من منا لا يريد أن يكون زواجه صحياً ومستقراً وهانئاً، يحقق له ما أراده منه فعلاً، ورغم أن الحياة لا تخلو على الإطلاق من المشاحنات والمشاجرة، فإن العلاقات المستقرة قادرة على تحويل هذه الخلافات إلى طاقة تجدد الحب في النفوس.
 جميعنا يريد زواجاً سلساً، يعزز صحتنا وحياتنا، ويمنحنا الراحة والطمأنينة، ويشعرنا بالأمان والاستقرار، لهذا سنضع هذه النصائح، التي أجمع عليها خبراء العلاقات الأسرية؛ لتكوين علاقة مستقرة مليئة بالحب بين يديك:
 
 المشاركة في القيم الأساسية
 الزواج مختلف تماماً عما كان يعيشه الإنسان قبله، فهو علاقة قائمة على الشراكة. لذا، لا بد للزوجين من الاتفاق على النقاط المهمة منذ البداية، حتى لا يختلفا عليها لاحقاً. ومن المهم أن يكوّنا رؤية مشتركة لبعض الأمور الرئيسية في حياتهما، منها على سبيل المثال: كيفية إنفاقهما للمال، ونظرتهما للتعليم، وأنواع الطعام التي يفضلها كل منهما، وكذلك ممارسة الرياضة.. إلخ.
 ويمكن للخلاف حول هذه الأمور أن يؤدي، لاحقاً، إلى نشوب بعض المشاكل، التي ربما تكبر وتصل لطريق مسدود. وعلى الزوجين العلم، بشكل تام، بأن أنماط الحياة الأساسية لم تعد ملكاً لأي منهما، فهما يتشاركان كل شيء، وعليهما الاتفاق على هذه القيم؛ لأن تعارضها يصعّب الاستمرار بالعلاقة.
 

 

 الرفض بطريقة صحية 
 من المؤكد أن أياً من الزوجين لن يوافق على جميع طلبات شريكه، لكن طريقة الرفض مهمة. فالرفض بطريقة لطيفة وصحية ومقنعة له دور كبير ومهم في استقرار العلاقة الزوجية، ومن المهم جداً أن تستمع للشريك، وتمنحه الفرصة كاملة للتعبير عن نفسه، فقد تغير رأيك بعد سماعه، لكن إذا كنت مصراً على عدم قبول ما يريده، فاحرص على أن تعبر عن ذلك بطريقة لبقة، تليق بحبك واحترامك له.
 أما أن ترفض بطريقة فظة، فأنت في هذه اللحظة تقرر هدم الاستقرار بحياتك. لذا، حاول قدر المستطاع أن تبتعد عن بعض الألفاظ والمصطلحات التي تشكك في ولاء الشريك، كقولك: "أنت لا تحترمني، أنت لا تعرف الصواب، أنا من يقرر هنا، لا أريد النقاش"، ومن المهم أن تكون حذراً من الصراخ.
 
 منح الأولوية للآخر
 لم تعد وحيداً في حياتك، وعليك أن تعي ذلك جيداً. امنح الأولوية في حياتك للشريك، وأدخله في خططك ومشاريعك الخاصة، واجعل لرأيه أولوية، وحاول دائماً ألا تشاور أحداً قبله، ولا تُعلم أحداً بما تريده قبل أن تخبره. بهذه الطريقة، تشعره بقيمته الكبرى، وأنه الأولوية الأهم لديك، وستكون سعيداً طالما يشعر شريكك بأنه أولوية في حياتك، وفي حال اهتزت هذه المشاعر لديه؛ فإنك تشتري القلق والحزن لشراكتك معه.
 

 

 التعبير عن الامتنان دائماً
 بهدف الحفاظ على علاقتك بشكل صحي ومستقر، عليك دائماً إيجاد الطرق التي تعبر بها عن امتنانك لشريكك وحبك له، واحرص على أن يكون ذلك حتى في أبسط الأمور، منها على سبيل المثال إعداد كوب القهوة الصباحي، فهو أمر يستحق الامتنان فعلاً.
 وللامتنان طرق مختلفة كثيرة، مثلاً من خلال الكلام، وتعابير الوجه اللطيفة، والتواصل الكتابي، والجمل الناعمة غير المتوقعة من الشريك، وقد يكون أيضاً عن طريق الاحتضان، وغيره من الطرق التي عليك ابتكارها، بما يُشعر الشريك بأهميته في حياتك.
 
 التمسك بالشريك في أصعب اللحظات
 لا توجد علاقة زوجية لا تمر بظروف صعبة، قد يحدث الخلاف في بعض الحالات، فلا تحاول التخلي عن الشريك في هذه الأوقات، وعبر عن مدى تمسكك به رغم ما حدث، واحذر من أن تجعل الطلاق سيفاً تهدده به، أو أن يكون الانفصال عنوان كل خلاف، بل على العكس تمسكك الكبير بالشريك يضمن لك عودة هانئة، وعلاقة مستقرة.
 
 تأسيس الثقة بينكما
 الثقة أساس الاستقرار، والصدق والحقيقة أساس الثقة. على هذه المبادئ، يتوجب على الزوجين أن يبنيا الثقة الكاملة بينهما، ما يمنحهما الراحة في علاقتهما، فلا يخشى أيٌّ منهما أن يكون منفتحاً وحتى ضعيفاً أمام شريكه، لأنه يعلم مدى الحب الذي يكنه له.
 

 

 تقبل الشريك كما هو
 الأزواج في العلاقات المستقرة يتقبل بعضهم بعضاً كما هم تماماً، لأنهم بنوا علاقتهم على هذا الأساس، ومحاولات أي منهم لتغيير الآخر ستأتي بآثار سلبية كبيرة؛ فلا تحاول أن تقول لشريكك، دائماً: "أتمنى أن تكون كذا، ويا ليتك كنت بهذه الحال"، اقبلا بعضكما كما أنتما.
 
 مشاركة اللحظات الروحية 
 تقدس جميع الأديان الحياة الزوجية، لذا إن تشارككما اللحظات الروحية سيقوي علاقتكما بكل تأكيد، كما أن هذه الأوقات تمنحكما دائماً دروساً وعبراً من الحياة، وتزيد معرفتكما بأهمية هذا الزواج، وكيف يجب أن يكون.

إقرأ أيضاً: "تيك توك".. المنصة التي أحرجت عمالقة مواقع التواصل