في إطار توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الرامية إلى تمكين قطاع الطفولة المبكرة، وتوفير أفضل فرص النماء والازدهار لجميع الأطفال، أطلق سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، الدورة الثانية لبرنامج "علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين"، الذي يتيح للمؤسسات العاملة في الدولة، ضمن القطاعات شبه الحكومية والخاصة والقطاع الثالث، فرصة الحصول على علامة الجودة، تقديراً لالتزامها بثقافة وسياسات العمل الداعمة، ابتداء من مرحلة الحمل، وحتى عمر 8 سنوات للطفل.
وقال سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان إن دولة الإمارات العربية المتحدة تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أكثر استدامة ونماءً ونهضة في شتى مجالات الحياة، مستثمرة كل الفرص المتاحة في رعاية الطفولة المبكرة، وتمكين الوالدين من المساهمة في بناء أجيال واعية ومسؤولة، تحقق التناغم مع أولويات قيادتنا الرشيدة.

 

 

رعاية الطفولة 
وأكد سموه أن برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين يبرز الاهتمام الكبير للقيادة بتحقيق التوازن بين العمل والأسرة ورعاية الأطفال منذ المراحل المبكرة، ويعد أداة مجتمعية ذات دور رئيسي وحيوي في توفير بيئة إيجابية داعمة للأطفال والأسرة، ومحفزة للمؤسسات العاملة في دولة الإمارات ضمن القطاعات شبه الحكومية والخاصة والقطاع الثالث، بما يتماشى مع أهداف تنمية قطاع الطفولة المبكرة، والتنمية الشاملة لدولة الإمارات. 
وأضاف سموه أن البرنامج يسعى إلى تعزيز الحس الوطني والمسؤولية المجتمعية لدى المؤسسات، والمساهمة في ترسيخ ثقافة مؤسسية مبتكرة داعمة للوالدين، وقادرة على تمكينهما من وضع إطار عام لتنشئة أطفالهما، وفق أفضل الممارسات ذات الصلة برعاية الطفولة، لافتاً سموه إلى أن النسخة الأولى من البرنامج، وتجربتها مثمرة، دفعتا إلى إطلاق البرنامج بشكل أوسع على مستوى الدولة، لتطوير السياسات وأطر العمل الداعمة للوالدين، بما يضمن تعزيز دور الوالدين في تحقيق الرعاية الشاملة للأطفال، ويساعد المؤسسات على تنمية أعمالها وزيادة الإنتاجية.
وأشار سموه إلى أن النسخة الثانية من البرنامج ستتيح المجال أمام جميع مؤسسات الدولة، ضمن القطاعات المستهدفة للمشاركة في البرنامج، وستركز بشكل أساسي على مؤسسات قطاع التعليم الخاص، من خلال استحداث معايير جديدة، تنسجم مع البيئة التعليمية الفعّالة التي تسعى القيادة إلى ترسيخها على مستوى الدولة، بما يعزز جودة المسيرة التعليمية لجميع الأطفال، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة.

