لا بد أنك صادفت يوماً سائقاً غاضباً، يتصرف بعدوانية تجاه الجميع، وربما سمعت صراخه على المارة والمركبات من خلف زجاج مركبته، سواء كانت سيارة ركوب صغيرة أو متوسطة أو حتى حافلة كبيرة.

وحتماً كثيراً ما شاهدت سائقين يقودون بطريقة متهورة، معبرين بذلك عن غضبهم من الجميع، وبعضهم يطلق "زامور" (الكلاكس - بوق) المركبة بطريقة مؤذية ومزعجة، فهل وجدت يوماً تفسيراً لهذه العدوانية، التي يتمتع بها عدد كبير من السائقين، أم أنك بقيت في حيرة من أمرك، لماذا يتغير الإنسان وتتغير تصرفاته وطبيعته عندما يجلس خلف مقود السيارة؟

يشرح بيرنهارد شلاج، خبير علم النفس والمختص بالشؤون المرورية هذا الأمر ببساطة، فيقول: "السلوك العدواني يأتي من حقيقة أن هناك الكثيرين ممن يشعرون بأنهم مظلومون في الطريق، كون السير في الشارع يدور حول إعطاء المرء الأولوية لاحتياجاته الخاصة". ويضيف شارحاً أنه بإمكان الإنسان أن يخفي هويته داخل مركبته، ما يمنحه حرية أكبر فلا يخجل من تصرفاته التي لا يستطيع القيام بها بين العامة، لذا يطلق العنان لسلوكه العدواني، مدركاً أن هذا الأمر لن يوقعه في إشكالات كبيرة، أو يسبب له عواقب وخيمة.

إن أكثر ما يدفع الإنسان الطبيعي لممارسة هذه العدوانية هو حركة السير في الطريق الذي يمر به، خاصة إذا لم تكن كما يريد، ولم يمنحه الآخرون أولوية المرور، ولم يقدروا أنه يحتاجها، وأن ظرفه مختلف وفق ما يرى هو، كونه يكون مقتنعاً بأنه يستحق معاملة أفضل على الطريق.

وغالباً تكون مساحة الشارع المحدودة سبباً في خوض هذه المعارك العدوانية على الطريق، إذ يعتقد معظم السائقين أنهم يستحقون مساحة مناسبة لهم تمكنهم من المرور، كما يشعر سائقون آخرون بأنهم تعرضوا للظلم من الآخرين، فلم يمنحوه الأولوية التي يريدها، ما يدفعه على الفور لإظهار عدوانيته التي يؤمن بأنها ستكون السبيل الوحيدة للحصول على ما يريد في الطريق.

نصائح لتفادي الغضب

إذا كنت حريصاً على منع نفسك من هذه التصرفات، فلا ضير من اتباع ذات الأساليب النفسية، التي ينصح بها للتخلص من التوتر بشكل عام، ومن أبرزها سماع الموسيقى الهادئة، والبدء بممارسة تمارين النفس عند شعورك بالغضب.

إقرأ أيضاً:  لماذا نفقد التركيز أثناء العمل؟
 

كما ينصح بأن تقدر وقت الوصول الذي تحتاجه بعناية، وأن تمنح نفسك شيئاً إضافياً حتى لا تضطر لأن تكون في عجلة من أمرك، وتتصرف بعدوانية، وحاول دائماً التخلص من غضبك بطرق أخرى، كأن تصرخ بصوت عالٍ، وأنت وحدك، كما أنه من المهم ألا تنظر للآخرين على أنهم أعداء يريدون تعطيلك، كن على ثقة أنهم لا يعرفونك، فهم شركاؤك في الطريق، وليسوا منافسين لك فيها.