في رحلة استثنائية مع الوجوه والألوان والحروف، تتجول ريشة الفنانة التشكيلية، نوره الهاشمي، رفقة خيالها النابض بالحياة؛ لتبتكر لوحات تطل على عالم سحري وشاعري، تترجم به العالم المحيط من حولها إلى معانٍ تلامس الأبصار والقلوب، وكونها من أولى الفنانات اللاتي تخرجن في كلية الفنون بجامعة الإمارات؛ تهتم أعمالها بالتراث والهوية، في تزاوج بين قيم المعاصرة والحداثة، بخبرات ومهارات لا تخطئها العين.. في حوارها مع «زهرة الخليج»، تلقي الفنانة التشكيلية بالضوء على تجربتها الثرية:

• من أي الآفاق الجمالية ينبع إلهامك؟

- منذ الصغر، كانت نظرتي إلى كل شيء حولي مختلفة؛ لأنني كنت أحتكم إلى المعايير البيئية، ومثلت رمال الصحراء العربية، وتدرجات ألوانها، وكذلك السماء الصافية، وألوان البحر الزرقاء، مصدر إلهام لي.

• ما أبرز رموز لغتك البصرية، وكيف تبدعين دلالتها التشكيلية؟

- أولى خطواتي كانت في رسم الوجوه (البورتريه)، وتعمقت برسم الصقور والخيول العربية، وخرجت عن نطاق اللون وتشكيله، ودخلت عالم الأبعاد، وأضفت إليه مؤثرات جمالية، أبدعتها على لوحات مسطحة، وكذلك استخدمت الكثير من خامات الطبيعة الإماراتية، وكان للتراث الذي يحثنا آباؤنا وأجدادنا على الحفاظ عليه، ومساعدة الأهل، دور كبير في صقل هذه الموهبة.

• كيف زاوجت بين التراث والمعاصرة في أعمالك؟

- تفاعل الثقافات واللغات بين الدول، وكثرة انتقالي من مكان إلى آخر، جعلاني أمزج التراث بالحديث، وأستخدم أنماطاً وأشكالاً كثيرة في الفن والرسم، الأمر الذي ساعد على تفتح ذهني. ثم الدراسة في الجامعة، وفي جامعة باريس للفنون، أدركت أن الفنان سواء العربي أو غيره، يجب  عليه الانتقال إلى أوسع المدارك؛ لنقل كل الحضارات. دراستي في فرنسا، جعلتني أتعمق بوعي فني أكبر في الثقافات المتنوعة والكثيرة، وأتمنى رجوعي إلى الوطن؛ لأطبق ما تعلمته لتقديم ابتكارات وإبداعات في مراكز الفنون بالدولة.

• أنت من أولى خريجات كلية الفنون.. كيف تنظرين إلى مسيرتك اليوم، وما بصمتك التي وضعتها؟

- في ذلك الوقت، كان المهتمون بدراسة الفنون قليلين، والفرص محدودة وليست متاحة إلا في نطاق ضيق، وباجتهاد وعمل دؤوب استطعنا نشر التوعية بهذا المجال، وكنا خير ناقلين لهذا الفن في الدولة. والآن، تغير الوضع، وانتشرت المتاحف، وكثر الفنانون والمبدعون على الساحتين الخليجية والعربية.

• إلى أي مدى ساهمت التشكيليات الإماراتيات في محو الأمية التشكيلية؟

- أصبح للفن الإماراتي صدى واسع على المستوى الخليجي والعربي والعالمي، حيث وسعنا مفاهيم الفن الإماراتي داخل الدولة وخارجها، من خلال المعارض، وورش العمل خارج الإمارات خليجياً وعربياً، وشاركنا في كثير من المعارض، وزرنا مجموعة كبيرة من المتاحف العالمية، حيث برز في الفترة الأخيرة فنانون خليجيون من محبي وعشاق الفن، وانتشرت في جامعاتنا  اليوم مساقات الفنون والتشكيل، وأقبل عليها كثير من الطلبة المبدعين والمتذوقين والدارسين.

إقرأ أيضاً:  مبادرة "أبدع نشر".. تنطلق من معرض الشارقة للكتاب
 

• كيف ترين مسيرة عطاء المرأة الإماراتية؟

- المرأة، اليوم، تنافس الرجل في جميع المجالات، وترتقي إلى أعلى المستويات؛ لما تمتاز به من خبرة وذكاء وشغف بطلب العلم والحث عليه، وتشهد على هذا الواقع كثرة اللقاءات مع كثيرات من النساء المنجزات في جميع المحطات، تلفزيونية وإذاعية، أو عن طريق الصحف والمجلات، وهذا يثبت أنه لا خوف من الظهور والنقاش، ويرجع ذلك إلى دعم القيادة الرشيدة، وأيضاً تشجيع سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات)، حفظها الله ورعاها.