لطالما صُنف الزواج بأنه أكثر الممارسات المقدسة والحساسة، التي يُقدم عليها الناس في كل المجتمعات، وقد كان الناس قديماً يتزوجون في سن مبكرة جداً.

بعد تغيّر الزمن وتبدل الأحوال، بدأ عدد المقبلين على الزواج يقل تدريجياً، وينظر آخرون إليه نظرة سلبية، ويرد هذا الأمر لغياب الدين والروحانيات عن الأجيال الشابة بشكل عام، وأن معظمهم يرون أنه بات قطعة من الورق ليس أكثر.

إلا أن ذلك لم يمنع آخرين من الزواج في وقت مبكر، حيث إن بعض الفتيات يرتبطن بالخطبة والزيجة خلال دراستهن الجامعية، وهو أمر شكل نقاشاً طويلاً على مدى سنوات طويلة.

ويشكل الزواج، خلال الدراسة الجامعية تحديات كبيرة للفتيات، ولفهم هذه التحديات والسلبيات والإيجابيات التي يسببها الزواج، نضع بين أيديكم التحليل التالي: 

 

 

أهم أسباب الزواج خلال الدراسة الجامعية:
يعتبر التخلص من عبء دفع الرسوم الجامعية أحد أكثر الأسباب شيوعاً للزواج خلال مرحلة الجامعة، وكذلك محاولة الاستقرار والابتعاد عن الانعزال خاصة للفتيات اللواتي يدرسن في بلدان أو مدن أخرى.

وتشير بعض الدراسات إلى أن أغلب الزيجات للفتيات اللاتي تراوح أعمارهن بين 19 و23 عاماً، تنبع من عوامل عدم شعورهن بالأمان وبحثهن عنه بدرجة رئيسية.

وأيضاً، يعتبر البعد عن الأهل سبباً رئيسياً للشعور بالخوف والبحث عن الأمان الذي قد تجده الفتاة في شريك حياتها.

وعلى الرغم من أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين، فإن عدداً كبيراً من الثقافات المنتشرة، خاصة في الهند وأوروبا الشرقية، تدفع الفتيات لهذا النوع من الزواج الذي يعتبر بنظرهن شرطاً لاستمرار الحياة بشكل طبيعي، ويتزوج الطلاب لتجنب مزيد من الضغط من قبل عائلاتهم.

ولا يمكن إغفال وجود الحب بين شريكين، الذي يعتبر العامل الأساسي لوقوع الزواج.

 

إيجابيات الزواج خلال الدراسة الجامعية:

1. تأمين مصاريف الدراسة الجامعية 
يعتبر تأمين مصاريف الدراسة من الإيجابيات التي قد تجنيها الفتاة من هذا الزواج، خاصة في الدول التي تفرض رسوماً عالية في الجامعات، وفي ولاية كاليفورنيا على سبيل المثال شاع نوع من الزواج عرف باسم "الزواج الخالي من الحب"، يهدف لتوفير النفقات وتأمين المستقبل.

2. الاستقلال 
يشكل الزواج بمفهومه العام استقلالاً كاملاً للفتاة عن عائلتها، وبالتالي إن الزواج خلال الدراسة الجامعية يؤمن للفتاة استقلال حياتها مع زوجها، وفي دراستها دون أن تقيدها ظروفها العائلية بأي أمور، ما قد يصعب عليها حياتها أو يعطل حياتها الجامعية.

3. الأمان 
تشعر الفتيات عموماً والمغتربات على وجه الخصوص بالأمان خلال الزواج، وقد تكون لاختفاء هذا الشعور آثار سلبية على تحصيلهن في الجامعة، وكذلك قد يؤدي إلى تأثير سلبي على صحتهن العقلية.

4. وجود صديق
من المعروف أن معظم الأزواج الشباب هم أصدقاء جيدون يمارسون حياتهم كأزواج وأصدقاء، وبالتالي ستحصل الفتاة على رفيق يساندها دائماً، وتقضي معه أجمل الأوقات.

سلبيات الزواج خلال الدراسة الجامعية
1. الوقت مبكر جداً 
قد يكون الوقوع في الحب في هذه السن خطيراً جداً، كما أن الزواج ربما يؤثر على الهرمونات سلباً، ورغم قناعتك بأن هذا الشخص الذي تريدين الارتباط به هو المناسب لك، فإنك تغفلين أن تجاربك بالحياة مازالت قليلة، وليست لديك القدرة الكافية على الحكم.

حاولي، دائماً قبل اتخاذ القرار، أن تفكري في مشاعرك وحياتك، بعد خمس سنوات على الأقل.

2. الزواج قد يدمر دراستك 
الكثيرات من الفتيات عندما يدركن أنهن تزوجن يهملن دراستهن ولا يأبنهن لها، كما أن ظروف الزواج ومسؤولياته قد تكون سبباً لدمار حياتك الجامعية.

وقد تدركين لاحقاً أنك تزوجت الشخص الخطأ، وربما تنهارين بشكل كامل وينهار تعليمك معك، ولا يمكن إغفال أن الزيجات غير المناسبة كانت سبباً مباشراً في ترك الكثيرات من الفتيات جامعاتهن، بل إنها كانت سبباً في وقوعهن بأمراض نفسية.

3. غياب الحب 
في حالات كثيرة يكون زواج الدراسة الجامعية غير مبني على الحب، ما يحرمك أجمل لحظات حياتك مع زوجك، وبالتالي إن اتخاذ قرار الزواج يحتاج كثيراً من الهدوء والتفكير، فليس كل الأشخاص مناسبين لك، وربما تصابين لاحقاً بالإحباط عندما تدركين أنك تسببت بحصار نفسك في ما قمت به.

4. لا مساحة خاصة
لا يمكنك أن تتجاهلي أنك بحاجة لمساحة خاصة في حياتك الجامعية، لذا إن معظم الطلاب يفضلون البقاء دون زواج كونهم منغمسين في كلياتهم ودراستهم التي تتطلب منهم القيام بالكثير من المهام خلال اليوم الواحد، وربما يكون الوجود دائماً بجانب شخص ما أمراً مزعجاً، وقد يدفعك لما هو أسوأ. 

وبالتالي، لا تعرضي حياتك للخطر من أجل تأمين المصاريف الجامعية، وإيجاد شخص يمنحك العاطفة، التي ربما يكون احتياجك إليها مؤقتاً.

إقرأ أيضاً: نسقي المعطف الوردي بأسلوب النجمات