يتميز أسلوب مصممة الأزياء العُمانية، أمل الرئيسي، بدمج التقليدي بالحديث، وقد شقّت طريقها منذ 15 سنة، بعد أن اضطرت إلى تصميم فستان زفافها بنفسها، وهذه كانت الشرارة الأولى التي دفعتها إلى تأسيس علامة تجارية تحمل اسمها «Amal Al Raisi»، وتقدم التراث العماني العربي بلمسة راقية. واليوم، أصبح اسم الرئيسي معروفاً عربياً ودولياً، وتنتج علامتها مجموعتين سنوياً، مؤلفتين من القفاطين والجلابيات والعبايات والأزياء الجاهزة، التي تتضمن الفساتين والبدلات والقطع المنفصلة.. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تعود الرئيسي إلى البدايات، وتكشف مشاعرها، وأسلوبها، ومدى رضاها عما تقدمه، ونصائحها وما ستسعى إلى تحقيقه مستقبلاً:

• بداية.. ما الذي أسهم في تشكيل شخصيتك؟

- ولدت في مدينة مسقط، كان والدي يعمل في وزارة الدفاع. أما والدتي، فكانت ربة منزل. ونظراً إلى طبيعة عمل والدي، أمضينا بضع سنوات خارج سلطنة عمان عندما كنا صغاراً. ولقد أتاح لي العيش في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وباكستان فرصة التعرف إلى ثقافات مختلفة، أعتقد أنها صقلت طريقة تفكيري. أنا، الآن، متزوجة وأم لثلاثة أطفال رائعين.

• كيف اكتشفت شغفك بتصميم الأزياء؟

- بدأ اهتمامي وحبي للموضة في سن مبكرة جداً. في طفولتي، كنت أستمتع بشراء الأقمشة مع والدتي، وكان اختيار الألوان والمواد المناسبة أمراً أحببته حقاً. في ذلك الوقت، كنت أعتقد أن ذلك لا يعدو كونه هواية، وليس شيئاً أرغب في ممارسته كمهنة. حتى هذه اللحظة، تشكل الأنسجة مصدر إلهام لي؛ فالنسيج المناسب يوحي بالتصميم وبالزخرفة وبالتفاصيل، التي أرغب في إبرازها فيه.

• درست إدارة الأعمال وامتهنتِ فن تصميم الأزياء.. كيف حدث ذلك؟

- درست إدارة الأعمال، وبعد تخرجي بفترة وجيزة، عملت في وزارة التجارة لمدة عامين، لكنني كنت على يقين دائم أن هذا ليس المكان الذي يكمن فيه شغفي. قررت أن أثق بحدسي، وأستقيل من وظيفتي؛ بحثاً عن دور يثير اهتمامي. في هذه الأثناء، بدأت بتصميم الأزياء للصديقات والعائلة كهواية، وسرعان ما أدركت أن التصميم هو المجال الذي أرغب في العمل به.

• كيف يستطيع المصمم تحقيق التوازن بين حسّ الابتكار والإبداع وحسابات الربح والخسارة؟

- إن تحقيق التوازن ليس بالأمر السهل، كما أن فهم الجانبين يستغرق الكثير من الوقت. ومع ذلك، إن إيجاد التوازن يكمن في تعلّم ما يناسبك، وكيفية تحقيقه. ومع الوقت والخبرة، تفهمين ما تبحث عنه عميلاتك، وما يحقق التوازن الذي تبحثين عنه.

• ما اللحظة الحاسمة، التي اتخذت فيها قراراً بتأسيس «البراند» عام 2007؟

- أنشأت علامتي تدريجياً؛ فأثناء بحثي عن فستان زفافي، لم أتمكن من العثور على فستان يعجبني حقاً؛ ما دفعني إلى تصميم فستاني الخاص. وشكّل التصميم لنفسي، وليس فقط لعائلتي وصديقاتي، نقطة تحول دفعتني إلى إطلاق علامتي.

