يحتفي النجم ماجد المهندس، اليوم، بعيد ميلاده الثاني والخمسين، متجاوزاً الحدود والجغرافيا المكانية، ومحققاً بأغانيه وأعماله انتشاراً جماهيرياً كبيراً.

"المهندس"، المولود في العاصمة العراقية بغداد في الخامس والعشرين من أكتوبر عام 1971، ترك دراسة هندسة الطيران، ملاحقاً حلمه الكبير بأن يكون مغنياً، وهو ما تحقق له بعد صبر سنوات طويلة قضاها في ملاحقة حلمه الفني.

  •   جرب "المهندس"، واسمه الحقيقي ماجد عبدالأمير العتابي، حظه منتصف تسعينيات القرن الماضي بالانطلاق نحو النجومية، فمكث في الأردن لعدة سنوات، مارس فيها مهنة الغناء والتلحين، وتعرّف على الوسط الفني هناك، وهناك تعاقد مع شركة "الخيول"، التي أنتجت له ألبومات: "مو بس أحبك، أنت تجنن، ودقات قلبي"، قبل أن يستقر لفترة في باريس، مبتعداً قليلاً عن أجواء الفن، ومحضراً للمرحلة الفنية التالية من حياته.

  في باريس، صور كليب أغنيته الشهيرة "على مودك إنت وبس"، وأطلقها للعالم العربي محققاً وجوداً جيداً، قبل أن يكون عام 2005 "وش السعد" على المهندس بألبوم "واحشني موت"، الذي كان جواز سفره الحقيقي إلى الجمهور العربي، الذي استقبل صوته الحنون وإحساسه الدافئ، واعتمده مغنياً ضمن فئة أصحاب الأصوات التي ترفع لها القبعة.

  في السنوات التالية، كان حضور المهندس مليئاً بالأغنيات والأعمال الفنية التي لامست قلوب وأرواح العشاق، فاستطاع خلال الفترة ما بين عامَيٍْ 2005 و2010، أن يثبت نفسه ركناً مهماً في الساحة الفنية بأعماله، فطاف خلال هذه السنوات على أهم المهرجانات العربية، مثل: "جرش"، و"قرطاج"، و"موازين"، و"الدوحة"، و"دبي"، و"القاهرة"، و"الحمامات"، و"بنزرت"، و"سوسة"، و"بيروت"، محققاً جماهيرية كبيرة في ما يقدمه ما قبل عصر "السوشيال ميديا".

 

  عام 2010، كان "وش السعد" على "المهندس"، الذي تم اختياره لتميزه الفني، ملحناً لأوبريت "الجنادرية" في المملكة العربية السعودية، ليتلقفه الجمهور السعودي والخليجي كأحد أبنائهم المميزين فنياً، وفي ذلك العام كرمه خادم الحرمين الشريفين الراحل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، بمنحه الجنسية السعودية؛ تقديراً لعطاءاته الفنية، ليحمل جنسية المملكة إلى جانب جنسيته العراقية، ويدخل كل بيت عربي بفنه ودماثة أخلاقه وتواضعه.

  اليوم.. بعد مسيرة طويلة تقارب ربع القرن، يحق للمهندس أن يفخر بما حققه فنياً من إنجازات جعلته أحد أبرز أركان الأغنية الخليجية خاصة، والعربية عامة، فأعماله، ومن أبرزها: "تناديك، هدوء، واحشني موت، بين اديا، لا هدت نفسي، يهزك الشوق، اذكريني، أنا بلياك، تحبك روحي، أخ قلبي، أوقعلك عقد، وأقدر"، وغيرها، تؤهله لأن يبقى طويلاً في ذاكرة الجمهور الذي أحبه.

تقول أخصائية علم النفس والفراسة، أريج يونس، لـ"زهرة الخليج" عن ماجد المهندس، إنه من الأشخاص الذين يتفاعلون ويتجاوبون مع الناس، وإن آراءه ثابتة، وصاحب عزيمة قوية، فهو من الأشخاص الذين يمتلكون الثقة بالنفس، لكنه يهتم بوجهة نظر الناس عنه، خاصة بما يدور حوله.

  وتجد أريج يونس أن "المهندس" إداري ناجح للمال، ويعتبره وسيلة مهمة في الإعانة على الحياة ومتاعبها، لكنه لا يعتبر المال غايته الأساسية. وعقله مشوش أحياناً لكنه ماهر في اختيار خطواته الفنية، وأعصابه هادئة رغم كونه عصبي المزاج وناري التفكير، كما يمتلك شخصية جذابة. ويصيبه الانطواء بين فترة وأخرى، بسبب مزاجيته وعصبيته، رغم هدوئه الخارجي، وقد يفهم البعض هذا أحياناً على أنه غرور.

  وتصف أخصائية علم النفس والفراسة أن "المهندس" رومانسي الأذن والموسيقى، وعادة يجسد غناءه بالوصف الحسي (هذا ما يفسره أسلوب حركة يديه على المسرح، أو في الأغنيات المصورة)، وهو من الأشخاص الذين يحبون السهر، وهذا ما يؤثر سلباً في صحته، وعلاقاته الاجتماعية.

إقرأ أيضاً:  عبدالكريم حمدان: «الأهل وياي صاروا عدوان»
 

  وترى أريج يونس، أيضاً، أن المطرب العراقي يدقق في التفاصيل كثيراً، وهو منفتح على الآخرين، وله أصدقاء كثر من خارج الوسط الفني، وهو شخص تقليدي إلى حد ما، لكنه أيضاً خيالي التفكير.

  وتنصح الأخصائية النفسية "المهندس"، بالتقليل من السهر، لأنه سيكون له تأثير متعب على المدى البعيد، وتنصحه بالاقتراب من الله، واستشعار حلاوة قربه؛ لكي يطرد علة نفسه وفكرة القلق، كما تنصحه بالحفاظ على هويته الغنائية، حتى لو تعددت أشكال الغناء الذي يقدمها.