أحيا الشاعر الكويتي محمد جار الله السهلي - وهو أحد نجوم الشعر النبطي في الساحة الخليجية، ويحظى بمتابعات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي - أمسية شعرية، حملت عنوان "تعابير"، في قاعة الاحتفالات، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الـ41، وأدار الأمسية الإعلامي الإماراتي حسين العامري.

منارة إبداع

محمد جار الله أعرب، لجمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب، عن سعادته بمشاركته في هذه التظاهرة الثقافية الدولية، مبيناً أن الشارقة أصبحت علامة تحيل إلى الثقافة والكتاب، بفضل جهودها المتوالية في العمل الثقافي، حيث أصبحت منارة للإبداع، وأنه حينما يتحدث عن دولة الإمارات دائماً ما ترد إلى ذهنه إحدى قصائده القديمة، التي كتبها في الإمارات، وأهلها الكرام:

"تكفون يا شعب الإمارات تكفون

اقروا (الفلق) على تطوّر بلدكم

بلادكم جنه.. ولـ العالم.. عيون

ولا فيه سايح زاركم ما حسدكم!!".

الشعر والناس

وفي محاورة مع الجمهور، أوضح جار الله أنه يفرح حينما يفاجئه أحدهم بحفظه مقطعاً من أشعاره أو بيتاً شعرياً، فهذا دليل على وصول شعره للناس، كما أوضح أنه يحاول قدر المستطاع الكتابة باللغة البيضاء، التي ربما تفهم في كل عالمنا العربي، وقد تخللت هذه المحاورات قراءة لبعض قصائده، منها:

"المرء: مجموعة قناعات.. ومشاريع أمنيات

تنفيذها حسب الظروف ونوعها حسب السنين

ما عاد في صوتي مساحة كافيه للأغنيات

في نبرتي قبيلة إحباط وقوافل من أنين..

وشلون اعبّر والكتابه نزف جرح وجلد ذات..

وجروحي أعمق واكبر بواجد من الشعر الحزين!".

قيمة شعرية

كما أشار الشاعر إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الناس أقرب، وهو يسرُّ كثيراً حينما لا يكون محصوراً في نطاقه الضيق، وتصل الكلمة إلى أبعد الحدود، وقد شكلت هذه المنصات نوافذ واسعة، وقربت القصيدة من الجمهور، مبيناً أن العمق ضروري للشاعر، حتى إن كتب بالسهل الممتنع، فلابد من فكرة عميقة تبقى في الذاكرة، وتحمل نوعاً من القيمة الشعرية:

"طبطب على كتفي واخذني بالاحضان

واسألني شلونك؟ ولو كذب، عادي

ترى الكلام الحلو في بعض الأحيان

يخلّي الاحلام.. بين الأيادي

أنا بحاجة صوت هادي وتحنان

سولف عن التحنان وبصوت هادي

وساعدني ألقى فيك راحه وسلوان

تراني بوادي.. وقلبي بوادي..".

كل حساس انطوائي!

كما ألقى جار الله مقطوعات أخرى أطربت جمهور الشعر النبطي، ولقيت استحساناً من قبل جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب، ومن ذلك قصيدته:

"الأمور اللي دوافع فعلها ماهيب لله

حايل من دونها ضميري الحي وحيائي

ساوم الطيب على عطفه واخذ صافيه كله

واحذر تساومني بحاجات تخدش كبريائي

لد عينك في البشر وتشوف مضمون الأدلة

كل مصلحجي جريء وكل حسّاس انطوائي".