أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي جزءاً من نسيج حياتنا اليومية، كما تعد جزءاً لا يتجزأ من مجتمعنا الحديث، ورغم إيجابيات مواقع التواصل، إذ جعلت العالم كالقرية الصغيرة، وبتنا نستطيع الحصول على المزيد من المعلومات بكبسة زر وفي لحظات ودقائق معدودة، عدا التواصل مع الناس من مختلف أنحاء العالم، وتبادل الثقافات والمعرفة معهم، فإن من أهم سلبياتها التي تنطوي على الكثير من المخاطر التي تهدد الحياة الزوجية؛ إذا خرج استخدامها عن النطاق الاعتيادي للزوج، عندما يصبح شغله الشاغل الانغماس مع الهاتف النقال، وحينئذ قد تتساءل الزوجة في ذلك الوقت: ماذا يفعل خلال كل هذه الساعات؟ ويدق الشك باب قلبها. هنا، تقدم المستشارة الأسرية ومدربة تنمية الذات، الدكتورة ياسمين الخالدي، بعض النصائح للزوجة؛ كي تتفادى الوقوع في مشكلات الخيانة الزوجية، بسبب مواقع التواصل.
تقول الخالدي: بات معروفاً أن إحدى أهم مشكلات الأسر العربية، اليوم، هي الاهتمام المتزايد إلى حدّ الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ازدادت حالات الطلاق في الآونة الأخيرة بسببها، عندما اكتشفت بعض النساء أن لدى أزواجهن حساباً على مواقع التواصل الاجتماعي يضع عليه صورته، ويقضي معه أوقاتاً طويلة، ويتحدث مع النساء يومياً، ويستقبل دعوات وصداقات الكثيرات منهن.

 

  • ياسمين الخالدي

 

وتعرف الخالدي الخيانة الإلكترونية، أو الخيانة الزوجية عبر الإنترنت، بأنها كل علاقة عاطفية أو جنسية تنشأ عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أصبح هذا النوع من الخيانة شائعاً مؤخراً على نطاق واسع، في ظل ازدياد استخدام الإنترنت، لافتة إلى أن بعض الأزواج قد يلجؤون إلى «السوشيال ميديا» خلف الشاشات، لإقامة علاقات عاطفية غير شرعية لإشباع رغباتهم، وبالتالي يقل اهتمامهم بأسرهم، فتتفاقم المشكلة، وقد تصل إلى الطلاق.
وتقدم الخالدي بعض الحلول والنصائح، التي يمكن أن تساعد الزوجة على استعادة زوجها، ومساعدته على نسيان خيانته لها:

1- حاولي أن تتغافلي عن الشكوك في زوجك بحضورك المشع بالفرح والجمال والأناقة، وتأكدي أن اهتمامك بنفسك وبزوجك بهذا الأسلوب سيسعدك أنت بالدرجة الأولى، وسيصاب زوجك بعدوى السعادة. فزوجك منصرف إلى المواقع الاجتماعية (الوهمية)، وليس إلى الواقع الفعلي، وهذا يعني أنه منجذب إلى الخيال والأحلام، فلماذا لا تجعلي حياته اليومية معك مثل الخيال والأحلام؛ بأفكار حلوة ومرحة، منها مشاريع خروج وتنزه أو الذهاب إلى البحر والاستمتاع بالمياه والطقس بعيداً عن الروتين المنزلي، أو ممارسة هواية، أو ألعاب طريفة أو أكلات مختلفة جديدة؟!.. وهذا كله باستطاعتك وملك يديك، فلا تضيعي وقتك وأعصابك في الأوهام والشكوك والغضب وطلب الطلاق.

2- بدلاً من إصرارك على تفتيش هاتفه والكمبيوتر الخاص به والمواقع التي يذهب إليها، حاولي جذب انتباهه إلى حياتكما العائلية، ليس لتنفيذ الواجبات المطلوبة منه فقط، لكن بطريقة لطيفة وغير مباشرة، لاسيما أن معظم الأزواج يهربون أو يتهربون من الواجبات المنزلية، أو يقومون بها بانزعاج، والزوجة الذكية هي التي تعرف كيف تقسم تلك المهام بينها وبين زوجها، بحيث يشعر برجولته وقوته وحاجتها إليه، فيلبي الواجب كأنه بطل!

3- يجب أن تحرصي على تخصيص أماكن في المنزل، يمنع فيها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مثل: غرفة النوم ومائدة الطعام مثلاً.

4- ينبغي أن يتحرر الزوجان من سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال فتح باب الحوار والنقاش الهادئ مع بعضهما وجهاً لوجه.

5- اجعلي من زوجك صديقاً وفياً، له دور جميل ومميز في حياتك، بدلاً من أن تجعليه عدواً أو طفلاً مدللاً. وهذا يعني أن تشغليه بك أنت أيضاً، فاشغلي نفسك بعمل أو دراسة أخرى، واهتمي بهوايات جديدة وأشركيه فيها، أو اجعليه يغار من سعادتك ومرحك وفرحك، فيحاكيها.

6- امنحي زوجك فرصة أخرى، واغفري له ذلته، وأعلميه بأنك تعلمين عنه كل شيء، لكنك سامحته، وطالبيه بألا يهملك عاطفياً مرة أخرى، وعليه أن يعمل على تحقيق التوازن بين أسرته وعمله، ليبدأ معك صفحة جديدة لحياة زوجية تسودها السعادة والتفاهم والانسجام، بعيداً عن المشاكل وطلب الطلاق.