يغني الفنان كاظم الساهر في إحدى قصائده: "وسألت نفسي حائراً أنا من أكون.. مالي عشقت السير في طرق الظنون/ فإذا جنوني صار بعض تعقلِ.. وإذا بأفكاري يُغلفها الجنون.. أنا أنا من أكون".
لكن هل يمكن أن يعترف أحد منا علانية بأنه يتحدث مع نفسه؟ خوفاً من أن يتم اتهامه بالجنون أو المرض النفسي على الأقل؟
يشير العديد من التقارير المختصة بأن الحديث مع النفس سلوك فطري، وأنه أمر شائع وصحيح، مع تبيان وجود ثلاثة أنواع للحديث مع النفس، هي: التحدث الذاتي الإيجابي، والتحدث الذاتي السلبي، والتحدث الذاتي المحايد، وأن كل نوع له فوائد إيجابية.

 

 

ومن الفوائد المتوقع أن يجنيها الشخص من الحديث مع نفسه، تقليل القلق، بمعنى أن الحديث مع النفس يحفز الشخص على معالجة الأخطاء التي يقع بها وينظمها ويحللها، ما يساهم في توضيح الخطأ، والعمل على تجاوزه وعدم تكراره.
وأيضاً، يساهم الحديث مع النفس في تنظيم العواطف وترتيب الأفكار، لتحليل الضغوطات التي يتعرض لها الشخص، سواء في العمل أو المنزل أو في علاقاته الاجتماعية، ويدفع الحديث مع النفس إلى الخروج بمقترحات وحلول للمشاكل، فالتحدث إلى النفس يساعد الدماغ على القيام بمهامه بشكل أفضل، ويجعله أكثر كفاءة من الناحية الفكرية.

 

 

ليس مفاجئاً إذا علمنا أن الحديث مع النفس يعزز الثقة، من خلال تشجيع الشخص نفسه ذاتياً، ودفعها لمواصلة العمل وتجاوز الأخطاء والمشكلات عبر طرد الأفكار غير المرغوبة، وتقليل تأثيرها السلبي على الشخص نفسه.
كذلك، يحسن الحديث مع النفس القدرة العقلية للشخص، من خلال دفعه للتفكير بالأمور الإيجابية في حياته، والبناء عليها لتحسين نفسيته عبر التفكير فقط بالحلول الإيجابية، فالتحدث الإيجابي إلى الذات يساعد على تكوين رؤية واضحة وكاملة، وبالتالي التوصل إلى استراتيجية مناسبة للتأقلم، خاصة عند المرور بأوقات عسيرة وعصيبة.

إقرأ أيضاً: لتنشيط جسمك واستعادة حيويتك.. اخلعي حذاءك وامشي حافية القدمين