قبل أيام، احتفلت مصر بذكرى مرور 100 عام على اكتشاف قبر الملك توت عنخ آمون، في منطقة وادي الملوك الأثرية بمصر.
وعلى الرغم من الكشف عن الكثير من الأسرار التي رافقت حكم توت عنخ آمون لمصر، بعد أن اكتشف القبر في الـ4 من نوفمبر 1922، فإن خفايا أكثر لاتزال بحاجة للاكتشاف بَعْدُ عن الملك المصري، الذي ولد حوالي عام 1305 قبل الميلاد، وحكم مصر لعشر سنوات فقط، إذ توفي عن عمر 19 عاماً، وهو أمر متوقع نظراً لأن الناس في مصر القديمة كانوا يعيشون لفترات قصيرة بسبب ندرة الرعاية الصحية، ويؤكد علماء الآثار أن الملك الشاب توفي على ما يبدو نتيجة إصابته بالملاريا.

 

 

المثير في حكاية الملك توت عنخ آمون أنه كان يرتدي طوقاً مصنوعاً من الورود لحظة اكتشاف قبره عام 1922، وكانت الزهور في حالة جيدة، رغم أن التابوت كان محكم الإغلاق. والأزهار بالنسبة للمصريين القدماء كانت مهمة جداً، وهو ما يظهر في رسومات حدائق الزهور على جدران مقابرهم. 

 

 

واكتشاف المقابر، والمومياوات، عرف العالم بمهارة المصريين القدماء في تحنيط الأموات، إذ كانوا يستخدمون ملحاً يسمى "النطرون" لتجفيف الجسم، بعد إزالة أعضائه الداخلية، لتنتج عن ذلك مومياء يمكنها البقاء على قيد الحياة لآلاف السنين.

 

 

وتوت عنخ آمون، هو أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر من 1334 ق.م إلى 1325 ق.م. ويعد توت عنخ آمون من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بإنجازات حققها، أو حروب انتصر فيها كما هي الحال مع الكثير من الفراعنة، وإنما لأسباب أخرى تعدّ مهمة من الناحية التاريخية، من أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف. واللغز الذي أحاط بظروف وفاته، إذ اعتبر الكثيرون وفاة فرعون في سن مبكرة جداً أمراً غير طبيعي، خاصة مع وجود آثار لكسور في عظام الفخذ و‌الجمجمة، وزواج وزيره من أرملته بعد وفاته، وتنصيب نفسه فرعون مصر، فكل هذه الأحداث الغامضة، والاستعمال الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرة توت عنخ أمون، التي استخدمت في الأفلام وألعاب الفيديو، جعلت من توت عنخ آمون أشهر الفراعنة لألغاز وأسئلة لاتزال بلا جواب.

 

 

وكان توت عنخ أمون بعمر التاسعة، عندما أصبح فرعون مصر، واسمه باللغة المصرية القديمة يعني "الصورة الحية للإله آمون"، كبير الآلهة المصرية القديمة.

إقرأ أيضاً: اكتشاف معلم أثري غرب الإسكندرية.. قد يكشف مصير "كليوبترا"