بعد أن تقدم مئات الأشخاص من جميع أنحاء العالم، للحصول على إحدى الوظائف الخاصة بإدارة أبعد مكتب بريد بالعالم يقع في القارة القطبية الجنوبية، وقع الاختيار أخيراً على فريقٍ من النساء لتولي هذه المهمة، إذ سيعشن على جزيرة بمساحة 1.7 فدان، لمدة خمسة أشهر من نوفمبر إلى مارس، ومن دون إنترنت.

ومن بين عضوات هذا الفريق النسائي، تم اختيار العروس البريطانية، آلان كوربيت، التي يبدو أنها ستقضي شهر عسلها وحدها بعيداً عن زوجها وعائلتها، التي تقطن في مقاطعة هامبشاير الإنجليزية. ويبعد المكتب البريدي عنها 14 ألف كيلومتر، إذ تزوجت في يونيو 2022، أي قبل 4 أشهر فقط.

كوربيت كانت أكدت، في حديثٍ صحافيٍ لها، أنها حينما تقدمت لهذه الوظيفة، التي تقتضي بقاءها على الجزيرة، لم تكن تتوقع أن تحصل عليها، وأن تكون إحدى العضوات العاملان في هذا البريد.

وأضافت العروس البريطانية أن هذه الرحلة ستكون بالنسبة لها بمثابة "شهر عسل انفرادي"، وأنها ستتولى مع بقية الفريق النسائي المكون من أربع نساء، مسؤولية قاعدة بورت لوكروي التاريخية، التي يوجد فيها هذا البريد.

وبحسب صحيفة "تيليغراف" البريطانية، فإن كوربيت ستتولى إدارة محل لبيع الهدايا، بينما ستتولى زميلتها كلير بالانتاين إدارة أبعد مكتب بريد عام في العالم، إذ ستتعامل الأخيرة مع 80 ألف بطاقة بريدية قطبية، في حين ستراقب مايري هيلتون بطاريق جنتو وعدّها. أما لوسي بروزون، فستراقب الفريق وزيارات السفن السياحية في الخليج.

ولفهم طبيعة العمل ومساعدتهن في البداية، ستنضم إليهن في أول عشرة أسابيع، فيكي إنجليس، وهي إحدى الموظفات المخضرمات في بورت لوكروي.

وعن سبب اختيار فريقٍ نسائيٍ بالكامل لهذه المهمة، قالت هيئة تراث القطب الجنوبي في المملكة المتحدة، والتي تدير تلك القاعدة، إنها لم تتعمد ذلك، فقد جاءت بمحض الصدفة، حيث تألقت النساء الأربع أثناء تقديم الطلبات.

ومن الأمور التي سيكون على هذه النساء الأربع تحملها هو عدم التواصل مع عائلاتهن، إذ لن تتاح لكل واحدة منهن إلا 10 دقائق من المكالمات الهاتفية عبر الأقمار الاصطناعية أسبوعياً، وإرسال رسائل البريد الإلكتروني النصية فقط.

إقرأ أيضاً:  تخلصي من أعراض القلق.. بهذه الخطوات
 

ويطلق على مكتب البريد الأبعد في العالم اسم "مكتب بريد البطاريق"، ويقع في جزيرة غوديير المملوكة لبريطانيا، وهي جزيرة بمساحة ملعب كرة قدم، وتسكنها مئات من طيور البطريق، ويرجع بناؤه إلى ما قبل 80 عاماً تقريباً.

ويسافر نحو 18 ألف سائح، نصفهم تقريباً من الولايات المتحدة، إلى هذه القاعدة كل موسم، على متن السفن السياحية واليخوت، رغبةً منهم في الاستمتاع بالمناظر الطبيعية، والتعرف على تاريخ المنطقة.