نظمت الأمانة العامة لجائزة خليفة التربوية، في مقرها بأبوظبي، جلسة حوارية بعنوان "شكراً معلمي"، بحضور معالي المهندس حسين بن إبراهيم الحمادي، ومحمد سالم الظاهري عضو مجلس أمناء جائزة خليفة التربوية، وأمل العفيفي الأمين العام للجائزة، وتحدث في الجلسة كل من: الدكتورة مي ليث الطائي مدير كلية الإمارات للتطوير التربوي، والدكتور شوقي خرباش المدير التنفيذي لكليات التقنية العليا بالعين، والدكتورة عائشة اليماحي مستشار في شركة "ألف" للتعليم، وأدارها الدكتور خالد العبري عضو اللجنة التنفيذية لجائزة خليفة التربوية، بحضور عدد من القيادات التربوية، والأكاديمية.

تقدير للمعلمين

في بداية الجلسة، ألقت أمل العفيفي كلمة، قالت فيها: "يسعدنا أن نلتقي، اليوم، في رحاب جائزة خليفة التربوية، حيث ننظم هذه الجلسة الحوارية بعنوان (شكراً معلمي)، وذلك للاحتفاء باليوم العالمي للمعلم الذي يصادف الخامس من أكتوبر كل عام، كما نعتز بهذه المناسبة التي نسلط فيها الضوء على ما يحظى به المعلم من رعاية واهتمام من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هذه الرعاية التي هيأت للمعلم مكانة مرموقة في المجتمع، وعززت رسالته ودوره في بناء الأجيال".

وأضافت: "أن دور المعلم يعتبر من الركائز الأساسية في بناء الأمم، وهو دور مقدر من قبل مختلف فئات المجتمع في وطننا الغالي، حيث يحظى المعلم والمعلمة بكل احترام وتقدير لجهودهما البارزة في التربية والتعليم ونشر نور المعرفة وترسيخ منظومة القيم وبناء الشخصية الطلابية في جميع المراحل الدراسية، ولقد أولت جائزة خليفة التربوية المعلم اهتماماً منذ انطلاق مسيرتها عام 2007، وحرصت في جميع دوراتها على نشر ثقافة التميز، وتحفيز المعلمين على الإبداع والابتكار والريادة، وإطلاق البرامج والمبادرات والمشاريع، التي تنهض بمنظومة التعليم.. محلياً وعربياً ودولياً".

وفي الختام، قالت العفيفي: "نتوجه بالتهنئة والتقدير إلى جموع المعلمين والمعلمات في وطننا الغالي، وفي مختلف أنحاء العالم، شاكرين لهم ما يقومون به من رسالة سامية، وما يقدمونه من عطاء في خدمة العلم والمعرفة، ونقول لهم بكل فخر: (شكراً معلمي)".

وعلى هامش الفعاليات، قدم محمد سالم الظاهري، وأمل العفيفي، درع الجائزة إلى معالي حسين الحمادي، تقديراً لجهوده في دعم مسيرة الجائزة، خلال توليه عضوية مجلس أمنائها.

التعليم المبكر

وأكد معالي المهندس حسين الحمادي أهمية الدور والرسالة اللذين تنهض بهما جائزة خليفة التربوية، منذ انطلاق مسيرتها في عام 2007، وحفزها وتشجيعها للعاملين في الميدان على التميز وإطلاق المشاريع والمبادرات، التي تعزز نهضة التعليم محلياً وعربياً، بالإضافة إلى دور الجائزة في الاهتمام بقطاع الطفولة المبكرة وإطلاقها ولأول مرة - على مستوى العالم - مجال جائزة خليفة العالمية للتعليم المبكر، الذي يستهدف إثراء البيئة التعليمية والتربوية والاجتماعية لهذه الفئة الحيوية، وفتح آفاق الإبداع والابتكار أمامها، مشيداً معاليه بأداء الجائزة، كإحدى أهم الجوائز التربوية المتخصصة على مستوى الدولة والوطن العربي والعالم.

استراتيجيات مبتكرة

وتحدثت الدكتورة مي الطائي عن محور دور الكلية في إعداد معلمي المستقبل، فقالت: "نحن في كلية الإمارات للتطوير التربوي، وضعنا نصب أعيننا الخطة المئوية 2071 لدولة الإمارات، التي وضعتها قيادتنا الرشيدة، بحيث يتمحور تركيزنا حول (التعليم للمستقبل)، وفي إطار هذا المحور كرسنا جهودنا على وضع آليات وبرامج تهدف إلى تعزيز البيئة التعليمية بكادر تعليمي مبني على أحدث الاستراتيجيات المبتكرة في مجال التعليم، وفق برامج تركز على تمكين المعلم وصقل مهاراته وتزويده بأحدث الممارسات المبتكرة في كيفية إيصال المعلومة للطالب مبنية على أحدث التجارب العالمية، ومستخلصة من شراكات استراتيجية مع مؤسسات عالمية مرموقة".

