مع بداية تعلم الطفل الكتابة، تحرص جميع الأمهات على مراقبة إتقانه لها، كما تميز جميعهن جمال خط أطفالهن من عدمه، وعادة تتباهى الأمهات بقدرة أطفالهن على الكتابة بخط جميل، فيما تعترف أخريات بسوء خط أبنائهن.

دعونا نسأل سؤالاً بسيطاً: هل لجمال الخط أو عدمه دلالات معينة، تجب على الأمهات معرفتها؟

الإجابة هي نعم، فعدم إتقان الطفل الكتابة بخط جيد دليل دامغ على إصابته باضطراب عُسر الكتابة، فما هذا الاضطراب؟

اضطراب عسر الكتابة

يصاب الأطفال باضطراب عسر الكتابة نتيجة وجود مشاكل في جهازهم العصبي، لها ارتباط مباشر بإتقانهم بعض الحركات الدقيقة التي يتوجب عليهم فعلها، ويلازم هذا النوع من الاضطرابات الأطفال غالباً، وهم في مراحل دراستهم الأولى.

ولم يجد العلماء حتى يومنا هذا تفسيراً محدداً لإصابة الأطفال بعسر الكتابة، فإصابة الكبار به معلومة الأسباب، وغالباً تكون ناتجة عن الجلطات الدماغية، أو الضربات التي تصيب الرأس، نتيجة حوادث السيارات، أو السقوط، أو تلقي ضربة مباشرة على الرأس.

أعراض الإصابة بعسر الكتابة

العارض الرئيسي والأساسي، الذي سمي هذا المرض انتساباً له، هو عدم قدرة الطفل على الكتابة بخط واضح وجميل، وقد لا تكون كتاباتهم مقروءة بشكل واضح في كثير من الأحيان، عدا أنها غير متناسقة أو مستقيمة.

وأيضاً، يبذل هؤلاء جهداً مضاعفاً في تأدية الواجبات الكتابية، ويتطلب منهم الأمر وقتاً طويلاً على الأغلب.

إلا أن موقع WEBMD وضع علامات أخرى لهذه الإصابة، من أبرزها:

- إمساك القلم بطريقة غير صحيحة يسبب الألم لليد.

- كثرة الأخطاء خلال الكتابة، وبالتالي تكثر عملية الشطب والمحو.

- عدم القدرة على الكتابة بشكل صحيح داخل الهوامش وبشكل مستقيم.

- كتابة كلمات غير مكتملة.

- تباعد الأحرف عن بعضها بطريقة واضحة وملحوظة.

طرق علاجية

من أهم الأساليب التي يجب اتباعها، كونها قد أثبتت فاعليتها في معالجة أو تخفيف عسر الكتابة، ما يلي:

- تعليم الطفل الإمساك بالقلم بطريقة صحيحة، ومع التكرار والوقت غالباً يعتاد الأمر.

- تشكيل الخطوط داخل لعبة المتاهة، بهدف تعليم الطفل رسم الخطوط المستقيمة، والالتزام بالهوامش.

- تدريب الطفل ضمن واجبات ربط الكلمات، من خلال وضع نقاط والتخطيط عليها.

- منح الطفل وقتاً كافياً للعب والتشكيل بالطين، لتقوية مهاراته.

- اللجوء إلى معالج مختص.

في بعض الحالات الصعبة، يُستلزم منح أدوية معينة توصف من قبل الطبيب، ولا يمكن إغفال أهمية إبلاغ المدرسة بحالة الطفل؛ حتى يتم التعامل معه بخصوصية، مثل منحه وقتاً إضافياً في الامتحانات، وبدء إعطائه واجبات خاصة تساعده في تحسين كتابته.

إقرأ أيضاً:  6 نصائح لتنشئة أطفال أسوياء نفسياً
 

وختاماً، لا بد من الإشارة إلى أهمية عدم اليأس، في حال لم تكن استجابة الطفل سريعة، ولا بد من تجربة طرق أخرى، واللجوء إلى المعالجين المختصين؛ لأن الشفاء من هذا الاضطراب، والتخلص منه، ليسا بالأمر المستحيل، أو الأمر البالغ الصعوبة، فقط يحتاجان للصبر والمواظبة والاستمرار.