغير، وحاول أن يواكب ما يحبه الناس، فعندما رأى أن الناس بدأت تحب الموسيقى الراقصة والشعبية حاول أن يقدم ما يعتبره فناً شعبياً محترماً، مثل ذلك الذي قدمه عدوية، والذي يعتمد على وجود موسيقى صاخبة وراقصة لكن بكلام جميل وغير مبتذل، معرباً عن أسفه لانحدار الكثيرين للكلام السيئ، وانحدار الموسيقى بشكل كبير.

حوربت في الوسط الفني

يؤكد المطرب المصري أنه لا وجود لمنافسة شريفة في الوسط الفني، وأن أي شخص يظهر يسبب خوف وقلق للآخرين، ولا بد أن يأتي شخص ويعتقد أن هذا الفنان الناجح سيأخذ مكانه ويبدأ بمحاربته، وهذا ما حصل معي، فقد ألغيت حفلات كثيرة لي، وتراجع آخرون عن توقيع عقود معي بعد الاتفاق على كل التفاصيل، لأكتشف لاحقاً أن أحد الفنانين خلف الأمر.

كما كان بعض الناس يتواصلون معي لإحياء حفلات أعراس وأبلغهم بأن يتواصلوا مع المتعهد، لأفاجأ بأنهم تواصلوا معه سابقاً، وأبلغهم بأنني توقفت عن الغناء.

ويبين أنه وحتى عام 2010، كان كل شيء يسير بخير، لكن بعد ذلك بدأ يتعرض لحرب، ومع ذلك تلقى الدعم من بعض الأشخاص مثل عمار الشريعي.

سر نجاح زواجي.. ومفاجأة ابنتي خديجة

يصف خالد سليم الخلطة السرية لنجاح زواجه واستمراره عكس الكثير من النجوم، مؤكداً أن الحب هو الأساس، وأن زوجته "ست عاقلة"، ولها القدرة على أن تزن الأمور بعقلانية، خاصة أنها اكتسبت مهارات كبيرة وصقلت شخصيتها بشكل رائع بحكم عملها، وباتت مختلفة عمن هن بسنها.

ويكمل: "هي بتحبني وبتجنن، وأنا من أول مرة شفتها حكيت هي دي اللي عايز أتزوجها"، وتم الزواج فعلاً خلال فترة لم تتعدَّ الأربعة شهور.

وفاجأ الفنان المصري جمهوره بإعلانه أن ابنته "خديجة" تمتلك صوتاً مميزاً جداً، مؤكداً أن صوتها سيكون مختلفاً، وسيكون لها شأن في الغناء، لو قررت الاستمرار به، وأنه لا يمانع هذا الأمر، بل على العكس يشجعها جداً، وسيقوم بشراء بيانو لها، ويخصص لها مدرباً خاصاً. فهو يريد أن تذكره ابنتاه بعد وفاته بالخير، وأنه كان أباً طيباً وحنوناً وممتعاً، ولم يكن عصبياً، وليست لديه أي عقد أو مشاكل، وأن تسمعا كل أغانيه وأن تحفظاها.

وختم سليم اللقاء باختياره إنتاج ألبوم غنائي على حساب إنتاج فيلم أو مسلسل، مؤكداً أن أغاني الألبوم جاهزة، وما ينقصه فقط هو فريق عمل محترف ومتكامل.