العقم ليس أكثر الأمراض إيلاماً من الناحية الجسدية فحسب، لكنه كذلك نفسياً وعاطفياً واجتماعياً، فالحرمان من شعور الأبوة أو الأمومة، هو أكثر المشاعر مرارةً على الإطلاق، ويصعب أن ينساه المرء أو يتجاهله طوال عمره.

وفي حال استسلم الإنسان لهذه المشاعر المحبطة، فقد يؤدي ذلك لتدهور صحته النفسية، ويدخله الأمر بنوبات اكتئاب، قد يطول بعضها، كما أنه قد يذهب إلى الأخطر من ذلك لدى عدد من الأشخاص، ويؤدي بهم إلى الانتحار.

بكل تأكيد، لا يمكن التغلب على هذه المعاناة بسهولة، وقد تبقى غصة في الحلق، لكن الأهم ألا نستسلم لها، وأن نحاول بكل الطرق المباحة أن نتعايش معها أو نتجاهلها بعض الشيء، وأن نحاول إكمال حياتنا منتصرين على مشاعرنا السلبية.

ولفتت إلى هذه المشاعر مؤلفة كتاب "دليل الرجل عند العقم" الأسترالية جون سمرز، التي قدمت نصائح مهمة لمن يعانون العقم، تساعدهم في التغلب على القلق والاكتئاب والصراعات النفسية التي يخوضونها، وكذلك التغيرات الفسيولوجية التي قد تنتج عن العلاجات التي يتلقونها. وتالياً، أهم النصائح التي وضعتها سيمرز، وأثبتت فاعليتها لدى الكثيرين:

تعاطف وابتعاد عن اللوم

على الرجل أن يتحلى بسعة الصدر، وألا يعتبر الموضوع أمراً شخصياً، بل يتوجب عليه أن يعبر عن التعاطف الكبير في حال تلقى اللوم من المرأة بأنه لا يهتم بها. ومن المهم إظهار مشاعر التعاطف، حتى لو كان يفعل ذلك من قبل. والأهم هو تجنب اللوم بكل أشكاله، سواء كان ذلك من الرجل أو المرأة، فهما شريكان في هذه الحياة، وكل منهما لن يقصر في حال سنحت له الظروف للإنجاب.

لا تتحدث في الموضوع

من المهم جداً، وفق الأخصائية سيمرز، أن يتجنب الزوجان الحديث عن المشكلة، والاعتناء بنفسيهما قدر المستطاع، وشغل الوقت بأية أعمال أخرى، مثل الزيارات والعلاقات والعمل، إذ من شأنها تقليل التوتر بشكل كبير.

اعتنِ بنفسك

تقول سيمرز إن الرجال غالباً لا يجدون من يدعمونهم على الإطلاق، فيما تتلقى السيدات الدعم من أزواجهن معظم الأوقات، واصفة مشاعر الرجال تجاه المشكلة بأنها أعمق بكثير مما يتخيل الآخرون، فهي عندما تسأل الرجل: من يدعم زوجتك؟ يجيب: أنا، وعندما تكرر السؤال له: من يدعمك؟ يبدأ بالبكاء وتنهمر دموعه، وفق قولها.

وكذلك أشار الطبيب النفسي، وليام دي بيتوك، لهذا الأمر، مؤكداً أهمية أن يعتني الرجل بنفسه، وأن يسعى لإيجاد نظام دعم خارجي، سواء كان من الأصدقاء أو أفراد العائلة أو حتى الطبيب النفسي، لأنه إن لم يجد الدعم الكافي سيصبح عاجزاً عن دعم زوجته لاحقاً. فيما يؤكد خبراء أنه على الزوجين أن يكونا واعيين لأهمية دعم بعضهما بعضاً.

إقرأ أيضاً:  أعراض شائعة لسرطان الثدي.. انتبهي إليها
 

لا تستهلك وقتك في الحديث عن المشكلة

بكل تأكيد، إنك لن تستطيع تجاهل مشكلتك إطلاقاً، لكن لا تجعلها تستهلك كل وقتك، وحاول قضاء الأوقات الممتعة والجميلة مع زوجتك، كالذهاب في رحلة أو تناول وجبة خارج المنزل وزيارة الأصدقاء والأهل، والحرص على ألا تتحدث في موضوع الإنجاب خلال هذه النشاطات.

وفي النهاية، علينا معرفة أن طبيعة الرجال الفسيولوجية تؤكد أنهم لا يرغبون بإظهار ضعفهم أمام زوجاتهم على الأغلب، بينما تريد النساء بشكل عام من أزواجهن أن يبقوا على مقربة منهن في هذه الأوقات، حتى لو لم يفعلوا لهن شيئاً على الإطلاق.

ومن المهم أن يستمع الرجل لزوجته طويلاً، وأن يشعرها بتعاطفه الكامل معها وتقديره لظرفها، ويؤكد حبه لها، لكن مع الإشارة لأهمية احترام خصوصيتها في هذا الأمر، وعدم محاولة فعل ما لم يطلب منه، بهذا الجانب تحديداً.