يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات الداخلية شيوعاً بين النساء في جميع أنحاء العالم. ومثل العديد من الأمراض الأخرى، يمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي من خلال النظام الغذائي، وعادات الحياة الصحيّة، مثل: ممارسة الرياضة بانتظام، واتّباع نظام غذائيّ يركّز على النبات والألياف الغذائيّة. وهنا، توضح الدكتورة سلام صغير، أخصائية التغذية العلاجية بمدينة برجيل الطبية، أهمية تناول الغذاء الصحي للوقاية من سرطان الثدي.
 

  • الدكتورة سلام صغير

 تقول أخصائية التغذية إن التطور الاجتماعي والاقتصادي في الشرق الأوسط، وتغيير نمط الحياة وزيادة الأمراض، أدّيا إلى ما يعرف بـ"التحوّل الوبائيّ"، إذ تغيّرت العادات الغذائية من خلال تحول كبير من النظام الغذائي الصحي التقليدي الأصلي، الذي كان يعتمد على دقيق القمح الكامل والأسماك والحليب والتمر، نحو نظام غذائي غنيّ بالسعرات الحرارية واللحوم المشبعة والكربوهيدرات المكرّرة. وتلفت الأخصائية، سلام صغير، إلى أنه قد يؤدي هذا التغير في العادات الغذائيّة، بالتوازي مع النشاط البدنيّ المنخفض، إلى المساهمة في زيادة عدد حالات سرطان الثدي في بعض المناطق حول العالم، مؤكدة أن النظام الغذائي يلعب دوراً مهماً في نشأة الأمراض المزمنة المتعدّدة والوقاية منها، مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان. 
 
 كيف يحمي الغذاء من خطر الإصابة بسرطان الثدي؟
 توضح الدكتورة سلام أن الأنظمة الغذائية المليئة باللحوم المصنّعة والدّهون المشبعة والأطعمة المقليّة والحلويات السكريّة، قد تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي، ويُمكن أن تسبّب الأطعمة الدهنيّة والسكّر العديد من الالتهابات في الجسم، بينما يُمكن أن تساعد الأطعمة النباتيّة على تقليلها.
 ووجدت الدراسات أن الأطعمة التي تسبّب الالتهاب، وتشكّل استجابة للتوتر في الجسم، مرتبطة بزيادة مخاطر الإصابة بالسرطان، بينما ارتبطت الأنظمة الغذائيّة، التي تحتوي على المزيد من الأطعمة والمنتجات الكاملة بانخفاض المخاطر.
 

 

 ما حمية البحر الأبيض المتوسط، وما علاقتها بالحماية من سرطان الثدي؟
 تشمل الحمية الأطعمة النباتيّة، مثل: الحبوب الكاملة والبقوليّات والخضروات والفواكه والمكسّرات والبذور والأعشاب والتوابل، بالإضافة إلى زيت الزيتون الذي يشكّل مصدرًا رئيسًا للدهون المضافة. وتركّز الحمية على السمك والمأكولات البحرية والحليب ومشتقاته والدواجن بكميّات معتدلة. أما بالنسبة للّحوم الحمراء والحلويات، فينبغي أن تكون بكميّات قليلة، لذلك هي مناسبة جداً للوقاية من التعرض لسرطان الثدي، وغيره من أنواع السرطانات.
 
 كيف أحمي نفسي من سرطان الثدي؟
 1- تناول الدهون الصحية بدلاً من المشبعة 
 تساعد الدهون الصحية على تخفيض مستويات الكوليسترول الكلِّي والبروتين الدهني المنخفض الكثافة أو الكوليسترول الضارّ، وتحدّ من التهابات الجسم، بالإضافة إلى توفير الحماية من أمراض القلب. وتعدّ المكسّرات والبذور والزيوت النباتية وزيت الزيتون والأسماك الدهنية من الدهون الصحية.
 
 2 - تناول الألياف النباتية الغذائية 
 تحتوي المنتجات الغذائية الطبيعية، مثل: الخضراوات، والفواكه والحبوب والمنتجات الغذائية الطبيعية على العديد من الموادّ المقاومة للإصابة بسرطان الثدي، مثل: مركّبات الكبريت الموجودة في الثوم والبصل، ومثبّطات الهرمونات من الفطر، ومركّبات الفلافونويد من التوت، وبعض المركّبات الموجودة في الحبوب، وغيرها.
 وتلعب الألياف دوراً كبيراً في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي، بنسبة 5% لكلّ 10 غرامات إضافية لكل يوم، إذ تساعد على إبطاء إفراغ المعدة وامتصاص السكّريات، ما يقلّل ارتفاع نسبة السكّر في الدم، وبالتالي عدم ارتفاع مستويات الأنسولين، التي يُمكن أن ترسل إشارات تُحفّز نموّ الخلايا السرطانيّة.
 
 3 - تناول الفواكه والخضروات
 تمدّ الفواكه والخضروات الجسم بالبيتا كاروتين وفيتامين "هـ"، ما يمنح الجسم حماية من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي.
 ويعتبر فيتامين "هـ" أحد مضادات الأكسدة، الذي ثبت أنّه يُقلّل بعض أورام الثدي التي تسبّبها الموادّ المسرطنة. في الإجمال، يعتبر البيتا كاروتين، وفيتامين "هـ"، من أقوى عوامل الحماية بين العديد من المكملات الغذائية.
 
 4 - عدم تعريض اللحوم والدواجن والأسماك للحرارة المرتفعة
 عند طهو اللحوم على درجات عالية، يتمّ إنتاج موادّ كيميائيّة، قد تزيد خطر الإصابة بالسرطان. وتسمّى تلك الموادّ الهيدروكربونات العطريّة المتعدّدة الحلقات والأمينات الحلقيّة غير المتجانسة.
 
 5 - تجنّب اللحوم المصنعة
 الهوت دوغ والسّجق واللحم المقدّد وجميع أنواع المعلّبات الأخرى تحتوي على النترات كمادة حافظة، وتشكّل بدورها مركّبات مسرطنة تسمّى "نيتروسامين".
 
 6 - تجنّب الأطعمة الغنيّة بالسكّر
 يحتوي الكثير من الأطعمة على السكّر الذي يعرّضك لزيادة الوزن والإصابة بالسّمنة. وتظهر الأبحاث أن السمنة تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي، وقد تسبّب تغيّرات في مستويات الهرمونات ما قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي.

إقرأ أيضاً: 6 عادات لفقدان الوزن بشكل أسرع.. هذا الخريف