طريقة المشاركة
يمكن لجميع المؤسسات، التي تتبنى سياسات داعمة للوالدين، التقدم بطلب المشاركة في البرنامج بنسخته الجديدة، وذلك استناداً إلى معايير المستوى الأول من (علامة الجودة)، أو المستوى الثاني (علامة الجودة+) المخصصة للمؤسسات التي تواكب أو تتخطى الممارسات الرائدة عالمياً، وفق معايير المستوى الثاني. وتستمر صلاحية علامة الجودة لمدة عامين على أن تتم إعادة التقييم بعد عام واحد.
ويأتي البرنامج هذا العام، ليبني على نجاحات النسخة الأولى التي تم تطبيقها على مستوى إمارة أبوظبي، وباعتباره أول برنامج تطوعي من نوعه على مستوى المنطقة، تم تصميمه بتعاون مشترك ومساهمة فاعلة من مجموعة متنوعة من المؤسسات الوطنية الرائدة في دولة الإمارات، وبناء على المقترحات الواردة من المشاركين في النسخة السابقة، ليتماشى البرنامج بنسخته الجديدة مع أهداف تنمية قطاع الطفولة المبكرة من جهة، وتعزيز النمو الاقتصادي وريادة الأعمال من جهة أخرى، وليقدم رحلة تثقيفية تتيح للمؤسسات استقاء المزيد من المعلومات حول تمكين القوى العاملة لديها، واستكشاف أفضل الممارسات العالمية.
ويقدم البرنامج مجموعة من المعايير التي يمكن للمؤسسات تطبيقها ضمن ثقافتها الداخلية، من أجل اعتمادها كبيئة عمل داعمة للوالدين، ومنحها أحد مستويات علامة الجودة، حيث تم تحديد معايير البرنامج، وفقاً للتعديلات الأخيرة على قانون العمل الإماراتي.

من جانبها، دعت سعادة سناء محمد سهيل، المدير العام لهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، جميع المؤسسات المعنية في دولة الإمارات للمشاركة في البرنامج للحصول على علامة الجودة، والمساهمة بشكل مؤثر في بناء مستقبل مزدهر للمؤسسات وأفراد المجتمع على نطاق أوسع.
وأضافت سعادتها: "ومن خلال هذا البرنامج الوطني الطموح على مستوى الدولة، نستهدف أكبر عدد ممكن من المؤسسات، لمساعدة الوالدين على تحقيق التوازن بين العمل والأسرة ورعاية الأطفال في سنواتهم الأولى، بما يساهم في تعزيز مشاركتها في دعم مسيرة تنمية الطفولة المبكرة". 

 

 

بيئة داعمة
وتشتمل السياسات الداعمة للوالدين على تقديم الدعم لأولياء الأمور العاملين، وفهم احتياجات الأسرة، وتدابير الترحيب بالوالدِين الجدد، وزيادة إجازات الأمومة أو الأبوة، وساعات الرضاعة الطبيعية، إلى جانب البرامج المبتكرة الأخرى التي تشجعها الهيئة. ومن شأن السياسات المصممة لمساعدة الموظفين على تحقيق التوازن بين عملهم والتزاماتهم الأسرية أن تساعدهم، أيضاً، على التعامل بفاعلية أكبر مع الضغوطات وتحسين مستوى الرفاه الاجتماعي، حيث يساعد رفاه الموظفين وصحتهم النفسية على تعزيز أداء المؤسسة ونجاحها، كما أن البيئات الداعمة للوالدين لها آثار إيجابية على عملية التوظيف، ومعدلات استبقاء الموظفين، وتعزيز ولائهم ورفع معنوياتهم.

العمل عن بُعْد
وأظهرت المؤسسات الحاصلة على العلامة في الدورة الأولى من البرنامج، أيضاً، ممارسات مبتكرة أخرى في أماكن عملها، حيث أجرى بعضها تتبعاً متعمقاً لتأثيرات سياساتها الداعمة للوالدين، بينما عرض البعض الآخر العمل عن بُعد حتى قبل بدء جائحة "كوفيد-19". وشهدت الدورة الأولى من البرنامج مشاركة أكثر من 20 ألف موظف، ما أثر بشكل إيجابي على حياة أكثر من 6600 طفل.
ويحق لأي مؤسسة في دولة الإمارات، من القطاع الخاص أو شبه الحكومي أو القطاع الثالث، التقدم بطلب للحصول على العلامة، ولمزيد من المعلومات عن البرنامج، أو للتقديم على البرنامج، يرجى الاتصال بالرقم 800555، أو زيارة الموقع https://eca.gov.ae/parent-friendly-home لتعبئة نموذج الطلب إلكترونياً.

إقرأ أيضاً: «كوميونيتي هب» يحتضن المواهب الإبداعية