يحتار الكثيرون في إيجاد حل لعلاج مرض يعتبر من أمراض نقص المناعة الذاتية، هو مرض الصدفية، لذلك كان يوم 29 أكتوبر من كل عام هو يوم الاحتفال العالمي للتوعية، وتصحيح المفاهيم عن مرض الصدفية. هنا، توضح الدكتورة نجلاء أسعد طاهر، أخصائية أمراض الجلدية والتجميل في مدينة برجيل الطبية، ما ينبغي على مريض الصدفية معرفته، وتجيب على الكثير من التساؤلات التي قد تطرح حول هذا المرض، في الحوار التالي:

‏ما مرض الصدفية؟

هو مرض جلدي عضوي مزمن شائع بنسبه 2-5%، وهو عبارة عن تراكم خلايا الجلد فوق بعضها على سطح الجلد، مشكلة قشوراً سميكة جافة حمراء تثير الحكة وتسبب الألم أحياناً، ومريض الصدفية في حال تفاقمها وشدتها معرض لأمراض كثيرة بنسبة 30% عن غيره، مثل: أمراض الضغط والسكر والروماتيزم والقلب والشرايين، والسبب الرئيسي غير معروف، لكن يعود عادةً لفرط نشاط الجهاز المناعي، وعادة تتجدد خلايا ‏البشرة كل ثلاثة إلى أربعة أسابيع، وعند مريض الصدفية تجدد الخلايا كل يومين، وتؤدي إلى ظهور طبقة سميكة جافة من القشور البيضاء ‏مسببة الحكة والألم أحياناً مع نزيف في الجلد.

  • الدكتورة نجلاء أسعد طاهر

هل يعتبر مرض الصدفية من الأمراض المعدية أو ذات العلاقة بالنظافة الشخصية؟ وما أسباب الإصابة؟

لا يعتبر مرض الصدفية من الأمراض المعدية، أو ذات العلاقة بالنظافة الشخصية، إنما يحدث لأسباب أخرى، وهناك أكثر من عامل يؤدي إلى الإصابة بالمرض، من أهمها:

1- القابلية الوراثية أي إصابة كلا الوالدين أو أحدهما، تؤدي إلى زيادة احتمال إصابة أحد الأطفال.

2- الإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى.

3- العوامل البيئية الطقس والجو البارد، تهيج مرض الصدفية، وتزيد من الانتكاسة.

4- العامل النفسي والقلق والاكتئاب.

5- الالتهاب البكتيري.

6- بعض الأدوية، مثل: أدوية الضغط والملاريا، أو علاجات الاضطراب النفسي مثل دواء الليثيوم.

‏هل للصدفية أنواع؟ وما أكثرها انتشاراً في المجتمع؟

1- الصدفية اللويحية هي الأكثر انتشاراً، وهي عبارة عن ظهور طبقات سميكة حمراء على الكوعين، والركب وجذع الجسم.

2- الصدفية القطرية أو النقطية بعد الإصابة بالتهاب بكتيري في اللوزتين.

3- صدفية الرأس يصحبها احمرار وقشور سميكة مزعجة.

4- صدفية ثنايات الجلد مثل أسفل الثدي والإبط والعانة، وعادة تسبب الحكة والتعرق.   

5- الصدفية البثرية أكثر عند المدخنين في راحة اليد، وكعب القدم، على شكل تجمع قيح تحت الجلد.

6- صدفية الأظافر تؤدي إلى ارتفاع الظفر عن الجلد أو نقاط أو حفر، وفي بعض الأحيان سماكة الظفر، وميوله للاصفرار.

7- الصدفية الحمراء تصيب كامل الجسم، وتحتاج إلى تدخل سريع لعلاجها. 

8- صدفية المفاصل تسبب تورم وتيبس المفاصل، وتؤدي إلى تدهور المفصل إذا لم يتم اكتشافها وعلاجها سريعًا.

ما أعراض الإصابة بالصدفية؟

تختلف الأعراض من شخص لآخر بحسب شدة المرض، لكن غالباً تكون الأعراض متقاربة.

1- بقع حمراء مستديرة في الأغلب عليها قشور سميكة، تشبه أصداف السمك، لذلك سميت بهذا الاسم.

2- بقع منتشرة صغيرة مثل زخات المطر بعد الالتهاب البكتيري

3- جفاف البشرة يؤدي إلى النزيف بسبب الهرش.

