يحاول العلماء، دائماً، البحث في أصل الإبداع الذي يتفرد به المتميزون عن سواهم، لذلك لا يكفون عن تجربة عدد من النظريات العلمية، لاكتشاف أصل الإبداع ومحوره الرئيسي، كما لا يترددون في تجربة فرضيات جديدة قد تنتج عنها إجابات عن تساؤلاتهم.
 
 ولهذا السبب، نشر موقع PNAS، الخاص بأبحاث العلماء عن الإبداع، دراسة جديدة عبارة عن اختبار قصير جداً، يتعلق بتجربة الأشخاص طريقة يطلق عليها "مهمة الرابطة المتباينة" (DAT)، يطلب فيها من الشخص الخاضع للاختبار تسمية 10 أشياء متباعدة في المعنى والنتيجة، مثل "قط، وكتاب"، لكن يمكن أن يجمعهما رابط آخر في النهاية.
 

 

 ويخضع الباحثون لإجابات خوارزمية الكمبيوتر، بهدف قياس المسافة الدلالية بين الكلمات التي يتم اختيارها، لتحليلها على نظام (DAT).
 
 وفسر الباحثون رؤيتهم للأشخاص المبدعين، بالقول: "عادة يتم افتراض أن المبدعين قادرون على توليد المزيد من الأفكار المتباينة. وإذا كان هذا صحيحاً، فإن مجرد تسمية الكلمات غير ذات الصلة، ثم قياس المسافة الدلالية بينهما، يمكن أن يكون بمثابة مقياس موضوعي للتفكير المتشعب". 
 
 وتتمثل الفوائد الرئيسية لاختبار (DAT)، الجديد، في أنه بسيط وسريع الإكمال، ولا يتطلب أي نوع من التقييم البشري، فلا يؤدي إلى التحيز. ومع ذلك، يحرص الباحثون على الإشارة إلى أنه لا يقيس كل جانب من جوانب الإبداع.
 

 

 ويعلق أستاذ علم النفس في جامعة هارفارد، جاي أولسون، أن مهمة الباحثين لا تقيس سوى جانب واحد وبسيط من الإبداع، لكنه يعتبر أن النتائج المستخلصة من الاختبار، تساعد على إجراء تقييمات إبداعية عبر عينات أكبر وأكثر تنوعاً، للمساهمة في فهم القدرات البشرية بصورة أفضل.
 
 ويؤمن علماء النفس بأن الأشخاص، الذين تظهر لديهم علامات الإبداع، قادرون على ربط العناصر البعيدة عن بعضها في أذهانهم بسهولة أكبر، من خلال قدرتهم على ابتكار واختراع مواد حسية جديدة لم يفكر بها أحد، خاصة في مجالات: الموسيقى، والرسم، والاختراعات.

إقرأ أيضاً: أصحاب برج الجدي ينجحون في هذا المسار الوظيفي