• 15 سنةً مضت من رحلتك في عالم التصميم.. كيف تقيّمينها؟

- أعتبر أن مسيرتي الممتدة منذ 15 عاماً، هي التي تعلّمني   تحدي نفسي على الدوام؛ للارتقاء بالمستوى الذي أقدمه.

• متى تذوقتِ طعم النجاح.. للمرة الأولى؟

- أعتقد أنني أشعر بالنجاح بطريقة مختلفة في كل مرحلة من مراحل مسيرتي المهنية. بدءاً من إطلاق علامتي التجارية، مروراً بعرض مجموعتي في عروض أزياء دولية، ووصولاً إلى التحدث في مؤتمر «Condé Nast»، فقد كانت كل خطوة رمزاً للنجاح بالنسبة لي.

• كم تبلغ نسبة رضاكِ عما حققته؟

- يمكنني القول بأنني راضية جداً عن كل ما حققته من خلال علامتي، لكنني أسعى إلى مواصلة العمل الجاد، وتحقيق المزيد.

• ماذا تمنحين المرأة العربية من خلال تصاميمك؟ وكيف تلّبين تطلعاتها؟

- من خلال تصاميم «أمل الرئيسي»، أعتقد أنني أمنح المرأة العربية إحساساً بالقوة والثقة؛ لتستمتع بيومها.

• استوحيت مجموعة الخريف والشتاء من موقع قصر البستان وهندسته الداخلية.. كيف يتجلى هذا الإلهام؟

- المجموعة مستوحاة من عناصر مختلفة موجودة داخل المنتجع الرائع، وحوله. من ثريا «Diamond in the Sky» المعلقة في صالة الأتريوم، إلى النباتات المحيطة بالمنتجع، تمت ترجمة كل التفاصيل بعناية، بأسلوبنا المميز في التطريز والألوان والقصات الانسيابية.

• تمزجين بين القديم والحديث والتطريز اليدوي.. صفي لنا تصاميم وبصمة «أمل الرئيسي» من منظورك الخاص؟

- يمكنني أن أصف تصاميم «أمل الرئيسي» بالكلاسيكية التي تركز على التفاصيل الدقيقة، وتمثل المرأة العربية. من خلال مجموعاتي، أود أن أقدم شيئاً يناسب كل امرأة، ويتخطى صيحات الموضة الموسمية؛ لتستفيد منه لسنوات.

• كيف ترين مشهد تصميم الأزياء في سلطنة عمان؟

- تطورت صناعة الأزياء، منذ أن أطلقت علامتي. يسرني أن أرى المجتمع يحترم مصممي الأزياء ومواهبهم، أكثر مما كان في السابق. والأهم من ذلك، أعتقد أنه من الرائع أن نرى الدولة تدعم هذه الصناعة، وتولي العمل الذي تستوجبه كل التقدير.

• من يلفت نظرك من المصممين العمانيين؟

- نوال الهوتي، إذ إنني أحب وفاءها الدائم لأسلوبها المميز. وبثينة، لها بصمة خاصة تميز هذه العلامة عن البقية، وأنا معجبة بها جداً.

• ما الذي تفتقر إليه المواهب العمانية الشابة في عالم التصميم؟

- المعرفة على ما أعتقد؛ فهناك الكثير لنتعلمه عن هذه الصناعة، وكيفية سير الأمور فيها؛ فالأمر لا يقتصر على التمتع بالموهبة في التصميم.

• ما نصيحتك لكل مصمم عُماني مبتدئ؟

- نصيحتي هي: كن صادقاً مع نفسك ومع علامتك، وأبقِ رأسك مرفوعاً، ولا تستسلم مهما كان التحدي الذي تواجهه.

إقرأ أيضاً:  الشيخة ماجدة الصباح تطلق مبادرة «هُنا»
 

• ما مشاريعك المستقبلية؟ وطموحاتك بالنسبة لـ«البراند»؟

- أتطلع إلى متابعة توسيع علامتي إقليمياً ودولياً؛ ما يوفر لي الاستقرار؛ لاستكشاف المزيد من المجالات.