4- حرقان وألم في المناطق المصابة.

‏الوسائل التي يتم من خلالها التشخيص وسبل العلاج

الصدفية تشخص من خلال الفحص السريري، وأحياناً يضطر الطبيب لأخذ خزعة من الجلد لتصنيفها عن بعض من الأمراض المشابهة مثل الإكزيما.

‏ويعتمد العلاج على شدة المرض، وعمر المريض.

لكن ننصح، دائماً، بالترطيب الدائم، خاصة مع دخول فصل الشتاء، فإذا كانت الصدفية بسيطة فنلجأ إلى استخدام المراهم الكرتوزونية، كذلك مشتقات فيتامين (أ)، ونظائر فيتامين (د) أحماض الساليسيليك أسيد على شكل مراهم أو كريمات أو قطرات قطران الفحم.

الأدوية الفموية

إذا كانت الصدفية منتشرة وتغطي الجسم بنسبة 50%، فعلاجها أدوية مثل: Cyclosporine - methotrexate - Acitritin، لكن هذه الأدوية مثبطة للمناعة، وتسبب مشاكل كثيرة للكبد والكلى، وتشوهات الجنين خاصة (Acitritin)، وكانت تستخدم في الماضي، ولازالت تستخدم حتى الآن في بعض الدول.

العلاج الضوئي

‏باستخدام الأشعة فوق البنفسجية عند تعرضها وحدها أو باستخدام حبوب مساعدة بمعدل ثلاث جلسات بالأسبوع لمدة عدة أشهر، ويسمح باستخدامها كذلك مثل الأشعة من نوع (B) ذات الحزمة الضيقة للمرأة الحامل والمرضع والأطفال دون سن  12 سنة، وكذلك ننصح بالتعرض للأشعة المفيدة من أشعة الشمس الصباحية قبل 10:00 صباحاً، أو الأشعة المسائية آخر النهار بعد 4:00 المساء للاستفادة منها.

الأدوية البيولوجية

قد أحدثت ثورة في الـ15 سنة الماضية لعلاج الحالات المستعصية من مرض الصدفية، إذ تصل نسبة الشفاء أحياناً إلى 100%، وميزتها أنها آمنة وآثارها الجانبية قليلة، إذا ما صرفت تحت إشراف طبي من قبل أخصائي، وبمتابعة مستمرة، وعمل الفحوصات الدورية، وهناك أكثر من 10 أنواع من هذه الأدوية، تحقن تحت الجلد، وتؤخذ إما شهرية، أو كل شهرين، أو ثلاثة أشهر حسب نوعها، وتبدأ عادة الاستفادة منها في غضون 4-6 أشهر. 

إقرأ أيضاً:  أوهام لا حدود لها.. تعرفي إلى متلازمة «مانشاوزن»
 

هل للتغذية دور فعال في علاج مرض الصدفية؟

‏لم توجد دراسات علمية بذلك، لكن من خلال الممارسات والمتابعة للمرضى المراجعين، هناك بعض الأغذية التي تهيج وتزيد شدة المرض، مثل: اللحوم الحمراء، الكحول، والأكل الجاهز، والأفضل اللجوء إلى الأطعمة الغنية والمفيدة، التي تحتوي على الخضار والمعادن  والفيتامينات، ومنها فيتامين (أ)، و(د)، والتي تساعد كثيراً في تنظيم تكاثر خلايا الجلد.

المعلومات المغلوطة التي تنتشر في المجتمع حول هذا المرض

يعتقد الكثيرون أن مرض الصدفية ينتج عن عدوى من شخص مصاب بالمرض، أو أنه يحدث بسبب عدم الالتزام بإجراءات النظافة الشخصية للجلد، وهذا طبعاً خطأ؛ فقد يظهر في أبناء المصابين ليس لأنه مرض معدٍ، لكن لأنه مرض وراثي، فقد يحمل أحد الأبناء الجين ذاته المتعلق بالمرض.

هل يصيب مرض الصدفية الأطفال؟

يصيب المرض الأطفال والبالغين، حيث يمكن أن يصاب الأطفال به دون عمر 6 سنوات أو 18 سنة، إذا كانوا حاملين لجين المرض من أحد الوالدين، لكنه يظهر عند البالغين بشكل أكثر شيوعاً ما بين 30 إلى 40 عاماً.