يحتفي العالم، في الخامس من أكتوبر كل عام، بيوم المعلم؛ تقديراً وتبجيلاً لما يقدم للأجيال من علم وفكر وتربية، وبهذه المناسبة تقول الدكتورة نعيمة قاسم، المستشارة التربوية لـ"زهرة الخليج": "يأتي يوم المعلم العالمي هذا العام في ظل ظروف استثنائية، ليثبت للعالم أجمع أن المعلم هو أيقونة خالدة لا يمكن أن تلغيها التكنولوجيا مهما تقدمت في معطياتها اليومية، وليظل بيت الشعر الخالد: (قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا) تردده الألسن وتهتف به الحناجر، كيف لا وقد اجتمع العالم في السنوات الماضية منذ بدء فيروس كورونا المستجد؛ ليبحث بين صفحات الكتب عن علاج لفيروس حير العالم في كينونته؟! فمن يا ترى يقوم بهذا؟ أليس هم تلاميذ المعلم من طبيب وعالم وممرض؟

وتتابع: "ثم شهدنا العام الماضي حدثاً مبهراً في دولة اللامستحيل، حينما أصبحت الإمارات قبلة العالم بإطلاق (إكسبو 2020 دبي)، فمن صمم، ومن فكر، ومن أنجز، ومن عرض؟ أليسوا تلاميذ المعلم ممن تخصصوا في هذا المجالات؟ ثم نعرج على التعلم عن بعد، وما أدخلته الأجهزة الذكية من تقنيات في هذا المجال، وظن البعض أن المعلم قريباً مهنته إلى زوال، وأن التكنولوجيا ستحل محله!! لكن لو فكرنا لثوانٍ معدودة، من اخترع هذه الأجهزة؟ أليس العقل البشري، الذي تغذى بالعلم، وتسلح بثوابته؟ ثم من الذي يزود الجهاز بالمادة العلمية؟ أليس المعلم؟".

بذور المستقبل

وتلفت النظر إلى أن المعلم هو ذلك الإنسان الذي يقضي عمره بين الدفاتر والأوراق، وبين تلاميذ هم بذور مستقبل أوطانهم، لنقول بفخر واعتزاز إن منابر العلم ومشاعله يقودها المعلمون الأوفياء المخلصون لمهنتهم، التي تعد رسالة الأنبياء، ولأن العلم هو أغلى المكاسب وأعلى المطالب، وأرفع المواهب، فهو الذي ينتفع به في الدنيا والآخرة، وكفى أهله شرفًا أن يرفع قدرهم عند الله (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، وسيظل المعلم هو الحارس الأمين لبوابة التعليم المطلة على المستقبل.

صناع التغيير

وسيظل المعلمون، بحسب قاسم، هم صناع المستقبل، وصناع التغيير الحقيقي في حياة الأجيال والأمم، لأغلى مورد تراهن عليه الدول، وهو الإنسان الذي يعد القوة البشرية القادرة على الإبداع والابتكار والإنجاز ومواصلة التقدم الحضاري، وتحقيق الغايات والأحلام والأمنيات العظمى كالوصول للمريخ، واكتشاف الأدوية الشافية، والأجهزة الميسرة.

قيم سامية

وتختتم الدكتورة نعيمة قاسم، قائلة: "اليوم في يومهم العالمي، ترفع لهم القبعة، وليس هناك أثمن من كلمات رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (بُعثت معلماً)، والقائد الحقيقي المسؤول عن رعيته لا يكون قائداً إلا إذا كان معلماً، والأم التي صاحبت أبناءها عن بعد في السنوات الماضية، خلال (الجائحة)، أعظم وأحن معلمة، ونتذكر بفخر واعتزاز كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في قوله: (نقدر عطاءهم ورسالتهم السامیة، ودورهم في صنع التقدم، وغرس القیم النبيلة في نفوس أبنائنا)".

بوصلة المستقبل

وتتابع الدكتورة نعيمة قاسم، قائلة: "سنظل مؤمنين بأن المعلمين هم بوصلة المستقبل لأجيال الخمسين المقبلة، فرفقاؤهم يحملون مصابيح النور لمحو ظلام الجهل بتفانٍ كبير عبر رسالتهم النبيلة، ومهنتهم الشريفة، فهم دعامة ممكنة لاستراتيجية دولة تحترم العلم وتعزز كيانه بمبادرات لا نهاية لها، وإحضار تكنولوجيا التعليم من كافة أنحاء العالم؛ ليكون المعلم والمتعلم في أمان.. شكراً لكل معلم يدرك رسالته، ولا يتوقف عن مواصلة تحقيقها بشرف المهنة وسموها".