أعلنت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة عن اختتام المرحلة الأولى من المرحلة التجريبية لبرنامج التربية الإيجابية في حياة الوالدين اليومية، بالشراكة مع هيئة الرعاية الأسرية، وهو برنامج معتمد عالمياً، تم تطويره من قبل مؤسسة «Positive Discipline in Everyday Life» في كندا، بالتعاون مع هيئة إنقاذ الأطفال، من خلال تدريب 18 متخصصاً من العاملين في 8 جهات شريكة للهيئة، لتقديم البرنامج لأولياء الأمور. وتضمنت هذه الجهات: مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ودار زايد للرعاية الأسرية، ومدينة الشيخ خليفة الطبية، وإن أم سي للرعاية الصحية (NMC)، ومؤسسة الإمارات للتعليم، وأكاديمية جيمس الأمريكية - مدينة خليفة، وأكاديمية جيمس العالمية، وحضانة الصقر البريطانية.

الحب والاحترام

قالت سعادة سناء سهيل، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة: "يعد البرنامج إحدى الركائز الأساسية، ضمن استراتيجية هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة للتدخل المبكر، لدعم مسيرة التنمية الشاملة للأطفال الصغار في إمارة أبوظبي، ودليلاً عملياً على التزامنا الراسخ بتنفيذ برامج تكاملية ومتسقة، لتعزيز نمو وازدهار جميع الأطفال الصغار، من خلال التركيز على عدة محاور، يأتي على رأسها التوعية بأهمية التربية الوالدية الإيجابية في مرحلة الطفولة المبكرة، ودورها في تأسيس شخصية الطفل. ويهدف البرنامج إلى رفع مستوى معرفة الوالدين بأهم الممارسات والسلوكيات التي تعزز جودة التربية والرعاية، التي يحصل عليها الأطفال من الأسرة والمجتمع، من خلال تصحيح الاعتقادات والمفاهيم التربوية الخاطئة السائدة، وتمكينهم وتزويدهم بالمعارف ومهارات التعامل لتعزيز سلوكيات التواصل الإيجابي مع الأطفال القائمة على الحب والاحترام والاهتمام دون اللجوء إلى أساليب العنف، مع مراعاة احتياجات الطفل الشخصية بصورة مستمرة".

التربية الإيجابية

من جانبها، قالت سعادة الدكتورة بشرى عبدالله الملا، مدير عام هيئة الرعاية الأسرية: "نسعى، من خلال تضافر الجهود، وبفضل شراكتنا الاستراتيجية مع هيئة الطفولة المبكرة، لتقديم البرامج والمبادرات التي من شأنها تمكين أولياء الأمور وتوعيتهم، حيث يأتي برنامج التربية الإيجابية تأكيداً على أهمية علاقة أولياء الأمور مع أولادهم، وكيفية خلق ثقافة التربية الإيجابية لتأثيرها الكبير على تطور الأبناء من نواحٍ مختلفة، منها: النفسية والتربوية، ونأمل أن يحقق هذا البرنامج أثراً في تربية الأبناء بطريقة إيجابية، وفي كيفية رفع مستوى مهارات حياة الوالدين اليومية، وأن يسهم في تحقيق مستقبل مستدام ومزدهر لكافة أفراد المجتمع في إمارة أبوظبي".

وأضافت: "أن رفع جودة حياة الأسر وأفرادها من المواطنين والمقيمين، هو من صميم الأهداف التي تأسست من أجلها هيئة الرعاية الأسرية، حيث نسعى من خلال تقديم خدمات متخصصة ومركزية لهم، وفقاً للسياسات والتشريعات والأنظمة المعتمدة في الإمارة، إلى الرعاية الأسرية التي تعد لبنة المجتمع المتماسك، ووصولاً إلى بناء مجتمع سليم يسوده الرخاء والاستقرار من خلال منظومة إدارة الحالة المتكاملة لتقديم خدمات اجتماعية ذات جودة، لضمان جودة حياة جميع أفراد الأسرة".

