لم تكن إطلالة عارضة الأزياء العالمية، بيلا حديد، في أسبوع الموضة بباريس عاديةً أبداً، فقد أذهلت بيلا الجميع بعد أن ارتدت فستاناً رسم عليها خلال وقوفها أمام الجمهور، وتم رشه بطلاء خاص ليتحول بعد ذلك إلى فستان، أضيفت إليه لمسات طفيفة من المصممين على المسرح الرئيسي للعرض.

ولا يمكن اعتبار ما كتب مبالغاً به أبداً، فقد تم رش الفستان على جسد بيلا بكل ما تحمله الكلمة من المعنى، لكن كيف تحول هذا الطلاء خلال دقائق معدودة إلى فستان سارت به حديد وسط تصفيق وذهول الحاضرين.

التقنية التي استخدمت في صناعة التصميم المبتكر جاءت من فكرة الدكتور مانيل توريس، المؤسس والمدير الإداري لشركة فابريكان المحدودة، التي تجهد منذ تأسيسها قبل ما يقارب العشرين عاماً لاستخدام وتسخير التكنولوجيا في صناعة الأزياء.

ويعتبر ما شاهده العالم أجمع من تقنية لافتة تجلت على جسد حديد اختراعاً، سجلت براءته للدكتور توريس، الذي استطاع صناعة هذه المادة السائلة، التي تتحول فور رشها على أي سطح إلى طبقة من القماش غير المنسوج.

واستخدم توريس تقنيات متطورة، تضمنت وجود رشاشات الرذاذ الاصطناعية والطبقات الثلاثية الأبعاد لصناعة هذه الملابس التي يمكن غسلها وإعادة ارتدائها مرة ثانية، وليس هذا فحسب فهذا الاختراع يمكن ربطه مع أجهزة تشخيص تقرأ بيانات مرتديها، وتراقب صحتهم.

وتم تكوين هذه التقنية من ألياف قصيرة مرتبطة ببعضها بعضاً مع البوليمرات والبوليمرات الحيوية، وهي مكون ذو وزن جزئي مكرر يتشكل من وحدات جزئية مكررة، إضافة لوجود المذيبات التي تحول النسيج لسائل يمكن رشه، وتتبخر جميع هذه المكونات فور رش المادة على السطح ليعود المكون نسيجاً خالصاً.

يقول مخترع هذه التنقية إنه يمكنه، من خلالها، تغيير نسيج القماش وفقًا لنوعية الألياف، سواء كانت اصطناعية أو طبيعية، منها: القطن والكتان والبوليستر أو النايلون، وحتى تلك المواد المعاد تدويرها.

ويوفر هذا النوع من الألبسة، التي يتم ارتداؤها من خلال الرش، الكثير من الوقت على مصممي الأزياء، خاصة في ما يتعلق بأخذ القياسات، وقص الأقمشة، وإضافة المواد إليها.

وبالعودة للعرض، فقد استمرت حديد بالوقوف على المسرح الخاص به لمدة ثماني دقائق استغرقتها صناعة هذا الفستان، وبعد رشه وتجهيزه بالشكل المطلوب قامت إحدى المصممات بإجراء بعض التعديلات الطفيفة عليه كثني الكمين فوق الكتفين ليصبح الفستان مكشوف الكتفين، إضافة لقص جزء من الجانب السفلي ليكون بفتحة جانبية.

وقد تشكل هذه التقنية نهضة كبرى في عالم الأزياء، إذ إنها لا تتوقف على صناعتها، لكن بات بالإمكان إصلاح الأجزاء التالفة خلال دقائق قليلة، وبأسرع الطرق وأسهلها.