الاضطرابات الهرمونية هي من أبرز المشكلات الصحية التي تعانيها المرأة عند التقدم في العمر، حيث تؤثر هذه الاضطرابات بشكل سلبي على أسلوب حياتها وتُسبب العديد من المشاكل والأعراض الصحية التي يمكن الحد من آثارها بإتباع برنامج «أفيف» الطبي باستخدام تقنية الأكسجين عالي الضغط. وهو ما نتعرف إليه في حوارنا التالي مع الدكتورة مزين جنزرلي، التي تتمتع بخبرة واسعة بمجال الأمراض والاضطرابات النسائية النفسية، والرعاية الصحية والطبية لكبار السن، والحاصلة على درجة الدكتوراه في طب الأسرة، ودرجة الماجستير في علم الأوبئة والبحوث السريرية:

• ما أسباب وأعراض الاضطرابات الهرمونية، وتأثيرها في نمط الحياة عند النساء؟

- تحصل التغيرات الهرمونية عند النساء - بشكل خاص - عند انقطاع الدورة الشهرية، وأكثر الأعراض شيوعاً، التي تحدث في هذه الفترة، هي: «الهبات الساخنة»، واضطرابات النوم، والاكتئاب، وتقلّب المزاج. وبالنسبة للأعراض الأخرى - التي نسمع عنها، مثل: آلام المفاصل، والتغيرات المعرفية والسلوكية، وتضاؤل الذاكرة والتركيز - لم تستطع الدراسات إثبات ارتباطها بانقطاع الدورة الشهرية.

فحص شامل ودقيق

• ما المساهمة التي يقدمها برنامج «أفيف»؛ للحد من هذه الأعراض؟

- تزورنا نساء عديدات وأكثريتهن بلغن سن اليأس، ويمكن أن يربطن مشاكل الذاكرة والتركيز بهذا الأمر، وما نقوم به هو إجراء تقييمٍ متكامل للمنظومة البيولوجية لإنشاء ملف صحي، وفي الوقت نفسه للدخول في تفاصيل الوظائف الذهنية والمعرفية والسلوكية، وتفاصيل الذاكرة، وتحققنا من أنها لم تعد كالسابق، وأي نوع ذاكرة أقل من العادية، أو غير دقيقة، وغالباً تكون الشيخوخة السبب الرئيسي. فالشيخوخة تبدأ تقريباً من عمر الثلاثين، فتتضاءل الوظائف الإدراكية رويداً رويداً مع الوقت، كالوظائف المرتبطة باتخاذ القرارات، وإيجاد حلول جديدة؛ مع أن وظائف معينة تزيد مع الوقت بسبب الخبرة والحكمة. كما أننا نجري صورة رنين مغناطيسي للرأس؛ لنتحقق من كل هذه التفاصيل. وهنا، نفسر للمريضات أننا نستطيع ربط ذلك بتداعيات الشيخوخة، وأنها تحصل مع المرأة والرجل. لهذا نعالج أعراض الشيخوخة الطبيعية بالأكسجين العالي الضغط، وبعده يشعر الشخص بأنه أقوى وأذكى، وأكثر حيوية وانتعاشاً، وعلى أهبة الاستعداد لتقديم أفضل ما لديه في كل جوانب الحياة.

