من فكرة بدأت عام 2009، إلى واحد من أشهر القطع في العالم اليوم.. "الفستان الأحمر"، الذي تحول إلى منصة عالمية تحاكي قصص اللاجئات والمهمشات والمعنفات، احتفلت به السفارة البريطانية بالقاهرة، يوم الثلاثاء الماضي، ضمن معرض خاص بعنوان: "الفستان الأحمر.. وجوائز الأزياء المصرية".

وكانت أطلقت الفنانة البريطانية، كريستي ماكليود، مبادرة لمشروع بدأت فكرته عام 2009، حيث قررت أن تصمم "الفستان الأحمر" لنشر السلام، وتعزيز التواصل بين الثقافات حول العالم، لاسيما النساء اللواتي ليس لديهن صوت، واستغرق تنفيذ الفكرة مدة 13 عاماً، وشارك فيه 353 فناناً من جميع أنحاء العالم، من بينهم 50 سيدة من بدو سيناء بمصر، اشتركن في أعمال التطريز، و7 رجال فقط من دول مختلفة.

ومر الفستان الأحمر، خلال 47 دولة حول العالم، منها: الهند والكونغو وأستراليا وبولندا والمكسيك وكردستان وكوسوفو، بالإضافة إلى عرضه في متاحف متعددة، وأخيراً استضافته السفارة البريطانية بالقاهرة ضمن معرض "الفستان الأحمر.. وجوائز الأزياء المصرية"، احتفالاً بالتعاون البريطاني المصري في مجال صناعة الأزياء والموضة.

كيف بدأت فكرة الفستان الأحمر؟

عبرت الفنانة البريطانية، كريستي ماكليود، عن سعادتها بما وصلت إليه فكرتها على مدار 13 عاماً، مؤكدة أن نشأتها في دول مختلفة عززت لديها فكرة الثقافات المتعددة والغنية بالتنوع، وعلى الرغم من اختلاف البشر، فإنهم يجتمعون في الإبداع، ما أوحى إليها بفكرة تنفيذ مشروع التطريز العالمي، بمشاركة سيدات بسيطات من مدن مختلفة حول العالم، ليعكس مدى الثقافة والرقي بداخلهن، مهما كانت الظروف القاسية التي يعشنها.

وقالت ماكليود، أثناء احتفالية السفارة البريطانية في مصر، إن فكرة عدم المساواة التي أصبحت تراها في كل مكان تجاه النساء، أزعجتها كثيراً، لهذا أرادت أن تبتكر عملاً يجمع العديد من الهويات والأصوات في قطعة واحدة، من دون تعصب أو رفض، كما أنها لا بد أن تعبر عن السلام والحب.

وأكدت الفنانة البريطانية أن مشروع "الفستان الأحمر" سوف يظل مستمراً، واصفه إياه بـ"مشروع حياتها"، حيث سيتم عرضه في متاحف ومعارض عديدة حول العالم، بالإضافة إلى إنتاج فيلم تسجيلي عن رحلته حول العالم، بجانب قصص عن المشاركات في تطريزه.

علاقة الفستان الأحمر بسيدات سيناء:

شاركت الكثيرات من النساء المصريات في تطريز الفستان الأحمر، ما أدى إلى خروجه بمظهر يشبه الملابس النسائية السيناوية في مصر، وعن ذلك قالت كريستي إنها تعرفت على سيدة بدوية تدعى "سليمة جبالي"، وهي من أسست مشروع  الحرف اليدوية في سيناء، وتمكنت من خلالها من إشراك 50 سيدة في تطريز قماش الفستان.

وأكدت الفنانة البريطانية أنها لم تطلب من السيدات أي تصميم، وتركت لهن حرية التصميمات التي تعكس هويتهن وقصتهن الشخصية وثقافة المكان الأصلية.

رحلة تصنيع الفستان الأحمر:

صُنع الثوب الأحمر المميز من 84 قطعة حرير باللون الأحمر الغامق، الذي يعبر عن الغضب والثورة والحب والشغف، وشارك فيه 136 عاملاً بمقابل مادي، بينما أضيفت بقية التطريزات من قبل الجمهور المشارك في المعارض والفعاليات.

وشمل الجمهور المشارك في تطريز الفستان الأحمر، نساء من جميع أنحاء العالم، منهن لاجئات من فلسطين وسوريا وأوكرانيا، وطالبات لجوء في المملكة المتحدة من العراق والصين ونيجيريا وناميبيا، وضحايا الحرب في كوسوفو، ورواندا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

إقرأ أيضاً:  بدور القاسمي توقع ميثاق شبكة العواصم العالمية للكتاب في بولندا
 

وكذلك النساء الفقيرات في جنوب أفريقيا والمكسيك؛ وأفراد في كينيا واليابان وتركيا والسويد وبيرو وجمهورية التشيك ودبي وأفغانستان وأستراليا والأرجنتين وسويسرا وكندا وتوباغو وفيتنام وإستونيا والولايات المتحدة الأميركية وروسيا وباكستان وويلز وكولومبيا وإنجلترا.

إضافة إلى طلاب من الجبل الأسود والبرازيل ومالطا وسنغافورة وإريتريا والنرويج وبولندا وفنلندا وأيرلندا ورومانيا وهونغ كونغ، بالإضافة إلى استوديوهات التطريز الراقي في الهند والمملكة العربية السعودية.

وذكر الموقع الرسمي لمشروع الفستان أن هذا الثوب الأحمر يوفر منصة فنية للنساء في جميع أنحاء العالم، وكثيرات منهن مهمشات ويعشن في فقر، لإخبار قصصهن الشخصية من خلال التطريز.