تفرض الظروف المختلفة على الإنسان المرور بحالات حزن وخوف وقلق وغضب، بسبب تراكمات الحياة، والمواقف التي يمر بها، وليس منا أحد لم يجرب ذلك الشعور الذي تخلفه المواقف الصعبة، التي تواجه الإنسان في دروب الحياة.

ومن المعروف أن الجسد يتأثر بشكل كبير بفورات الغضب أو الحزن أو القلق، وربما قد شعر أحدكم بضيق شديد في نفسه، أو شاهد مواقف مشابهةً مر بها آخرون أمامه، ولم يعودوا قادرين على التنفس بسبب تلك المشاعر.

قد يكون هذا الشعور أشد وطأة على الإنسان من مسببه الأصلي ودفعه للخوف على حياته كما يرعب المحيطين به، ويسعون على الفور لمساعدته بإخراجه إلى الهواء الطلق، واستخدام كل السبل المتاحة لإيصال أكبر كمية من الهواء إليه.

إلا أن موقع "ميديكال توداي" يؤكد أن هذه المشاعر طبيعية تماماً، وغالباً ترافق المعاناة التي يمر بها الإنسان، وأنها ترتبط بشكل مباشر بالصحة النفسية والعقلية.

ويعرف القلق بشكل عام بأنه استجابة الخوف الطبيعية للبشر، ومن الطبيعي أن يتفاعل معه جسد الإنسان بطرق تختلف من شخص لآخر، ويكون هذا التفاعل غالباً عن طريق تجهيز الإنسان للدفاع والقتال تجاه العامل المسبب لقلقه أو يدفعه للهروب.

ويعد ضيق التنفس واحدة من تلك الاستجابات الفورية لمشاعر القلق أو الغضب، وحتى الخوف والحزن، ويبدأ الإنسان بالشعور بأنه بحاجة ماسة للهواء بشكل أكبر من الوضع الطبيعي، وهو أمر أكدته دراسات أثبتت وجود علاقة قوية بين تلك المشاعر السلبية غالباً، والإصابة بأعراض الجهاز التنفسي، وعلى رأسها ضيق التنفس.

وعلى الأغلب، ترتبط عواطف البشر بتغيرات فسيولوجية تحدث للجسم، منها على سبيل المثال: تسارع نبضات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وآلية التنفس المسببة لهذا الضيق.

ولا تتوقف أعراض هذه المشاعر عند ضيق التنفس، فقد تصاحبها أعراض أخرى من أبرزها:

1.      الشعور بوجود كتلة داخل الحلق.

2.      زيادة سرعة نبضات القلب.

3.      تشنج العضلات.

4.      الإصابة بآلام المعدة.

وعلمياً، تم تفسير هذه الأعراض باعتقاد الدماغ أن الإنسان عندما يصاب بهذه المشاعر يحتاج للحفاظ على حياته أو الهروب وبذل مجهود مضاعف لمواجهتها، لذلك إن الجسم يتلقى الأوامر بتهيئة نفسه لما هو أصعب، وبالتالي يبدأ الجسم ببذل مزيد من الجهود داخلياً، ما ينتج تلقائياً تلك الأعراض.

إقرأ أيضاً:  الاستماع إلى الموسيقى خلال التمرين ليس للتسلية فقط .. إليكِ فوائده
 

ولنفس السبب، يوصف تنظيم النفس وأخذ نفس بطيء لتهدئة الجسم وإعادته لسابق وضعه، وذلك بهدف إيصال رسائل للدماغ بأن سبب الخطر قد زال، وبالتالي موقف الدفاع الذي يتطلب جهوداً مضاعفة لم يعد موجوداً، ما يجعل الجسم يعود لطبيعته السابقة.