صالح المنصوري: طوعت المناخ والبيئة

في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، استطاع الإماراتي صالح محمد يعروف المنصوري، زراعة أكثر من 47 نوعاً من الأشجار المثمرة في مدينة ليوا بمنطقة الظفرة، متحدياً ظروف المناخ والبيئة؛ لينتج أجود أنواع الثمار من الفواكه الاستوائية، وغيرها، واستعمل في ذلك الزراعة المائية، وألياف النخيل. ويسافر ال

في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، استطاع الإماراتي صالح محمد يعروف المنصوري، زراعة أكثر من 47 نوعاً من الأشجار المثمرة في مدينة ليوا بمنطقة الظفرة، متحدياً ظروف المناخ والبيئة؛ لينتج أجود أنواع الثمار من الفواكه الاستوائية، وغيرها، واستعمل في ذلك الزراعة المائية، وألياف النخيل. ويسافر المنصوري إلى مختلف دول العالم؛ ليتعلم ويكتسب الخبرة، ويجلب أفضل الأشجار، التي استطاع أن يطوعها لتخدم مشروعه. التقينا المنصوري في مزرعته، التي تتدلى منها الثمار يميناً ويساراً؛ ليحدثنا عن تجربته والتحديات التي واجهته وكيف تخطاها:

بدايات.. ودعم

فكر صالح المنصوري خارج الصندوق، واستطاع أن يطوع المناخ والبيئة لتنبت الأرض غير الصالحة للزراعة، أشجار الفاكهة المتنوعة، وتحدث عن فكرة مشروعه، قائلاً: «علقت بذهني مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: (أعطني زراعة؛ أضمن لك حضارة)؛ فقد كانت الحافز والدافع لأن أفكر في ابتكار مشروع زراعي، يتماشى مع تطور العصر، ويقلل هدر الماء. ورغم صعوبة تطبيق الفكرة؛ فإنني لم أتوقف لحظةً عن محاولة تحقيقها، خاصة ونحن في دولة اللامستحيل».

في البدايات حصل المنصوري على الدعم، رغم التحديات، يقول: «في عام 1999، سافرت إلى سنغافورة؛ للبحث في موضوع الزراعة المائية، ودراسة المشروع الذي لطالما قرأت عنه، وحلمت بتنفيذه، ونقل الفكرة إلى الإمارات رغم صعوباتها، بسبب التكلفة المالية المرتفعة لهذا النظام، وظلت الفكرة تراودني حتى علمت بأن وزارة التغير المناخي والبيئة أطلقت مشروع الزراعة في المحميات (البيوت البلاستيكية)، وبها نظام الزراعة المائية لكن بشكل مبسط، وبأسعار مدعمة بنصف القيمة تقريباً، فتواصلت معها، وحصلت على 12 بيتاً من البيوت البلاستيكية، وبدأت في زراعة جميع أنواع الخضروات». لم يكتفِ المنصوري بنجاح المشروع وزراعة الخضروات في «الصوبات»، لكنه استطاع أن يزرع العديد من أنواع الفواكه والنخيل، ومنها الفواكه الاستوائية، التي كان من المستحيل أن تزرع في مناخ الإمارات من قبل.

إقرأ أيضاً:  نصائح لقضاء عطلة أسبوعية مريحة.. بكل معنى الكلمة
 

وعن نظام الزراعة المائية، يقول: «الزراعة المائية تقلل هدر الماء، باستخدامه مرات عدة، حيث يتم تجميع الماء المستخدم في الزراعة، في خزان تحت الأرض لإعادة استخدامه، ما يوفر 98% من الماء المستخدم في الزراعة التقليدية». شارك المنصوري في مهرجان ليوا للرطب بمسابقة «سلة فاكهة الدار»، وحافظ على المركز الأول لمدة 5 سنوات على التوالي، بطرقه الإبداعية، ومواصفات محاصيله العالية الجودة، وعن الفواكه التي يقوم بزراعتها، يقول: «شملت الفواكه أنواعاً متعددة، منها: النكتارين، والبابايا، والموز، والأناناس، والكيوي، والتفاح الوردي، والمشمش، والخوخ، والدراق، وكل هذه الفواكه تحتاج إلى عناية خاصة، لأن موطن زراعتها المناطق الاستوائية، ذات الحرارة المنخفضة، إضافة إلى التفاح والمشمش والخوخ».

تخطي الصعوبات

طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، لكن هذه الخطوة لم تأتِ بسهولة، فقد أتت بعد جهد وعزيمة وتغلب على الصعوبات، يقول عنها المنصوري: «قابلت الكثير من التحديات، مثل: صعوبة المناخ والبيئة، فقد كنت أزرع الشجر ولا يؤتي ثماره، واستطعت أن أتخطى هذه المشكلة بالصبر والمثابرة، وابتكرت طريقة حديثة؛ نوفر بها الموطن الأصلي لتلك الأشجار لتثمر. وقبل أن أصل إلى هذا الابتكار؛ استعنت بالكثير من أساتذة الجامعة، والمختصين بالزراعة.. دون جدوى».  ويستطرد، قائلاً: «من التحديات المهمة، التي قابلتني، زراعة الأرز بكل أنواعه؛ لأنه يحتاج إلى كميات كبيرة من الماء، إذ إن كل كيلوغرام من الأرز يحتاج إلى 5000 لتر من الماء. واستطعت، ولله الحمد، زراعة الأرز بطريقة الزراعة المائية، وتمكنت من استخدام 1200 لتر من الماء فقط لكل كيلوغرام من الأرز. أيضاً، الماء العذب كان من تلك الصعوبات؛ لأن الماء المستخدم في الزراعة المائية يجب أن يكون عذباً أو مُحلَّى؛ فقمت بإنشاء محطات خاصة؛ لتحلية ماء الآبار».