ويسعى البرنامج إلى تحديد ومعالجة الأسباب المباشرة للتحديات التي تواجه الوالدين أثناء تربية أطفالهما، والتي تتركز في معرفة الوالدين المحدودة بمهارات وأساسيات تنمية الطفل، وقلة الوعي بقيم وممارسات التربية الإيجابية، إلى جانب الافتقار إلى المراجع الموثوقة للمعرفة والممارسات الوالدية الجيدة. كما يهدف البرنامج إلى زيادة مشاركة الوالدين في تعليم أطفالهما وتنمية مهاراتهم، فضلاً عن تعزيز السلوكيات الإيجابية في التربية وحل النزاعات داخل الأسرة.

أولياء الأمور

كما ترتكز مكونات البرنامج على ممارسة التربية الإيجابية، من خلال تحديد أهداف طويلة الأجل لتربية الأطفال، وتوفير الحنان لهم، وفهم كيف يفكر الأطفال ويشعرون، فضلاً عن حل المشاكل. وخضعت جميع مكونات البرنامج والمواد التدريبية للمراجعة والمواءمة مع الأطر الاجتماعية والثقافية والقانونية لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث عملت الهيئة مع مؤسسة «Positive Discipline in Everyday Life» على تطوير أول نسخة إماراتية من كتاب الوالدين، والذي يعد بمثابة دليل إرشادي لأولياء أمور الأطفال من جميع الأعمار.

وأشارت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة إلى أن هذا البرنامج يعتبر أول برنامج والدية قائم على الأدلة، يتم تنفيذه في أبوظبي بطريقة منهجية عبر قطاعات متعددة، ومتوائم مع الثقافة المحلية. وتستند النسخة الحالية من البرنامج على أكثر من 20 عاماً من البحوث في مبادئ حقوق الطفل، والتنمية الصحية للأطفال، والتربية الفعالة، حيث تم تنفيذه في أكثر من 30 دولة ذات دخل منخفض ومتوسط ومرتفع، وأظهر فاعليته من خلال تقليل تصورات وسلوكيات الآباء عندما يتعلق الأمر بممارسات تربية أطفالهم.

ويعكف شركاء البرنامج على تنفيذ المرحلة الثانية من البرنامج التجريبي في أبوظبي. ويمكن لأولياء الأمور المهتمين بالبرنامج الوصول إلى معلومات أكثر، من خلال متابعة الحسابات الرسمية للهيئة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

إقرأ أيضاً:  كيف تكونين في مزاج جيد أثناء العمل؟
 

تقييم البرنامج

كما أكدت الهيئة أنها ستعمل، بالتعاون والتنسيق مع هيئة الرعاية الأسرية، على تقييم أثر البرنامج بعد استكمال المرحلة الثانية من التدريب بالشراكة مع جامعة مانيتوبا في كندا، لقياس تأثيره على سلوك ووعي الوالدين المشاركين بالموضوعات التي يطرحها، ومدى تلبية المادة التدريبية لاحتياجات المشاركين، والتعرف كذلك على آرائهم وتجاربهم والاستفادة منها في تطوير وتنفيذ المراحل القادمة من البرنامج.

وبالإضافة إلى تنفيذ المرحلة التجريبية لبرنامج التربية الإيجابية في حياة الوالدين اليومية في أبوظبي، دخلت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة في شراكة مع جامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة زايد، وكلية الإمارات للتطوير التربوي، لتطوير برنامج والدية خاص بأبوظبي، قائم على الأدلة ويتناسب مع ثقافتها المحلية، ليكون مكملاً للجهود المرجوة من برنامج التربية الإيجابية، حيث سيغطي مختلف مجالات تنمية الطفولة المبكرة، من خلال تبني أساليب التدريب والمشاركة والبحث المبتكرة. ويُتوقع الانتهاء من تصميم هذا البرنامج في غضون 18-24 شهراً، وسيتم تعميمه على مختلف القطاعات المعنية بالطفولة المبكرة، من خلال إطلاقه بشكل تجريبي، واختبار المواد والمحتوى المخصص للبرنامج.