تتنوع الطرق، وتختلف الأساليب التي يسعى لها الكثيرون لإنقاص وزنهم، منها ما يعتمد على الحميات الغذائية بمختلف أشكالها، ومنها ما هو أشد قسوة وصعوبة، إذ يلجأ كثيرون لربط الفم والفكين، ظناً منهم أنها أفضل الطرق للحصول على وزن مثالي بفترة زمنية قصيرة، فهل هذه الطريقة آمنة ومفيدة فعلاً؟
 
 تشير أخصائية التغذية العلاجية، راما ناصر، في بداية حديثها لـ"زهرة الخليج"، إلى تاريخ هذه العملية التي أجريت لأول مرة عام 1977، وهي علاج قاسٍ تستخدم فيه نفس الأجهزة التي تعالج بها كسور الفك، ويتم من خلالها ربط أسنان الفكين العلوي والسفلي معاً، وترك مسافة لتناول الطعام السائل فقط. 
 
 تقول راما ناصر: "رغم أن هذه العملية أثبت أن عدداً كبيراً من الأشخاص الذين قاموا بها فقدوا أوزاناً كبيرة قدرت بالعموم بـ25 كغم خلال فترة ستة أشهر، فإن مخاطر هذه العملية قد تكون أكبر بكثير من فوائدها"، وبسبب هذه المخاطر لا تفضل أخصائية التغذية التوجه لعملية ربط الفكين، وتبين عدداً من المخاطر التي قد يتعرض لها الإنسان خلال ربط فكيه، من أبرزها أنه لا يمكن للشخص أن يتقيأ، وغالباً ما يرتد القيء للداخل باتجاه الرئة، ما قد يسبب له الاختناق، أو الالتهاب والرشف الرئوي، وفي حالات أخرى قد يؤدي إلى الموت فعلاً.
 

 

 وتكمل راما ناصر أن ربط الفكين في الأغلب يؤدي كذلك إلى نتائج سلبية على المدى الطويل من أبرزها تغيرات في شكل وحركة الفكين، وتلون الأسنان، وقد تنتج عنها كذلك صعوبة في الكلام ترافق الإنسان لفترات طويلة.
 
 وتبين أن العديد من التجارب التي أجريت حول العالم بينت أن 70% من الأشخاص الذين قرروا إجراء هذه العملية استعادوا وزنهم السابق أو الكثير منه بعد فترة زمنية من انتهاء مدة ربط الفكين، فيما استطاع آخرون تناول الشوكولاتة الذائبة والمشروبات الغازية، مذكرة بدراسة أجرتها "مايوكلينك"، وثبت من خلالها أن ربط الفكين قد يكون سبباً رئيساً لتفاقم مرض السمنة.
 
 وتشرح راما الأمر، قائلة إن الذين يختارون هذه الطريقة يخضعون لنظام صارم جداً، ولا تتجاوز السعرات الحرارية التي يمدون جسمهم بها 1200 سعرة حرارية، مما يؤدي لتجويع الجسم الذي يعد أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض اضطراب الطعام.
 
 وتضيف راما أن طريقة ربط الفكين تبسط مشكلة السمنة بشكل خاطئ، وتفترض أن الطعام هو وحدة المسؤول عن الوزن الزائد دون النظر للعوامل الأخرى، مثل: تحسين علاقة الشخص بالطعام، وزيادة الوعي الغذائي، بحيث يمكنك غالباً تناول ما تريد، لكن حسب أوقات وكميات محددة.
 
 وتنصح بعدم الذهاب إلى عمليات تغير من واقع الإنسان وطبيعته، والتي قد يكون ضررها أكبر بكثير من الفوائد التي قد يجنيها الإنسان منها، فحركة الفم هي الأمر الطبيعي لكل إنسان، ولا تجوز عرقلتها أو إيقافها لأي سبب كان.

إقرأ أيضاً: هل تتبعين حمية "الصيام المتقطع"؟.. تجنبي هذه المشروبات