تطويع التكنولوجيا

وخلال الجلسة، قال الدكتور شوقي خرباش: "أصبح للمعلم دور فاعل في تطويع التكنولوجيا؛ لتحقيق الأهداف التربوية، وتعزيز أساليب التعليم والتعلم، من خلال الممكنات التكنولوجية والرقمية من منصات التعلم الذكي والبرامج والتطبيقات الذكية وصناعة وإدارة المحتوى التعليمي الرقمي، الذي يقدم في بيئة التعليم الواقعي المعزز أو الافتراضي".

وأضاف: "أن تعزيز كفاءة التعليم والتعلم الرقمي يتطلب من المعلم العمل المستمر في تطوير مهاراته بصناعة المحتوى التعليمي الرقمي، وتطبيق أفضل الممارسات في التعليم التفاعلي التشاركي مع الطلبة؛ لتمكينهم من الاندماج الفعال في عملية التعلم، سواء في بيئة التعليم الواقعي المعزز أو الافتراضي، وبالإضافة إلى ذلك أصبح من واجبات المعلم المهمة العمل على تطوير أدوات جديدة مبتكرة لمتابعة وتقييم أداء الطلبة، والتأكد من تحقيق المستهدفات التربوية، خلال تجربة الطالب في المراحل المختلفة".

المرأة الإماراتية

وتطرقت الدكتورة عائشة اليماحي إلى الحديث عن محور يتعلق بدور المرأة الإماراتية، وإسهامها في مسيرة التعليم، كمعلمة وإدارية وقائدة تربوية، وأم ترعى أبناءها دراسياً، وتضعهم على دروب التميز، قائلة: "اسمحوا لي بأن استغل هذه الفرصة لإلقاء الضوء على ما حققته المرأة الإماراتية في مسيرة التعليم، فقد ضربت ابنة الإمارات أروع الأمثلة في العمل من أجل الوطن؛ لتصبح شريكاً أساسياً في بناء الدولة ونهضتها، متسلحة بدعم غير محدود من جانب القيادة الرشيدة، التي عملت على تنمية رأس المال البشري كعامل حاسم في تعزيز تنافسية الأمم، ومكون رئيسي من مكونات اقتصاد المستقبل. ومن هنا، كان الحرص على أن تنال المرأة حقها في التعليم".

الوعي المجتمعي

وقالت الدكتورة عائشة اليماحي: "يعكس واقع تعليم المرأة في دولة الإمارات حالياً تفوقاً واضحاً للمرأة على الرجل في الاهتمام بالتعليم والسعي لتحصيله، ما نتجت عنه زيادة أعداد النساء الإماراتيات في مؤسسات التعليم العام والعالي، مقابل أعداد الطلاب الرجال. واليوم، تشغل النساء الإماراتيات 40% من إجمالي الوظائف في قطاع التعليم، ما يعكس تطور الوعي المجتمعي في ما يتعلق بتعليم وعمل المرأة، وارتفاع نسب الكفاءات النسائية المواطنة بوزارة التربية والتعليم في مجالات التعليم والإدارة في كافة مدارس وجامعات الدولة، وبفضل الفرص التعليمية الواسعة المتاحة أمامها، أبدت المرأة الإماراتية اهتماماً كبيراً بتخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في التعليم العالي، حيث تشير الأرقام بوضوح إلى تركيز المرأة على هذه التخصصات، إذ يعتبر ثلثا مجموع خريجي الجامعات في الإمارات من النساء، و77% منهن يحملن شهادات في علوم الحاسوب، و44% في الهندسة. كما أن نحو نصف الخريجات الجامعيات، اليوم، تخصصن في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات".

وأوضحت أنه بحسب الإحصاءات المنشورة، فإن 95% من الإماراتيات الحاصلات على شهادة "الثانوية" يلتحقن بالتعليم العالي، مقارنة مع 80% من الذكور، وتشكل النساء ما يقارب ثلثي عدد الطلبة، الذين يتابعون دراستهم في جامعات حكومية، ونصف عدد من يتابعون دراستهم في مؤسسات ما بعد التعليم الثانوي الخاصة، كما تسجل 77% من النساء الإماراتيات في التعليم العالي بعد التعليم الثانوي، ويشكلن ما يصل إلى 70% من خريجي الجامعات، حيث تشكل المرأة نحو 70% من خريجي الجامعات في الدولة.