كونك أباً، فإن ذلك بحد ذاته يعتبر أمراً صعباً، وهنالك دائماً نصائح ترشدك لكيفية تربية أطفالك، إلا أن بعض الأساليب التي يتبعها الآباء تبقى مثيرة للجدل، إذ تؤثر في طريقة تربية الطفل ونشأته بشكل أفضل لصحته وعاطفته وعقله، لذلك يحاول العديد من البالغين اليوم القيام بالأشياء بشكل مختلف، لكي يصبحوا آباءً أفضل من آبائهم. وتميل بعض أساليب الأبوة والأمومة إلى التشدد، وإجبار الأطفال على الطاقة المطلقة، فيما يلجأ آخرون إلى التساهل بشكل كبير، وبعضهم متسامح، وآخرون يستخدمون العقل كأفضل السبل للتربية.
 هنالك أساليب يستخدمها الآباء، توصف بأنها سيئة كونها تكون أكثر عدوانية، ويتم اتخاذ القرارات السيئة خلالها غالباً، ما يتسبب في آثار سلبية كبيرة.
 

 

 الأبوة الأكثر صرامة تسبب الاكتئاب 
 أظهرت إحدى الدراسات في الجمعية الأميركية لتقديم العلوم أن الأطفال الذين يكبرون مع أبوين صارمين للغاية، يميلون دائماً لضعف الصحة العقلية، ويتسبب الأمر لديهم بمعاناتهم أحد أشكال الاكتئاب.
 وقد قارن الباحثون في جامعة لوفين البلجيكية بين 44 شاباً وشابةً، راوحت أعمارهم بين 12 و16 عاماً، 23 منهم عاشوا في كنف آباء صارمين بشكل مفرط، وتعرضوا للعقاب البدني. 
 وأظهرت النتائج أن المراهقين الذين نشؤوا مع الأبوة والأمومة القاسيتين، طرأت عليهم تغيرات في بعض الأحماض النووية تسبب زيادة الاكتئاب. 

 

 

 وقال الدكتور إيفلين فان آش، الذي قدم نتائج الدراسة: "اكتشفنا أن الأبوة القاسية، مع العقاب البدني والتلاعب النفسي، يمكن أن تقدم مجموعة إضافية من التعليمات حول كيفية قراءة الجين، لتصبح صلبة في الحمض النووي". 
 وأضاف: "لدينا بعض المؤشرات على أن هذه التغيرات نفسها يمكن أن تهيئ الطفل المتنامي للاكتئاب. وهذا لا يحدث بنفس القدر إذا كان الأطفال قد نشؤوا في تربية داعمة"، وعلى الرغم من أن هذه الدراسة ركزت على أن الأبوة والأمومة القاسيتين هما أحد أسباب اكتئاب المراهقين، فإن هناك سبباً لاعتقاد أن الأشكال الأخرى من الإجهاد الشديد في حياة الطفل قد تنتج الأمر ذاته.
 ووفقاً للدكتور فان آش: "من المحتمل أن يؤدي أي ضغط كبير إلى مثل هذه التغيرات في مثيلة الحمض النووي، وقد تؤدي الضغوط في مرحلة الطفولة إلى ميل عام للاكتئاب في وقت لاحق من الحياة، عن طريق تغيير طريقة قراءة الحمض النووي الخاص بك".

إقرأ أيضاً: كيت ميدلتون تقطع إجازتها العائلية لهذا السبب.. وتكسر تقليداً استمر قروناً