من الطبيعي أن يشعر الآباء بالقلق والتوتر، لكن من الضروري أن يحاولوا منع هذا القلق من الانتقال لأبنائهم، حفاظاً على سلامتهم وصحتهم النفسية بشكل خاص.

وتشير الدراسات الحديثة إلى أن القلق قد يكون له نمط انتقال خاص به، ما يعني أن قلق أحد الوالدين قد ينتقل لطفله من نفس الجنس، وهو مرتبط بشكل وثيق بتشخيص يبقى مدى الحياة، لأي اضطرابات قلق قد تظهر على الأبناء.

مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، منها (CDC) في الولايات المتحدة الأميركية، أجرت دراسة بحثية متعلقة بالقلق على أطفال تراوح أعمارهم بين 7 أعوام و13 عاماً، خلال الأعوام من 2016 وحتى 2019. ووجدت بيانات الدراسة أن 15% من البالغين عانوا القلق، وأن الإناث هن أكثر إصابة بالقلق من الرجال.

وقام الباحثون بلقاء 398 طفلاً، و221 أماً، و237 أباً، ووجدوا أن اضطرابات القلق لدى أحد الوالدين من الجنس نفسه، كانت مرتبطة بزيادة طفيفة في معدل اضطرابات القلق لدى الأبناء من الجنس نفسه، ولم يكن لاضطرابات القلق لدى أحد الوالدين من الجنس الآخر الارتباط نفسه.

تقول الأخصائية النفسية الإكلينيكية الأميركية، الدكتورة كارلا ماري مانلي، إن نتائج الدراسة ليست مفاجئة بالنسبة لها، مؤكدة وجود تأثير عميق جداً من الآباء في أطفالهم، وتضيف: "على المستوى البيولوجي العصبي، تتشكل أدمغة الأطفال وتتغير من خلال كل شيء يواجهونه، بما في ذلك سلوكيات آبائهم وبيئتهم، وعلى الرغم من أن الأطفال يتأثرون بالتأكيد بالتجارب الإيجابية، فإنهم يتأثرون بالتأكيد بالمحفزات السلبية، مثل سلوك الوالدين القلقين".

كما وجد الباحثون أن معدل اضطرابات القلق، مدى الحياة، كان أقل بين الأطفال الذين لديهم والدان لا يعانيان اضطرابات القلق، لكن الأطفال الذين كان أحد والديهم مصاباً باضطراب القلق، معرضون لخطر متوسط مدى الحياة لاضطراب القلق، بينما كان الأطفال الذين يعانون والدين مصابين باضطراب القلق لديهم أعلى معدل.

إقرأ أيضاً:  حقائق على كل أم جديدة إدراكها.. في معاملة طفلها المولود
 

لذا، يجب الحرص بشكل كبير على عدم معاقبة الأطفال دون ذنب بنقل هذا القلق إليهم، وهو الأمر الذي قد يؤثر على حياتهم كاملة بشكل سلبي.