لم يتمالك لاعب كرة القدم الفرنسي، فرانك ريبيري، حبس مشاعره خلال وداعه عالم كرة القدم، الذي أمضى به أكثر من 22 عاماً، لتنهمر دموعه بغزارة أمام الوداع الأخير المليء بالحب والعاطفة، والذي أعدته جماهير نادي سالرنيتانا الإيطالي قبل أيام قليلة.
وكان نجم بايرن ميونخ السابق قد أعلن وضع حدٍّ لمسيرته الحافلة، والمليئة بالإنجازات عن عمر 39 عاماً، عندما كتب عبر حساباته الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي بأربع لغات: "الكرة تتوقف.. المشاعر في داخلي لا".

 

سرّ الندوب
لطالما تساءل الجمهور عن سر تلك الندوب التي ميزت وجه اللاعب الفرنسي طيلة مسيرته، مستغربين عدم إجرائه أي جراحة تجميلية تخفي تلك التشوهات التي تظهر على وجهه بوضوح.
وقد لا يعرف الكثيرون أن وراء هذه الندوب قصة حزينة يعتبرها ريبيري سبباً في قوته وما وصل إليه، لذلك لم يرد أن محوها من حياته.

 

 

تخلى عنه والداه
تخلى والدا ريبيري عنه بعد ولادته في مدينة بولوني سور مير الفرنسية عام 1983 بفترة قصيرة، ليبدأ فصولاً من المعاناة بعد أن تم تسليمه لأحد الأديرة في المدينة.
ولا تعد حادثة تخلي والديه عنه الأكثر إيلاماً في قصة أسطورة نادي بايرن ميونخ السابق، إذ تعرض وهو في السنة الثانية من العمر، عندما كان رفقة العائلة التي تقوم برعايته، لحادث سير مروع نتجت عنه تلك الندوب الشهيرة التي ماتزال ترافقه حتى اليوم. ووفق ما نقلت صحيفة "ذا صن" البريطانية، في تقرير سابق لها، عن الحادث الذي اصطدمت فيه شاحنة بسيارة العائلة، فقد ارتطم رأس الطفل ذي العامين بالزجاج الأمامي للمركبة، وعند نقله إلى المستشفى قام الأطباء بخياطة الجرح بـ100 غرزة. 

 

 

إلا أن ريبيري لم يكترث بوجود هذه الندوب، رغم أنها تسببت بتعرضه للتنمر طيلة طفولته، لكنه اعتبر دائماً أنها كانت السبب الأهم بتقويته وصقل شخصيته. وفي إحدى المقابلات التي أجراها قبل سنوات عدة، قال فرانك: "ليس من السهل أن تكون لديك ندبة في وجهك وأنت في سن صغيرة". وأكمل مشيراً إلى أن الناس كانوا ينظرون إليه أينما ذهب، ويبدؤون بالحديث عنه ويشيرون إلى وجهه ورأسه، وكان يسمعهم يقولون: "ما هذه الندبة؟! إنها قبيحة للغاية". وأضاف ريبيري أنهم لم ينظروا له يوماً على أنه إنسان جيد اسمه فرانك ريبيري، أو أنه سيصبح لاعب كرة قدم على مستوى عالٍ، لم يعلم أحد أن تلك الندبة هي التي منحته القوة. ويتابع ريبيري أن أكثر ما كان يزعجه ويؤلمه أن عدداً من الآباء كانوا يتحدثون بتهكم عنه أمام أطفالهم، واصفاً الأمر بأنه كان قاسياً للغاية. ويكمل: "رغم المعاناة، فأنا لم ألجأ إلى إحدى الزوايا من أجل البكاء". 

 

 

وبعد نيله الشهرة العالمية، ولعبه كرة القدم على أعلى المستويات، سواء مع ناديه بايرن ميونخ الألماني أو منتخب فرنسا، ومنافسته في لقب أفضل لاعب بالعالم، ولم يجر ريبيري أي عملية تجميلية لإزالة الندبة، لأنه يعزو إليها الفضل دائماً بصنع شخصيته القوية. وقال ريبيري: "كان عليّ أن أكون قوياً لتحمل سخرية الأطفال ونظرات الكبار، هذا هو وجهي، وأنا الشخص الذي يعرفه الناس، أنا سعيد بوجهي..". 

 

 

يذكر أن ريبيري أعلن إسلامه عام 2006، بعد أن أحب فتاة جزائرية تدعى "وهيبة" وقرر الزواج منها، وبادلته وهيبة الحب وأنجبا بعد زواجهما خمسة أطفال، وتعلم فرانك شعائر الإسلام حسب الأصول، واعتبر أن الإسلام وصل به إلى بر الأمان بعد حياة شاقة.

إقرأ أيضاً: أعظم لاعبات كرة القدم.. بينهن لاعبة عربية