• ماذا يعني العلاج بالأكسجين العالي الضغط؟

- يقدم برنامج أفيف  الطبي أسلوباً متفرّداً للعلاج بالأكسجين «Hyperbaric Oxygen Therapy» العالي الضغط ، وهو برنامج حاصل على براءة اختراع، ويشمل التدريب المعرفي والبدني، ونظاماً شخصياً للتغذية، يرتكز - في جوهره - على أدوات متقدمة لتحليل البيانات. وهو بروتوكول يستمر لمدة 3 أشهر، 5 أيام في الأسبوع، وخلاله يأتي الشخص كل يوم، ويجلس في جناح الضغط المغلق، داخل غرفة مخصصة للعلاج « «The Suite»، وهناك يجلس المرضى على كراسي مريحة لمدة ساعتين، ويضعون قناعاً على وجوههم يمنحهم دفقاً من الأوكسجين، يستنشقونه كأنهم في الخارج يتنفسون الهواء العادي، لمدة 20 دقيقة، ويرفعون القناع لخمس دقائق، ثم يتابعون لمدة 20 دقيقة، ويكررون الأمر 3 مرات. وما يحصل خلال الدقائق الخمس، هو أن جسمنا يقوم بتحليل أنه كان لديّ 100% أوكسجين، وفجأة هبط إلى المستوى الطبيعي أي 21%، فيشعر جسمنا بذلك، وتتكون لدينا خلايا جذعية جديدة، أي يحصل تحفيز لتوليد خلايا جذعية جديدة، فعندما تتولد لدينا خلايا جذعية جديدة لمدة 3 أشهر، تنتشر في الجسم، وتعالج ما يجب تصحيحه فيه، هذا بكل بساطة. وتصل إلى الدماغ، وتصبح لدينا أوعية دموية جديدة؛ لأنه من المعروف أن الخلايا الجذعية تتحول إلى خلايا معينة في الجسم: خلايا قلب، خلايا كلى أو دماغ أو شرايين. إذن، هذه الخلايا الجذعية الجديدة تتغير إلى خلايا معينة، يحتاج إليها الجسم.

بروتوكول العلاج

• كيف يتم تركيز الخلايا الجذعية الجديدة في المناطق التي يحتاج إليها المريض؟

- لنفترض وجود مريض لديه مشكلة في الذاكرة، وبدأ معه الزهايمر. هنا، نركز على الذاكرة والتركيز، ونقدم له في جناح الأكسجين جهازاً لوحياً، يتضمن ألعاباً مركزة على وظيفة الذاكرة، فبينما يتمرن مع أخذه للأكسجين يصبح هناك ضغط أكثر؛ ليتوجه الأكسجين إلى الأماكن المسؤولة عن الذاكرة؛ لأن المريض يحرّك هذه الأماكن في دماغه، ما يُحدث تحسناً في هذه النواحي. وبروتوكولنا يقوم على تقديم تمارين إدراكية وجسدية، بالإضافة إلى العلاج بالأكسجين العالي الضغط؛ لأنه علاج شامل، وهذه التمارين التي يقوم بها للدماغ على مدى 3 أشهر تحسّن وضعه، وهذا ما يوضحه التقييم والتحليل الذي نقوم به قبل وبعد، ونراه بالأرقام والمقارنة بين قبل وبعد. كما نقوم بفحص «DNA»؛ لمعرفة التاريخ الجيني للمريض، ومساعدته في العلاج.

إقرأ أيضاً:  يوم القلب العالمي.. ما الفرق بين أعراض النوبة القلبية والإنفلونزا؟
 

• هل تجب صيانة بروتوكول العلاج الأول؟

- يجب أن نستوعب أننا نشيخ كل يوم، والعلاج لن يوقف الشيخوخة، وإذا أكمل المريض البروتوكول المتبع لدينا، باتباعه نظام التغذية والتمارين الرياضية، فيستطيع المحافظة على النتيجة لفترة أطول. كما أن هناك برنامج صيانة، يستطيع المريض خلاله أن يتلقى العلاج مرة أو مرتين في الأسبوع لفترة معينة؛ للمحافظة على هذه النتيجة، أو يستطيع إعادته بالكامل بعد مضي سنة على الأقل على البروتوكول الأول؛ للاستفادة القصوى.

• هل هناك أعراض جانبية محتملة لهذا البروتوكول؟

- البروتوكول العلاجي آمن والأعراض الجانبية نسبتها ضئيلة جداً، لكننا نشير إليها فقط للشفافية. ومثل أي علاج في العالم من الممكن أن يسبب أعراضاً جانبية احتمالية، نتحدث عنها في الاجتماع الأول مع المريض. وبالطبع، نقوم بتقييم دقيق؛ للتأكد من عدم وجود أي عائق يمنع دخول الأكسجين.