يتهيأ المستكشف الإماراتي "راشد" لبدء أول مهمة رسمية له، إذ ينطلق نحو القمر بعد أسابيع قليلة، ليهبط في منطقة جديدة لم يدرسها أحد قبل، ومن المتوقع أن يقدم المستكشف بيانات جديدة تعد الأولى من نوعها، لذا فإنها ستحمل قيمة عالية للعالم أجمع، خاصةً أن المستكشف سيركز على دراسات علمية جديدة كأصل النظام الشمسي، ونشأة الكوكب، والحياة.

 

 

فخر التكنولوجيا الإماراتية 
في دولة لا حدود لطموحها، ولا سقف له، صُمم المستكشف "راشد" وبني بعقول وأيادٍ إماراتية بنسبة 100%. وبلغت نسبة النساء المشاركات في هذا الإنجاز حوالي 40% من أصل 50 شخصاً، اجتهدوا ليلاً ونهاراً؛ ليكون هذا الحلم واقعاً، ويضاف إلى سجل طويل وكبير لا يمكن حصره من الإنجازات الخالدة، التي قدمتها دولة الإمارات.
وكان لتشجيع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أكبر الأثر في إتمام هذا الإنجاز، وإخراجه بالشكل الذي بات عليه، فقد سبق له أن أكد، خلال زيارته له، ثقته المطلقة بالشباب الإماراتي، فقال: "إن الكوادر الإماراتية العاملة في برامج الفضاء، تبعث على الفخر، هي وغيرها من كوادرنا الوطنية في المجالات الحيوية الأخرى، التي تعد ثروتنا الحقيقية، ومصدر إلهام لغيرها في كل مجالات العمل الوطني، ورهاننا الأساسي لتحقيق كل تطلعاتنا وأهدافنا التنموية خلال العقود المقبلة؛ لذلك فإنها تلقى كل دعم وتشجيع ورعاية، لمواصلة تميزها وكتابة التاريخ الإماراتي والعربي في مجال الفضاء". 
كما قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بالتوقيع على أحد أجزاء هذا المستكشف، الذي سينطلق إلى الفضاء حاملاً معه تلك الطموحات التي لا نهاية لها، مؤدياً مهمته التي صنع لأجلها.

 

 

صاروخ "سبيس" يحمل المستكشف "راشد" 
في مهمته الأولى إلى القمر، سيحمل صاروخ "سبيس إكس فالكون 9" المستكشف "راشد" نحو القمر، وذلك بعد وضعه على متن مركبة الهبوط "هاكوتو-آر HAKUTO-R"، التي طورتها شركة "آي سبايس" اليابانية، فيما ستتم عملية الإطلاق من محطة "كيب كانافيرال" للقوات الجوية في ولاية فلوريدا الأميركية، ويتوقع أن تستغرق الرحلة كاملة حوالي 4 شهور.

 

 

تدريبات مستمرة 
لا تتوقف التدريبات، التي يجريها الفريق الذي تم اختياره؛ ليشكل "فريق مشروع الإمارات لاستكشاف القمر"، وذلك من خلال القيام بعدة سيناريوهات، يتم تطبيقها على نموذج هندسي له، وتعد هذه التدريبات الخطوة الأخيرة للفريق والأنظمة التي يعمل بها، قبل انطلاقة رحلته نحو القمر.
وتهدف هذه التدريبات لمنح فريق العمل فكرة كاملة عن كيفية إجراء البحوث العلمية المطلوبة منه، وقد نجحت التجارب الأخيرة بشكل كامل، فقد نفذت كل المهام في النموذج المعد، وتم إرسال التقارير بشكل سليم عبر الأقمار الاصطناعية.

 

 

شعار لاستراتيجية واضحة
سيحمل المستكشف "راشد" شعاراً خاصاً إلى سطح القمر، ويعكس هذا الشعار علم الإمارات، وسبع نجوم بعدد إمارات الدولة، ويحمل هذا الشعار توقيع المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم.
ويأتي هذا العمل استكمالاً لاستراتيجية الإمارات الواضحة، التي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء عام 2021، لتسجل الإمارات اسمها كرابع دولة في العالم تشارك في استكشاف القمر لغايات علمية، إذ لم يسبقها في هذا الإنجاز سوى الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد السوفييتي سابقاً، والصين.